"باسم الأب".. مسرحية تجسد مأساة "الأطفال غير المرئيين" في البوسنة
تسمع أصوات الأطفال غير المرئيين من مكبرات صوت في المسرحية بينما يعبر راقصون عن مشاعر الخوف والصمت المفرض عليهم والعار والذنب والألم.
بعد قرابة ربع قرن من الحرب المدمرة التي قتل فيها 100 ألف بوسني؛ ما زالت قصص الأطفال ثمرة الاغتصاب خلال الحرب لم يرو معظمها بسبب وصمة العار التي تلاحق الضحايا، وكذلك لأنه تم إخفاء أصول الأطفال عنهم.
وطبقا لأبحاث بعض المنظمات غير الحكومية هناك اعتقاد بأن ما بين 25 و50 ألف امرأة وفتاة اغتصبهن جنود خلال حرب البوسنة، ولا أحد يعرف عدد الأطفال الذين ولدوا نتيجة ذلك.
وصار أولئك الأطفال الذين أودع معظمهم دورا للأيتام حيث أخفيت عنهم أسماء آبائهم، يعرفون في البوسنة بـ"الأطفال غير المرئيين".
وأمام جمهور غفير في مسرح بسراييفو تصف آينا جوسيتش، أول طفلة تم تسجيلها مولودة من اغتصاب خلال حرب البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، التمييز والتنمر اللذين تعرضت لهما، ويجيء صوت آينا قائلا خلال عرض مسرحية "باسم الأب" وهي إنتاج نمساوي بوسني مشترك: "أعتقد أن أمي كرهتني لأنني كنت أكبر تجربة مروعة في حياتها".
وفي المسرحية تسمع أصوات الأطفال غير المرئيين من مكبرات صوت بينما يعبر راقصون عن مشاعر الخوف والصمت المفرض عليهم والعار والذنب والألم، ويقول داريل طولون، مخرج المسرحية: "إنهم بحاجة إلى أن يكسروا جدار الصمت وأن يتخذوا مكانا إلى الطاولة في المجتمع"، ويضيف: "نحن نستخدم الجمال لتجاوز قبح الوضع".
وترأس آينا رابطة "أطفال الحرب المنسيين" التي أسست خصيصا لمساعدة الأطفال المولودين من الاغتصاب، وقالت: "نحن نحاول إظهار أن الاغتصاب صدمة للجميع"، وقالت آينا إن الفن ساعد الرابطة التي ترأسها على إقامة اتصال مباشر مع الناس.