خبراء يؤكدون أن القمم الثلاثة فرصة للبحث عن حلول لمشاكلنا بعيدا عن الحلول المستوردة، لأنه يجب تحديد من يساند الاستقرار ومن يقف ضده
دعا خبراء سياسيون الدول العربية إلى ضرورة اتخاذ مواقف وقرارات حاسمة ضد التهديدات الإيرانية، خلال القمتين العربية والخليجية الطارئتين بمكة المكرمة يوم 30 مايو/أيار الجاري.
- خبراء عن قمتي مكة: فرصة لتشكيل كتلة فاعلة لمواجهة محور الشر
- الإمارات تستنكر محاولة الحوثيين استهداف مكة المكرمة بصواريخ باليستية
وشدد الخبراء، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، على أن القمم العربية والخليجية والإسلامية فرصة للبحث عن حلول لمشاكلنا وأزماتنا، بعيدا عن الحلول المستوردة، لأنه من الضرورة تحديد من يقف في خندق الأعداء ومن يساند الاستقرار، مشددين على أن من يقف على الحياد إزاء التطورات الخطيرة بالمنطقة هو "خائن" للأمة.
ووجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، السبت الماضي، الدعوة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين، وثالثة إسلامية بمكة المكرمة الخميس 30 مايو/أيار الجاري.
الدعوة جاءت، وفق مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، لبحث تداعيات الهجوم على سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات، وجريمة مليشيا الحوثي الإرهابية بمهاجمة محطتي ضخ نفطيتين بالسعودية، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.
وأعلن المصدر أن الدعوة تأتي حرصا من خادم الحرمين الشريفين على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية، في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتتزامن القمتان مع القمة الإسلامية الـ14 المرتقب انعقادها أيضاً في مكة المكرمة يوم 31 مايو/أيار، بمشاركة عدد كبير من قادة دول منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددها 57 دولة.
المواقف الرمادية خيانة
الدكتور أحمد قنديل، الخبير في الشأن الآسيوي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد ضرورة أن تكون التوصيات والحلول العملية المطروحة داخل القمتين نابعة من دول المنطقة، وهو ما فسره بأن تدخل الدول الكبرى في شؤون المنطقة كانت تسفر عن تعقد الأزمات وليس حلها.
وقال قنديل يجب الخروج بموقف موحد وحاسم تجاه التدخلات الإيرانية وأنشطة مليشياتها المسلحة التخريبية، مشددا على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، وعدم تصدير إيران لثورتها لدول المنطقة ووقف دعم الإرهابيين.
وتابع الخبير السياسي "من الضروري وضع النقاط فوق الحروف، وإعلان كل دولة بوضوح، هل تقف مع أمن واستقرار المنطقة أم مع قوى التخريب ودعم التطرف والإرهاب؟".
وزاد قنديل بأن كل من لم ينضم للدول الداعية للاستقرار في المنطقة يجب عزله فورا على غرار قطر، وينبغي عزل من لم يحسم خياراته لصالح أمن واستقرار المنطقة.
وأوضح قنديل "نحن أمام وقت حساس وخطير، ولم يعد هناك مجال أو ترف للمواقف الغامضة والرمادية، أو مسك العصا من المنتصف، أو الفهلوة السياسية والرقص على كل الحبال.. فهذا لم يعد مقبولا".
وحيا قنديل العاهل السعودي على دعوته للقمتين العربية والخليجية، والتي تبرز رغبة الدبلوماسية السعودية في التشاور والتنسيق مع الأشقاء العرب والخليجيين لاتخاذ مواقف موحدة.
لا مجال للحياد
واتفق الدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشوري السعودي السابق والمحلل السياسي مع ما ذهب إليه قنديل، قائلا: "إن القمة الخليجية والعربية فرصة كبيرة لتوحيد الصفوف، وتكاتف المخلصين العرب، ومعرفة من يقف مع استقرار المنطقة، ومن ضده".
وشدد آل زلفة على أنه "لا مجال للحياد إزاء التطورات الحالية والخطيرة، فمن سيقف على الحياد فهو خائن لأمته العربية في هذه الظروف.. الأمن القومي العربي مهدد بشكل كبير من خلال أعداء الأمة العربية سواء إيران أو تركيا".
وأكد آل زلفة أهمية القمة الخليجية العربية المنعقدة في مكة المكرمة، لمواجهة التهديدات الإيرانية المستمرة والسافرة للأمة العربية على مدار 40 عاما، مشيرا إلى أن السعودية حذرت العالم بأن إيران تشكل تهديدا لأمن وسلامة المنطقة.
وكان وزير إيراني سابق أقر بتورط بلاده ضمنيا بالهجوم الإرهابي الذي استهدف محطتي ضخ نفطيتين في السعودية الأسبوع الماضي، بدعوى الرد على سياسة الولايات المتحدة لتصفير صادرات النفط الخام لطهران.
وقال محمد حسيني سياسي متشدد ووزير إرشاد سابق في إيران، في مقطع مصور بثه عبر حسابه على شبكة "انستقرام"، إن "هجمات الطائرات المسيرة على منشآت نفطية في السعودية كانت نتيجة سعي أمريكا لوضع إيران تحت الحظر النفطي الكامل".
ورفعت إيران مستوى إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لأربعة أمثاله بعد أسبوع من توقف طهران رسميا عن بعض الالتزامات بموجب الاتفاق النووي، في خرق للقوانين الدولية والاتفاق النووي.
الابتعاد عن الحلول المستوردة
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق "آن أوان البحث عن حلول عربية للمشاكل والأزمات العربية، أما الحلول المستوردة من الخارج فليس مكانها القمة الخليجية والعربية المقبلة".
وأعرب هريدي عن أمنيته أن تساهم القمم العربية والخليجية والإسلامية في دعم أمن واستقرار المنطقة، وخفض أيضا التوتر والتصعيد الجاري في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
وأرسلت واشنطن في الفترة الأخيرة المزيد من القوات العسكرية إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وصواريخ باتريوت.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA== جزيرة ام اند امز