عارف الشيخ.. مبدع النشيد الوطني الإماراتي
قام عارف الشيخ بتأليف كلمات النشيد الوطني "تحية العلم" بعد 15 عاما من إعلان دولة الإمارات.
"عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا
عشت لشعب دينه الإسلام هديه القرآن
حصنتك باسم الله يا وطن
بلادي بلادي بلادي بلادي
حماك الإله شرور الزمان
أقسمنا أن نبني نعمل
نعمل نخلص نعمل نخلص
مهما عشنا نخلص نخلص
دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا
رمز العروبة كلنا نفديكِ
بالدماء نرويكِ
نفديك بالأرواح يا وطن".
لم يكن مخاض هذه الكلمات الخالدات التي تمثل النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة سهلاً، فقد تطلبت جهداً كبيراً من شاعر النشيد الوطني الإماراتي الذي استغرق وقتاً طويلاً في ايجاد الأحرف الملائمة للتعبير عن معاني الاتحاد والولاء والانتماء للوطن.
و بعد أن وقع الاختيار على الشاعر الإماراتي عارف الشيخ، وهو تربوي وخطيب وُلد بدبي عام 1952، وتلقى تعليمه في مدارس دبي ومكة المكرمة، ثم انتقل للدراسة الجامعية في القاهرة، مٌنح تسجيلاً للحن السلام الوطني للإمارات، ليكتب النشيد المطلوب على وقع ألحانه.
وهي اللحظات التي يرويها الشيخ في لقاء سابق، مشيراً إلى أنه استمع لللحن أكثر من 60 مرة، إلا أنه لم يتمكن حتى ذلك الوقت من كتابة حرف واحد في سفر تمجيد الوطن وقادته وأرضه وشعبه.
لتمر الأيام والشيخ، عاكف على ترديد اللحن في محاولة لايقاظ القريحة، التي تفتقت في البداية عن أول كلمتين "عيشي بلادي"، العبارة التي وجدها الشاعر والخطيب المرموق مدخلاً لكتابة النشيد الوطني حتى نهايته.
يصف الشيخ تلك اللحظات قائلاً:" عندما تكررت المحاولات عقب جلسات استماع مطولة للحن، كنت محبطاً للغاية، لكن سرعان ما مضت الأمور بشكل جيد، في النهاية انتصر الشاعر الذي بداخلي".
وتولى عارف الشيخ عدة مناصب في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما عمل في العديد من الوظائف، منها مدرس ومدير للمعهد الديني الثانوي و رئيس ثم مدير لإدارة الامتحانات، ثم مدير لإدارة الخدمات التربوية، حتى استقالته من وزارة التربية في العام 2002.
وصدر له أكثر من 45 كتابا، كما شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية، وله أناشيد مقررة في الكتب المدرسية، كما شارك في العديد من الندوات والأمسيات والاحتفالات الرسمية داخل وخارج الإمارات.
فكرة النشيد الوطني
تم تكليف الشيخ بكتابة النشيد من قبل أحمد حميد الطاير محافظ مركز دبي المالي العالمي السابق، أثناء توليه وزارة التربية والتعليم بالإنابة عام 1986، بعد ملاحظته أن التلاميذ في المدارس يرفعون العلم في الطابور بصمت، فيما ينبغي أن يظهر طلاب المدارس، بموقف حماسي أثناء رفع العلم، ويجب ترديد كلمات وطنية مع العزف.
وقتها كانت معزوفة السلام الوطني نفذت قبل عدة أعوام، عقب إعلان الاتحاد مباشرة، أواخر العام 1971 و مع مطلع العام 1972، ونظم لحنه الموسيقار المصري سعد عبدالوهاب، الذي قام بتأليف عدة أناشيد لمجموعة من الدول العربية.
وقع اختيار اللجنة العليا في وزارة التربية والتعليم الإماراتية على الشيخ لكتابة النشيد الوطني بعد اتفق أعضائها على ضرورة أن يكتب النشيد شاعر يرافقه اللحن الموجود في السلام الوطني.
ونال الشيخ شرف الاختيار، كونه يعمل في الوزارة -آنذاك- إلى جانب اسهاماته المعروفة في وضع مجموعة من الأناشيد المدرسية المقررة ضمن مناهج الوزارة.
وتم تكليفه بتأليف كلمات النشيد في 3 أيام، وإعطاؤه الموسيقى على شريط كي يكتب عليها الكلمات.
لتصدح الحناجر بتحية العلم في جميع أرجاء الإمارات بعد 15 عاما من إعلان اتحاد دولة الإمارات.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز