المصري عادل عصمت: رواية "الوصايا" تتناول البشر في كل صورهم
الروائي المصري عادل عصمت، صاحب رواية "الوصايا" يقول إن الكتابة عن الريف ليست غريبة، حيث سبقه كتاب كثيرون في ذلك، مثل خيري شلبي وغيرهم.
قال الروائي المصري عادل عصمت، صاحب رواية "الوصايا"، التي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة"البوكر"هذا العام، إن جده "كان يقرأ له قصصاً قبل وفاته، وظلت حكاياتها في عقله، واستغرق الأمر الكثير من الوقت حتى كتبها في شكل رواية.
وأوضح "عصمت" خلال الندوة التي أقيمت في افتتاح مهرجان القاهرة الأدبي، أن الرواية "تتناول البشر في كل صورهم، في القرى والمدن، أما عن فكرة المحليات، فإن تشيكوف كان يكتب في هذه المحليات، ولكنها في الصورة الأعم للبشر في مثل هذه الأماكن".
وتابع: "كتبت قبل (الوصايا) الكثير من الأعمال، والتي اقتربت من مناخ الوصايا، وقابلت علاء خالد في مجلة أمكنة، وكتبت كما قال لي كتابا أسميته (قرية منسية)، ولكنه لم ينشر، وسبب التسمية أن القرية بعيدة عن السكك الحديدية والسفر".
وفيما يخص الكتابة عن الريف، أكد "عصمت" أنها ليست غريبة، حيث سبقه كتاب كثيرون في ذلك، مثل خيري شلبي وغيرهم، وبالتالي كان لزاماً عليه البحث عن صوت يخصه وحده، متحدثاً عن صعوبة تحقيق ذلك.
وتابع الكاتب: "في عام 2002 وجدت مدخلاً بعيداً عن الحكايات التي تناولت بؤس الفلاحين، وكتبت مخطوطة بالفعل، ولكنها كانت رواية أجيال، وأنا أعرف بالطبع أن نجيب محفوظ سبق الكل لهذه النوعية، وأنا لا أقبل نشر كتاب إلا إذا كان يمنح شكلاً فريداً له".
وأكد: "تلاشيتها مرة أخرى حتى عام 2005، فوجدت مدخلا لرواية الوصايا، ولكن كانت عندي مشكلة تقنية بالنسبة للرواية، وهي أنني أحب ضمير الأنا في الرواية، وخطر في بالي أن الذاكرة الجمعية للعائلة من الممكن أن تشكل صوتاً ثالثاً، وكان حلاً ساعدني في منح كل شخصية مذاقها، ومناخاً إنسانياً ومصيراً خاصاً بها، مثل شخصية علي سليم وغيرها، وبالفعل أنجزت (الوصايا)".
وأوضح: "البعض يرى أن الرواية مليئة بالحكمة، والمصريون لديهم غرام بفكرة الوصايا، حتى أن النتائج المعلقة في البيوت نجد في كل ورقة منها حكمة ما أو وصية، كما أن الطبقة المتوسطة المصرية اهتمت بفكرة الوصايا، فتجد أن هناك كتبا في هذا الأمر، مثل كتاب أحمد أمين (إلى ولدي)، وغيرها".
وقال عادل عصمت: "علاء الديب تحدث حول المقدرة على حبس القارئ في الحارة كأحد أفراد المكان، وبالفعل لا أستطيع أن أكتب رواية كتبها محفوظ ولا أقدر على تجاوز محفوظ، وإن كان هو قد كتب ذلك فسيكون شيئاً مملاً أن أكتب مثله".
وأردف: "المداخل الأخرى التي لاحت لي مثل الخبرات الإنسانية، وطبيعة الزمن وتأثيره على الشخوص، من خلال تتبع لظواهر مثل الملابس، وهذه العائلة تتوارث الفلاحة، ولم يكونوا جهلة كما هو معروف أو متواتر، فهناك من يذهب للحقل، وهناك من يذهب للأزهر، ومثلا ملابس الأزهريين تشبه ملابس الريفيين، ولكن حين جاءت الحداثة ولبس (نعيم) حذاء أبيض كان مضطراً للمشي بحذائه فوق الأسطح حتى لا يراه أحد، وأنقذتني هذه التغيرات من الكثير لأن هناك تداخلا".
ويتابع عصمت قائلاً عن روايته: "حين ظهر الكاسيت وكل هذه التجديدات وسهولة التقارب بين البندر والقرى، وتزوج (نعيم) بنتا من البندر، فهنا يختل التوازن الاجتماعي بينهما لتغير الأمكنة، ولم أغفل الاشتراكية وصناعات الجبهات الداخلية، وعلى عكس ما كتب في التاريخ فإن حرب 67 كارثة، وإن 73 كانت فقط زغاريد وليست فرحة مكتملة".
وفي النهاية أوضح أنه لم يفكر أن يكتب رواية أجيال، لكنه انحاز لقيم الطبقة الوسطى، وأن يظهر كيف تبتكر الأجيال الجديدة وصاياها، فالرواية تنطلق من خلال شخصية الحفيد الذي حرم من حلم عمره، وهو كان لتجديد وجود الجد وتعشم أنه سيعود للحياة عبر الحفيد، ولكن الحفيد خذله.
aXA6IDMuMTQ3LjEyNy41NCA= جزيرة ام اند امز