خطتا باتيلي وستيفاني.. هل تصل ليبيا إلى الانتخابات؟
يستعد المبعوث الأممي عبدالله باتيلي لإعلان تفاصيل خطته لحل أزمة ليبيا رغم نجاح الفرقاء في إقرار تعديل دستوري ناظم للاستحقاق المنتظر.
ومع إصدار مجلس النواب للتعديل الدستوري الـ13 وموافقة مجلس الدولة الاستشاري عليه، كشف المبعوث الأممي في إحاطة أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي بعض ملامح خطته.
- ليبيا على طريق الانتخابات.. رسائل أمريكية وأممية وتحركات محلية
- بريطانيا تدعم مبادرة باتيلي.. خبير ليبي: البيانات فقط لا تكفي
وتتشابه خطة باتيلي وفق ما هو معلن حتى الآن مع خطة سلفه غسان سلامة والتي أشرفت عليها نائبته ستيفاني وليامز -بعد استقالة سلامة-، ضمن المسار السياسي لمؤتمر برلين حول ليبيا 2020، من حيث اشتمالهما على لجنة سياسية تشكل حكومة وتضع القواعد القانونية لعملها وتيسير الطريق نحو الانتخابات.
ورغم الفارق الكبير بين الخطتين وفق ما هو معلن حتى الآن سواء من الظرف السياسي فالأولى كانت في أعقاب حرب بين الفرقاء ووفق دعم دولي تمثل في مؤتمر برلين، إلا أن الليبيين يرون في الخطة الجديدة أملا في الحل.
ويرى خبراء سياسيون أن الدول المعنية بالشأن الليبي وعلى رأسها المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستدعم خطة باتيلي لتأمين الدعم من القادة الليبيين لخارطة طريق للانتخابات.
آليات جديدة
ويؤكد المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي أن المبعوث الأممي عبد الله باتيلي لم يعلن بعد عن مبادرته بشكل كامل وسيعلن عن تفاصيلها في مؤتمر صحفي السبت المقبل، إلا أنه وفقا لما تحدث به حتى الآن والمفهوم من إحاطته بمجلس الأمن أنها خطة مقاربة لما اقترحه غسان سلامه ومعه ستيفاني وليامز من تشكيل لجنة الحوار السياسي في أعقاب مؤتمر برلين، وحكومه تطلع بالإعداد للانتخابات.
وتابع الأوجلي في حديث لـ"العين الإخبارية" أنه من المبكر الحكم على المبادرة التي لم يتم الإعلان عنهخا بشكل كامل، إلا أنه وبالنظر لتشابهها مع الخطة السابقة فيجب التأكيد على الآليات التي سيعتمد عليها في اختيار أعضاء اللجنة والمهام المنوطة بها.
وأردف أن "أحد العوامل الحاسمة في نجاح المبادرة المقبلة أو عدمها هو التوافق والدعم الدولي عليها، إذ كان التدخل الدولي أحد أسباب فشل الاستحقاق في عام 2021 بسبب خلاف بعض العواصم على أسماء بعض المترشحين للانتخابات".
فرص نجاح أكبر
ومن جانبه، يرى الدكتور يوسف الفارسي أستاذ العلوم السياسية الليبي، أن "الخطة الأممية الجديدة التي يعتزم المبعوث الأممي عبدالله باتيلي طرحها مهيأ لها ظروف عديدة للنجاح".
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "الخطة السابقة سواء الناتجة عن مؤتمر برلين وأشرفت عليها ستيفاني وليامز أو التي جهزتها بنفسها عقب عودتها في ديسمبر/كانون الأول 2021 كانت عقب الخروج من حرب قريبة وانقسام سياسي حاد ولذلك لم يكن هنالك ضغط حقيقي لإنجاحها خشية انفجار الوضع".
ورجح أن "تخلو الخطة الجديدة مما شاب الخطة الأولى من فساد ورشاوى في التنفيذ، كما ستكون خطة أكثر قوة ودعم كونها سيتم الإعلان عنها على الأراضي الليبية، السبت المقبل، كما هو مزمع حتى الآن".
وأضاف أن "باتيلي سيعلن عن خطة في ظروف مغايرة بعد أن استنفذت الأطراف السياسية كل الحيل والفرصة كاملة للوصول إلى الانتخابات لكنها فشلت، وفي وضع مستقر نسبيا يمكن البناء عليه للذهاب إلى استقرار أكثر، خاصة أن مجلسي النواب والدولة لم يفلحا في وضع شروط الترشح للرئاسة بشكل توافقي وأعلنوا تعديلا دستوريا لا ينص عليها".
ونوه إلى أن "المجتمع الدولي خاصة بريطانيا والولايات المتحدة تدعم بشدة الانتخابات في ليبيا ولذلك ستقف وراء خطة باتيلي، والدليل على ذلك المساعي لإخراج المرتزقة من ليبيا، ولأول مرة يتحدث باتيلي وأعضاء مجلس الأمن عن خطوات إيجابية وحقيقية في هذا الملف".
توافق دولي
من جانبه، يرى المحلل السياسي الليبي عمر بوأسعيدة، أن خطة باتيلي تقوم بالأساس -وفق ما ركز في إحاطته أمام مجلس الأمن- على معالجة مشكلة الشرعية بتشكيل لجنة رفيعة المستوى تمثل جميع الأجسام السياسية والقوى الفاعلة على الأرض وتمثل شيوخ وأعيان القبائل والشباب والمرأة وأنصار النظام السابق لمعالجة المسار السياسي وتشكيل حكومة مهمتها الانتخابات فقط وتسير أمور البلاد في إطار زمني محدد".
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية" أنه "باستقصاء نقاط المبادرة من إحاطة باتيلي وتصريحاته وبياناته فإنها تشمل أيضا المسار الاقتصادي بتوحيد المؤسسات السياسية والتوزيع العادل للثروة في ليبيا على جميع أبناء الشعب الليبي، وهي تشبه بشكل ما المبادرة الأممية السابقة لكن الخلاف يتمثل في الظروف العالمية المصاحبة للوضع السياسي في ليبيا".
ويوضح بوأسعيدة أن "الوضع في ليبيا مرهون بتوافق القوى الدولية والإقليمية، وأن الحرب في أوكرانيا وتأثر أوروبا بنقص إمدادات النفط يفرض عليهم أن يكون هناك استقرار سياسي واقتصادي في ليبيا، وهو وضع يختلف عن عام 2020 حيث كان العالم يتجه نحو الإغلاقات خشية وباء كورونا".
واستدرك أن "الخطة الأممية السابقة والتي جاءت ضمن مخرجات مؤتمر برلين نجحت في إيقاف الحرب، لكنها لم تنجح في إكمال المسار السياسي وأهمها فشل الانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 بسبب مخالفة أحد المشاركين لتعهداته بعدما ترشح".
وختتم بالتأكيد على أن "الوضع الآن يختلف بسبب التغيرات الكبيرة في المشهد العالمي، مع الدعم الأمريكي المباشر لباتيلي ووضع الملف الليبي من أهم أولوياتها، الأمر الذي سيفرضها على أغلب القوى السياسية داخل البلاد وخارجها".
3 خطط
وفي يناير/كانون الثاني 2020 عقد مؤتمر برلين بشأن ليبيا والذي تضمن خطة غسان سلامة حول المسار السياسي والذي انتهى بتشكيل حكومة عبدالحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي المستمرين إلى الآن مع فشل المسار في التوصل إلى قاعدة دستورية للانتخابات إلى جانب إعلان تأجيل الاستحقاقات لعدة أسباب عُرفت بحالة القوة القاهرة.وعادت ستيفاني وليامز إلى ليبيا ديسمبر 2021 في منصب المستشار الأممي إلى ليبيا عقب فشل إجراء الاستحقاق الانتخابات، واقترحت على مجلسي النواب والدولة تشكيل لجنة للتوصل إلى قاعدة دستورية للانتخابات.
ولاقت مبادرة وليامز رفضا في البداية خاصة مع توصل المجلسين حينها للتعديل الدستوري الـ12 حول لجنة تقوم بذات الغرض بتوافق داخلي بعيدا عن الدور الأممي، إضافة إلى الاتهامات التي كانت موجهة لملتقى الحوار السياسي الذي أشرفت وليامز عليه إلى جانب عودته في منصب مستشارة وليس مبعوثة لمجلس الأمن.
واستمر النواب والدولة في الحوار لعدة أشهر حول القاعدة الدستورية حتى بعد مغادرة وليامز لمنصبها، وتعيين باتيلي مبعوثا أمميا والذي ينتوي الإعلان السبت المقبل عن كامل نقاط مبادرته المزمعة.
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA= جزيرة ام اند امز