الرئيس البولندي يخطب ود إسرائيل بعد أزمة "المحرقة"
الرئيس أندريه دودا طلب الصفح من اليهود الذين طردوا من بلده خلال حملة معاداة السامية في 1968.
طلب الرئيس البولندي أندريه دودا، الخميس، الصفح من اليهود الذين طردوا من بلده خلال حملة معاداة السامية في 1968 في وقت تتعرض وارسو لانتقادات على خلفية قانون جديد متعلق بمحرقة اليهود.
وأكد دودا أن "بولندا الحرة والمستقلة، اليوم، لا تتحمل مسؤولية ذلك وليست بحاجة للاعتذار. لكن لأولئك الذين أجبروا على الرحيل آنذاك.. أقول أرجوكم سامحوا الجمهورية والبولنديين، سامحوا بولندا في تلك الفترة على ارتكاب مثل تلك الأعمال المخزية".
وذكر دودا بمشاركة يهود بولنديين في حرب الاستقلال قبل قرن ودفاعهم عنها فيما بعد عام 1920 ضد السوفييت وفي 1939 ضد الألمان النازيين.
وتحل الذكرى الـ50 للحملة المعادية للسامية التي أجبرت 12 ألف يهودي على الأقل على مغادرة بولندا، وسط توتر متصاعد بين وارسو وإسرائيل بشأن قانون مثير للجدل حول محرقة اليهود.
والقانون الهادف للدفاع عن صورة بولندا خلال فترة الحرب في الخارج، يفرض غرامات أو عقوبات سجن تصل إلى 3 سنوات على أي شخص يحمّل "الأمة أو الدولة البولندية المسؤولية أو المسؤولية المشتركة عن جرائم ارتكبها الرايخ الثالث الألماني".
لكن إسرائيل تعتبر القانون مسعى لإنكار مشاركة بعض البولنديين في إبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، فيما عبرت الولايات المتحدة عن مخاوف إزاء حرية التعبير.
وجاءت لهجة دودا مختلفة عن موقف رئيس الحكومة ماتيوس مورافيسكي الذي شدد على أن بولندا لم تكن دولة مستقلة في 1968، وبالتالي لا يمكن تحميلها مسؤولية الحملة الشيوعية المعادية للسامية.
وقال مورافيسكي، أمس الأربعاء، إنه على البولنديين أن يكونوا "فخورين" بانتفاضتهم ضد النظام الشيوعي لا أن "يشعروا بالعار" من مارس/آذار 1968.
وحضر نحو 200 شخص خطاب الرئيس في جامعة وارسو؛ للاحتجاج على حكومة حزب القانون والعدالة اليميني، وإجراءاته المثيرة للجدل منذ توليه الحكم في أواخر 2015.
وهتف المحتجون "عار" و"دستور" تعبيراً عن الاستياء إزاء عدد من الإصلاحات القضائية التي طبقها حزب القانون والعدالة، والتي يعتبر عدد من المنتقدين في الداخل والخارج إنها تهدد مبدأ فصل السلطات.
وقبل وصوله إلى الجامعة زار دودا محطة القطارات في وارسو التي غادر منها يهود بولندا قبل نصف قرن، ووضع إكليلاً من الزهر والتقى ممثلين عن اليهود.