بريجيت وميلانيا.. لغز تحاول حله مسرحية "Two Ladies" البريطانية
بريجيت ماكرون وميلانيا ترامب مصدر إلهام مؤلفة أيرلندية لمسرحية حول سيدتين خياليتين لكنهما تتشابهان في بعض جوانبهما مع شخصيات حقيقية
في 14 من يوليو الماضي، بينما يحتفل الشعب الفرنسي بيوم الباستيل، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته، لفت نظر المؤلفة الأيرلندية نانسي هاريس شيئا آخر، فالسيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب وزوجة الرئيس الفرنسي بريجيت ماكرون كانتا تقفان إلى جوار زوجيهما محرجتين تحاولان الابتسام.
وفي مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، قالت هاريس إن هاتين السيدتين هما المدرسة السابقة بريجيت ماكرون، سيدة فرنسا الأولى التي تكبر زوجها بـ25 عاما، وعارضة الأزياء السابقة ميلانيا ترامب، سيدة الولايات المتحدة الأولى التي تصغر زوجها بـ24 عاما.
وأوضحت هاريس أن جلّ ما لفت نظرها في لقاء يوليو الماضي، كان بريجيت وميلانيا الصامتتان اللتان لا تملكان أي وسيلة تواصل يمكن أن تبرزهما في مناسبات من هذا النوع سوى ملابسهما. متسائلة عما تتحدثان بشأنه خلف الأبواب المغلقة وبعيدا عن الكاميرات.
وأشارت إلى أن هذه التساؤلات كانت بذرة ومصدر إلهام مسرحيتها الجديدة بعنوان "Two Ladies" أو "سيدتان" التي ستعرض لأول مرة في 14 سبتمبر الجاري وحتى 26 أكتوبر المقبل على مسرح بريدج في لندن.
وفي المسرحية، توجد شخصيتان لسيدتين خياليتين لكنهما تتشابهان في بعض جوانبهن الشخصية مع شخصيات حقيقية، وتدور الأحداث حول زوجة إنجليزية لرئيس فرنسي خيالي، وزوجة كرواتية لرئيس أمريكي خيالي، وتستعرض المواقف التي تتعرض إليها السيدتان.
بفضل بريجيت كما يقال، حظي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالدعم والتشجيع وأسس حركته La République en Marche أو "الجمهورية إلى الأمام"، وتمكن من إخفاق اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان، أما ميلانيا فيقال إنها كانت ترغب فقط في الارتقاء، وفق ما قالته هاريس.
ومنذ تمعنها في بيرجيت وميلانيا ذلك اليوم، بدأت هاريس تفكر في نساء الأساطير اليونانية مثل "هيلين من طروادة" التي اشتهرت بجمالها وكانت سببا في حرب طروادة، وإيفيجينيا التي ضحى بها والدها حتى يتغير اتجاه الرياح ويتمكن اليونانيون من الإبحار إلى طروادة، ووجدت أن النساء الأسطوريات اللاتي كن من محفزات الأشعار الملحمية تم تهميشهن مقابل الحدث الأصلي نفسه.
وأشارت إلى سيدتي الولايات المتحدة السابقتين ميشيل أوباما وهيلاري كلينتون اللتين تخليتا عن حياتهما المهنية الناجحة مقابل لعب دور زوجة الرئيس بدون مقابل مادي، كلاهما تحدث عن شرف خدمة الوطن آنذاك لكن ألا تعد تلك تضحية أيضا بل ومؤلمة في بعض الأوقات.
وفي فرنسا على سبيل المثال، قدم ماكرون "ميثاق الشفافية" لتوضيح دور زوجة الرئيس ومقدار المال الذي يتم إنفاقه عليها، لكن تمت مقابلة نيته تخصيص ميزانية لزوجته وراتب ومنصبا رسميا بالسخرية والغضب، ما جعله يتراجع عن ذلك، وتوضح هاريس أن هذا المثال يكشف عن أمور خطيرة، فشك الشعب في حصول السيدة الأولى على قدر كبير من السلطة وقربها من الأشخاص القائمين على السلطة يجعلها قادرة على استخدام النفوذ والسيطرة، واستخدام النفوذ بدون انتخاب يعد خطرا على الديمقراطية.
وقالت هاريس إنه بالرجوع إلى الصور التي تم التقاطها في مجموعة السبع أغسطس الماضي، نجد أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هي السيدة الوحيدة بين مجموعة من زعماء العالم الذكور، أو إلى صورة قمة مجموعة العشرين التي انعقدت يونيو الماضي، سنجد أن السيدات الأوليات يقفن بملابس مترفة مثل أطفال المدرسة ولا يوجد بينهن سوى رجل واحد هو فيليب ماي، زوج رئيس وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي، ما يمكن أن نستنتج منه أن قيادة العالم لا تزال في يد الرجال وأن دور الشريك الرئاسي ينبغي أن تلعبه سيدة.
aXA6IDEzLjU4LjYxLjE5NyA=
جزيرة ام اند امز