بايدن في مدينة الطهاة.. هل ترتب "رزيسو" البولندية أوراق الغرب؟
مدينة بولندية قريبة من الحدود الأوكرانية اختارها الرئيس الأمريكي جو بايدن لتكون وجهة يبرز منها الموقف الغربي الحازم بمواجهة الحرب الروسية.
رزيسو؛ المدينة الواقعة في جنوب شرقي بولندا، والتاسعة عشرة في ترتيب أكبر مدن البلد الرابض شرقي أوروبا، تعتبر المحطة الثانية التي سيصلها الرئيس جو بايدن قادما من العاصمة البلجيكية بروكسل، في جولة أوروبية طارئة يفرضها النزاع الدائر بين موسكو وكييف.
وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيزور، الجمعة، مدينة رزيسو البولندية الواقعة على بعد 80 كلم من الحدود مع أوكرانيا.
وفي بيان، قالت الرئاسة الأمريكية إن بايدن سيكون في استقباله نظيره البولندي أندريه دودا، وسيطلع على سير عمليات إغاثة اللاجئين الفارين من الحرب في أوكرانيا، كما سيلتقي أيضا عسكريين أمريكيين منتشرين في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ولا يعتبر بايدن أول مسؤول أمريكي يزور المدينة البولندية منذ اندلاع الحرب أواخر فبراير/ شباط الماضي، بل سبقه إليها وزير خارجيته أنتوني بلينكن الذي حط الرحال فيها يوم 5 مارس/آذار الجاري، لإظهار دعم واشنطن للجناح الشرقي لحلف "الناتو".
رزيسو المزدحمة
وفق تقديرات أممية، يناهز عدد سكان رزيسو الـ195 ألف نسمة، وتعتبر المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في جنوب شرقي بولندا والمدينة التاسعة عشرة الأكبر في البلاد.
مدينة مضيافة منذ أكثر من 7 قرون، فسكانها معروفون بإجادتهم للطهو وفيها طهاة يعتبرون أساتذة بمجالهم، وجميعهم يعرفون جيدا كيف يرحبون بالزوار ويشجعونهم على العودة.
ومنذ منتصف عام 1354، تاريخ نشأتها، أصبحت رزيسو نقطة تتقاطع فيها الثقافات الأوروبية من الشرق البيزنطي وغرب البحر الأبيض المتوسط، ونقطة يلتقي فيها المسافرون القادمون من جنوب أوروبا وشمالها.
توليفة تمنح المدنية سحرا نابعا من مزيج الحداثة والديناميكية وتراثها العريق الذي يستعرض نفسه منذ بوابتها، فهناك وعلى بعد كيلومترات من وسط المدينة، وتحديدا في مطار "رزيسو-ياشونكا، تتراءى ملامح مدينة حديثة بطابع تراثي مميز.
فيما تحتفي مدرجات حديثة بطائرات من شركات الطيران البولندية والأجنبية التي توفر روابط وطنية ودولية.
أما المنطقة التاريخية للمدينة فتقتصر على المناطق المحيطة مباشرة بساحة "دو ماركي" التي تعود إلى القرون الوسطى، وتفتخر رزيسو بالمنازل والفيلات البرجوازية القديمة على طراز فني حديث، وفي وسط السوق المركزية، يقف نصب تذكاري لمجد "أب" الانتفاضة البولندية لعام 1794، تاديوش كوسيوسكو.
فيما يقدم المتحف الإثنوغرافي "رينيك 6" الأزياء الشعبية والخشب المنحوت وبعض المعارض المؤقتة.
الجناح الشرقي
في فبراير/ شباط الماضي، وصل مئات المظليين الأمريكيين إلى مطار رزيسو في بولندا في إطار نشر بضعة آلاف من القوات لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، قبل أيام من بداية الحرب.
وحينها، شوهد جنود ينزلون من طائرتي نقل عسكريتين من طراز بوينج سي -17 ومن على متن حافلات في المطار الواقع على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا.
كما شوهد جنود آخرون يحلقون ذهابًا وإيابًا في مروحيات بلاك هوك وشينوك، علاوة على سيارات مصفحة وشاحنات عسكرية وحاويات وعشرات الجنود الآخرين في معسكر أقيم داخل وحول مركز مؤتمرات مقابل صالة المطار.
وحينها، قالت واشنطن إنها تخطط لنشر ما مجموعه 4700 جندي إضافي بشكل مؤقت في بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ردا على تعزيزات روسية آنذاك على حدود أوكرانيا.
وبزيارته المرتقبة، يأمل بايدن أن يظهر وحدة الغرب بمواجهة روسيا، فهل ينجح؟