نستلهم من هذا اليوم أنّ كرامة الشهداء من كرامة أوطانهم؛ وأن القيادة ووقفاتها المشرفة إلهام وعطاء وذخر؛ وأن الخير باق في أهل الإمارات.
يتجدد العهد مع أهل العهد الذين رسموا بتضحياتهم أمجاد الوطن؛ ورفعوا راياته
في ساحات الوغى ملاحم وبطولات؛ نستلهم منهم دروسا وعبرا، وأن تراب الوطن جَمْرٌ وحِمَم لا يمس؛ تذود عنه الرجال وترخص له الأرواح.
تتجلى آثار تضحياتهم في ساحات العمل الإنساني، والدبلوماسية، وساحَات الفزعة والذود عن العَرضِ والأرض.
نرفع أكف الدعاء لشهدائنا الأبرار ونُرَبِت بعّز وحُب على أكتاف أبنائهم؛ متيقنين وإن فقدتهم الأرض ودروبها؛ فالسماء برحابها تشهد أنهم أرواح طاهرة عند ربها حيّة مطمئنة لا تموت أبدا.
ولتخليد هذه الذكرى وهذا التاريخ العظيم في قلوب وعقول أبناء الإمارات؛ أمر صاحب السمو/الشــيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيــس الدولة ـ حفظه الله ـ في أن يكون يوم الـــ 30 مــن نوفمبــر من كل عام يوما مشهودا وحاضرا يُحتفى به؛ فهو تاريخ استشــهاد أول جندي إماراتي في جزيرة طنب الكبرى دفاعا عن الوطن عام 1971.
إنه يوم نفخر به جميعا فالشهيد هو من ضحى بنفسه من أجل وطنه وأرخص روحه من أجل أن ترفرف رايته عزيزة خفاقة تزهو بها الأجيال وتفتخر، وترفع الرأس عزاً وكرامة.
تمر علينا ذكرى شُهداء الإمارات؛ شهداء الفخر والكرامة والوطنية؛ ورسالة شهدائنا فيه أن نبقى داعمين دائما للحق؛ مترابطين تحت قيادة دولتنا؛ مخلصين لله وللوطن ولرئيس الدولة؛ متكاتفين ضد كل من تُسول له نفسه المسَاسَ بأمننا وأماننا؛ رسالتهم بالعزّ كتبوها: احموا أوطانكم وأبناءكم من كل فكر ضال، واحضنوا قيمكم من تسامح وتعاون بمزيد من اليقين والتمكين. وأعلنوا لكل الدُنيا أنّ أرضنا أرض الشجعان والإباء ترفض الظلم والخنوع، وتسعى لإرجاع الحق لأصحابه؛ وتصويب الخطأ وردم حفر التطرف، وتطهير الأرض من سواد الخيانة.
ثبات دولتنا وتصدرها المشاهد ما هو الا رؤية وتفكير سابق لعصره وأوانه.
عهد للوطن بحفظ استقراره وأمنه؛ وعهد ومواثيق لشركاء الإنسانيّة بسمو أخلاقنا، ومد يد العون لمن يحتاجها فعلا لا قولا؛ وبداية لا نهاية؛ متقدمين على الآخرين خطوات فالإمارات في الخير والعمل الإنساني لا تسبقها خطوات.
نستلهم من هذا اليوم أنّ كرامة الشهداء من كرامة أوطانهم؛ وأن القيادة ووقفاتها المشرفة إلهام وعطاء وذخر؛ وأن الخير باق في أهل الإمارات، فمن توحد بحبل الله واعتصم؛ وهبه الله قيادة رشيدة ملهمة تبني وتحمي وتبهر العالم.
رحم الله شهداءنا، لبّوا نداء الوطن فجزاهم الله منزلة لا تضاهيها منزلة؛ حموا الدار وتقدموا الصفوف بحنكة وشجاعة ففاح عبق استشهادهم نديا عطرا؛ فسلام الله عليكم.
رحم الله شهداءنا... رجال صالوا وجالوا في الأرض والفضاء ذوو بأس ورحمة؛ تضحيتهم شرف وذكراهم واجب، واجهوا العدو بإصرار وكرامة فنالوا الكرامة.
على العهد يا شهيد الحق نصون الوطن الذي ضحيت من أجله؛ مرسخين ولاءنا مخلصين لقيادتنا ما دامت الروح في الجسد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة