قيادتنا الرشيدة حفظها الله تريد أن يكون العام 2021 بمثابة التأسيس الثاني للدولة ونقطة انطلاقها نحو الخمسين عاماً المقبلة.
تحتفل دولتنا الحبيبة، دولة الإمارات العربية المتحدة، غداً بالذكرى الـ49 لتأسيس اتحادها المبارك، وهي مناسبة وطنية عزيزة على قلوبنا تذكرنا دائماً بالغرس الطيب الذي زرعه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، والذي أثمر دولة اتحادية قوية راسخة البنيان قدمت النموذج والقدوة لدول العالم أجمع في كيفية بناء الدول وتحقيق نهضتها التنموية الشاملة.
واحتفال الإمارات بيومها الوطني هذا العام له نكهة مختلفة لأنه يأتي متزامناً مع العديد من التطورات والأحداث الفارقة. فمع انطلاق الاحتفال غدا بهذه المناسبة الوطنية الغالية، تكون الإمارات قد بدأت خطواتها الأولى في عامها الخمسين، وهو العام الذي تريده قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، أن يكون بمثابة التأسيس الثاني للدولة، ونقطة انطلاقها نحو الخمسين عاماً المقبلة. ففي عام 1971، تلاقت رؤية وإرادة القادة المؤسسين على تحقيق هدف بناء دولة الاتحاد لتكون المنطلق لتحقيق وحدة ونهضة وتقدم أبناء الإمارات جميعاً، وعملوا بلا كلل أو تأخير على وضع الأسس الصلبة التي تضمن لهذا الكيان الاتحادي أن يصمد في وجه التحديات المختلفة ويتطور حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من نهضة وتقدم جعلته مثالاً يحتذى لباقي الدول والشعوب . واليوم ونحن على مشارف العام 2021، الذي ستحتفل فيه الدولة بيوبيلها الذهبي، تجتمع إرادة قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، على أن يكون هذا العام، بداية الانطلاق نحو المستقبل الواعد المشرق الذي تنشده لهذا الوطن وشعبه، وهي تملك ذات الإصرار والعزيمة التي تحلى بها الآباء المؤسسون، لتحويل هذا الهدف الطموح إلى واقع، ووضع الإمارات في المركز الأول عالمياً في جميع المؤشرات التنافسية والتنموية، ولديها الخطط والاستراتيجيات الواضحة والطموحة التي تساعدها على تحقيق ذلك.
كما أن احتفال الإمارات هذا العام يأتي في ظل ظروف صعبة للغاية على العالم كله بسبب جائحة "كوفيد-19"، والتي شكلت تحدياً خطيراً للعالم كله على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والإنسانية. ولكن الجميل والمدهش حقاً أن هذه الجائحة لم تؤثر في عزيمة وإرادة قيادتنا الرشيدة على مواصلة مسيرة النهوض والتقدم، ولم تعرقل أيا من الخطط الطموحة التي وضعتها في هذا المسار، ومن ذلك إنجاز هدف إطلاق مسبار الأمل نحو كوكب المريخ، لتكون الإمارات أول دولة عربية تدخل سباق التنافس في مجال الفضاء وتحقق هذا الإنجاز التاريخي، كما خطت الدولة خطوتها التاريخية لتحقيق السلام الشامل والكامل في المنطقة بفكر جديد وروح جديدة.
لقد نجحت الإمارات بحكمة قيادتها الرشيدة، وبروح الإصرار والتحدي والإنجاز التي تتمتع بها، في مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، وقدمت نموذجاً عالمياً في التعامل مع مثل هذه الأزمات، لتثبت من جديد أن قيادتنا الرشيدة ماضية في طريقها نحو المستقبل الطموح، وأنه لن يعترضها أية تحديات أو معوقات، لأنها تسير على نفس طريق الآباء المؤسسين وبنفس الروح والعزيمة والإصرار.
ولا ننسى بطبيعة الحال ونحن نحتفل بعيدنا الوطني المجيد، تضحيات شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم الطاهرة الزكية فداءً لهذا الوطن المعطاء، فهؤلاء هم جزء أصيل في الملحمة الوطنية التي سطرها أبناء الإمارات لتحقيق عزة وطنهم ورفعة شأنه، وهم مخلدون في ذاكرة ووجدان كل إماراتي، وستظل تضحياتهم تمثل مشاعل النور التي تضيء لنا وللأجيال القادمة طريق الرفعة والتقدم، فتحية إجلال وإكبار لأرواح هؤلاء الشهداء الأبرار الذين احتفلنا بيومهم، يوم الشهيد، بالأمس.
ولا يسعنا في هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلب كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، سائلين المولى عز وجل، أن يحفظ هذا الوطن العزيز المعطاء تحت قيادتنا الرشيدة، وأن يبارك خطواته نحو طريق الرفعة والتقدم والازدهار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة