إنّ تزامن الاحتفاء باليوم الوطني مع الاحتفاء بيوم الشهيد ليعكس مكانة الشهيد في رفعة الوطن ومجده، ويخلد بذلك ذكرى كل شهيد في ذاكرة الوطن وأبنائه جيلا بعد جيل، ويؤكد بأن الشهيد هو درع الوطن الحامي، وبأن تضحيات جنودنا البواسل محل تقدير الوطن أبد الدهر.
شهداء الوطن هم رمز العطاء، وعنوان المجد والعزة، فبدمائهم الطاهرة تبنى الأوطان، وببطولاتهم الفذة نُفاخر الشعوب والأمم؛ فهم الأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه في ميادين العزّة والإباء، وإنّنا في هذا اليوم الأغر نحتفي بذكراهم تخليدا لوفائهم وتقديرا لتضحياتهم.
الشهيد: هو من بذل روحه وحياته دفاعا عن الوطن وأبنائه، وهو من تخلى عن كل متاع الحياة إعلاء لكلمة الحق وحفاظا على كرامة النفس والشعب والوطن، ومن تضحياته تُصاغ معاني الإثار والعزة، وأمام شجاعته ينحني الأبطال الأشاوس، وفي وصف شجاعته تعجز الكلمات والحروف.
وإنّنا نجد في قول الله سبحانه وتعالى :"ولا تحْسبنّ الّذِين قُتِلُوا فِي سبِيلِ الله أمْواتا بلْ أحْياءٌ عِنْد ربِّهِمْ يُرْزقُون (169) فرِحِين بِما آتاهُمُ الله مِنْ فضْلِهِ ويسْتبْشِرُون بِالّذِين لمْ يلْحقُوا بِهِمْ مِنْ خلْفِهِمْ ألّا خوْفٌ عليْهِمْ ولا هُمْ يحْزنُون (170) يسْتبْشِرُون بِنِعْمةٍ مِن الله وفضْلٍ وأنّ الله لا يُضِيعُ أجْر الْمُؤْمِنِين (171) (آل عمران)، ما يؤكد على مكانة الشهيد الرفيعة؛ فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وحياتهم لا تنتهي بالشهادة ما دامت ذكرى تضحياتهم خالدة في ميادين نصرة الحق والدفاع عن الوطن والمقدسات، وقد أتم الله علينا النعمة والفضل عندما أخبرنا بمكانة الشهداء وبيّن لنا حالهم عنده، فقد بّشر بذلك المؤمنين كافة، وأسر الشهداء بشكل خاص، ليعرفوا مكانة شهدائهم الرفيعة ويستبشروا خيرا بما حباهم الله به.
إنّ تزامن الاحتفاء باليوم الوطني مع الاحتفاء بيوم الشهيد ليعكس مكانة الشهيد في رفعة الوطن ومجده، ويخلد بذلك ذكرى كل شهيد في ذاكرة الوطن وأبنائه جيلا بعد جيل، ويؤكد بأن الشهيد هو درع الوطن الحامي، وبأن تضحيات جنودنا البواسل الذين نالوا شرف الشهادة فداء للوطن ونصرة للحق وإغاثة للملهوف وتلبية لنداء الواجب المقدس محل تقدير الوطن أبد الدهر.
وفي هذا اليوم الغالي على قلوبنا جميعا: نهبُّ جميعا لنقف وقفة رجل واحد تحية وإجلالا لتضحيات شهدائنا الأبرار، ولنرفع أسمى آيات التقدير لأمهاتهم وأسرهم الكريمة، ونؤكد استعدادنا لبذل الغالي والنفيس في سبيل حماية الوطن، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ قيادتنا الرشيدة ويسدد خطاها، وينصر جنودنا ويثبت أقدامهم، وأن يحمي وطننا الغالي من كل شر، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يرحم شهداء الإمارات، ويسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة