الناقد شربل داغر: فوزي بجائزة الشيخ زايد اعتراف بقيمة قصيدة النثر
الناقد والشاعر اللبناني شربل داغر يتحدث عن تجربته في أول حوار عقب فوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2019
يؤكد الناقد اللبناني والشاعر شربل داغر، الفائز بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب، أن فوز كتابه "الشعر العربي الحديث: قصيدة النثر" بجائزة فرع الفنون والدراسات النقدية يعد اعترافا وتشريعا لقصيدة النثر.
ويقول داغر في حواره مع "بوابة العين الإخبارية": "الشعر وغيره من صنوف الأدب في حاجة إلى تنمية حضوره في المجتمع والبيت والمدرسة والجامعة وفي التقاليد الاجتماعية، ما يمده بحياة لازمة له ولكتابه. الجوائز عامل منشط وحيوي في هذه الدورة، لكنها لا تكفي وحدها، على الرغم من استحقاق الأدباء لمثل هذه الجوائز".
وعن كيفية الفصل بين مهنته كناقد وهوايته كشاعر، يقول داغر: "التداخل قائم وطبيعي في أحوال الشعراء النقاد. ذلك لأن أنواع الأدب تطورت كثيرا، منذ القرن التاسع عشر تحديدا وتجديدات النظرية الأدبية والجمالية. وهو ما نتبينه بوضوح شديد عند كثير من شعراء الحداثة ابتداء من بودلير تحديدا. وهو الحال مع عدد من مجددي الأدب العربي الحديث، ولا سيما الشعر منه، مع شعراء مثل نازك الملائكة وجبرا إبراهيم جبرا وتوفيق صايغ وأدونيس، الذين هم في الوقت عينه شعراء ونقاد. أما لجهة الاشتغال الأكاديمي فهو يصح في عدد من كبار العربية في القرن العشرين، مع طه حسين ومحمد حسين هيكل وغيرهما".
ويضيف: "الأمر صحيح كذلك في حالة الفلاسفة الذين كتبوا الشعر، مثل نيتشه وهايدغر، اللذين وجدا في فحص الشعر ما يضيء في قراءة فلسفية للكائن والوجود. لذا فإن التداخل بين العمل والهواية ملازم لاشتغالي في الأدب، ولا سيما في القصيدة"، مشيراً إلى أن ما وصفه بـ"الاحتراف في الكتابة" هو ما يتيح التنقل بين النقد وصرامة لغته والشعر وعذوبة خياله.
وعن رؤيته لقصيدة النثر وما حققه فوز كتابه بجائزة الشيخ زايد للكتاب، يؤكد الناقد اللبناني شربل داغر أن فوز الكتاب بهذه الجائزة المرموقة بمثابة اعتراف وتشريع لها. ويضيف: "المشهد الخلافي لا يزال ناشطا على الرغم من تراجعه وخفوت حدته، فالكتب التي تعنى بدرس الشعر الحديث تراجعت للغاية وهو ما يصيب قصيدة النثر بدورها".
يشغل "قوام القصيدة النثرية" بال الشاعر والناقد شربل داغر كثيرا، ويتضح الأمر في ديوانه "ترانزيت". يقول: "القصيدة، في نظري، تأليف له أن يعالج تشكلات تجليه وتشكلات مثوله فوق الورق. فالقصيدة بالتفعيلة أو بالنثر تبدو لي، في أحوال كثيرة، نوعًا من التنزيل الشفوي ليس إلا، أي أن الشاعر لا يعتني ببنائها. ولكن ما استوقفني في القصيدة بالنثر، منذ قصيدتي الاحترافية الأولى في عام 1971، هو غناها التأليفي، إذ استجمعت عند روادها، بين بودلير ورامبو، أنواعًا تأليفية ما كانت توظف في بناء القصيدة، مثل: الوصف، والسرد والحوار وغيرها".
ويضيف: "اعتنيت في مجموعة (ترانزيت) وغيرها بجعل القصيدة مثل خشبة مسرحية تلتقي فوقها وتجتمع وتشتبك أنواع وأساليب كتابية، فضلا عن تفاعلها مع التشكلات البصرية. ذلك فإنه يحدوني الاعتقاد بأن بعضا مما يُكتب في الشعر بالنثر لا تزال بعض أسباب كتابته عالقة ببنية البيت العروضي".
وعن الأسباب التي تجعل روّاد قصيدة النثر أكثر من الشعر، يقول: "كثير من أدباء العربية يكتبون الشعر وينتقلون إلى الرواية، كما أن الإقبال على السرد منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان كثيفا، بعد أن ظل الأدب العربي القديم لقرون وقرون بعيدا عن السرد، فيما خلا بعض الكتب أو المقامات".
ويؤكد شربل داغر في نهاية حواره مع "العين الإخبارية" أن الشعر وغيره من صنوف الأدب تحتاج إلى تنمية حضورها في المجتمع والبيت والمدرسة والجامعة وفي التقاليد الاجتماعية، الأمر الذي يمده بحياة كريمة له ولكتابه فالجوائز عامل منشط وحيوي لكنها لا تكفي وحدها، على الرغم من استحقاق الأدباء لمثل هذه الجوائز.
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA= جزيرة ام اند امز