"انهار بي المنزل".. "الشعر والشجرة" طوق نجاة "بثينة" في الطوفان (خاص)
نجت شابة ليبية تدعى "بُثينة" بمعجزة من الإعصار دانيال، الذي ضرب ليبيا وأسقط آلاف الضحايا، عندما علق شعرها في شجرة زيتون أنقذتها من الغرق في الفيضان.
وتسببت العاصفة العاتية التي ضربت ليبيا في العاشر من سبتمبر/أيلول في انهيار سدين بمدينة درنة (شرق)، حيث أدى فيضان أحد الأنهار، والذي عادة ما يكون جافاً، إلى تقويض أساسات المباني السكنية المقامة على امتداده فانهارت.
وعقب انحسار المياه، نقِلت " بُثينة" (19 عاماً) إلى غرفة الرعاية الحرجة في المركز الطبي في بنغازي.
تروي الشابة الليبية اللحظات الأصعب في حياتها لـ"العين الإخبارية"، قائلة: "العناية الإلهية كانت رحيمة بي وأنقذتني من الموت المحقق".
تقول: "في ثوانٍ معدودة انقلبت حياتي كلها رأساُ على عقب، وفي غمضة عين تحوّل سكون منزلنا إلى دمار شامل".
وتضيف: "كان المشهد مهيباً، فبينما كنت هانئة في منزلي عند الحادية عشر مساءً، فجأة شعرت بأصوات عواصف شديدة وجلبة شديدة في الشوارع وأصوات رياح عاتية من كل صوب".
"تسارعت وتيرة الأحداث بشكل فجائي، وبدأت صرخات الناس تعلو بشكل كثيف في الوقت التي بدأت المياه تصعد إلى أعلى ونحن نستمع إلى أصوات الأمطار وكأنها طلقات"، تقول "بُثينة".
وتتابع: "مع الاندفاع الشديد للمياه من حي إلى حي، تحرّك رجال الإنقاذ ودخلوا بالفعل إلى منزلنا غير إن المياه ظلّت تطاردهم وهم يصعدون من الطابق الأول إلى الثاني.. وتسابق السُكّان للصعود إلى السطح والأدوار العليا".
العمارة تنهار
وتوضح: "طاردتنا المياه حتى الطابق الخامس، وبدأ بعض السكان يتساقطون غرقاً في السيول، وفجأة انهارت العمارة".
وعن هذه اللحظة، تقول الشابة التي ترقد في المستشفى: "لا أعرف أين ومتى خرجت من العمارة المنهارة، هل كان ذلك من النافذة أو غير ذلك، كل ما أذكره أني فجأة وجدتني في شارع (الفنار)، ومع تلاطم الأمواج التي تقذفني وجدتني أمسك في إحدى شجرات الزيتون، وعلق بها شعري وظللت على ذلك متمسكة بها حتى مطلع الفجر".
النجدة جاءت إلى "بُثنية" متأخرة حيث ظلت عالقة على الشجرة حتى الفجر. وتروي كواليس نجاتها قائلة: "عند الفجر جاءني رجلين من الشارع يحاولان إنقاذي بكل الطرق، غير إني كنت عالقة من شعري ما دفعهما لقص بعضه وفكوا ما بقي عالقاً منه".
وتختم لـ"العين الإخبارية" قائلة: "بقيت حتى السابعة صباحاً في منطقة (شيحة) ولفترة لم يتم إسعافي بالشكل الأمثل، فنقلت إلى المركز الطبي في بنغازي، الذي أتلقى فيه حالياً أفضل رعاية".