من أنشاص إلى مكة.. 14 قمة عربية طارئة في 73 عاما
يترقب العالم العربي نتائج قمة مكة على أمل أن تسهم هذه القمة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة ووضع حد للاستفزازات والجرائم الإيرانية
يُرتقب عقد قمة عربية طارئة في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية 30 مايو/أيار الجاري، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لتكون القمة العربية الطارئة الرابعة عشرة منذ تأسيس الجامعة العربية في 22 مارس/آذار 1945.
القمة المرتقبة تأتي لبحث التداعيات الخطيرة للهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة 12 مايو/أيار الجاري، وما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بعدها بيومين من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة، والتباحث حول كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتعد قمة مكة رقم 14 في تاريخ القمم العربية الطارئة، وثاني قمة طارئة تستضيفها المملكة، وأول قمة عربية طارئة تعقد منذ 19 عاما، بعد قمة القاهرة 2000.
ويترقب العالم العربي نتائج قمة مكة على أمل أن تسهم هذه القمة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة ووضع حد للاستفزازات والجرائم الإيرانية وتدخلات طهران في شؤون دول المنطقة.
ومنذ انطلاق أول قمة عربية طارئة في مدينة أنشاص المصرية عام 1946، ارتبطت القمم العربية الطارئة بأحداث وقضايا مختلفة، كان لسلوكيات وسياسات وجرائم إيران نصيب وافر منها عبر أكثر من قمة، منذ الثورة الخمينية عام 1979.
وشهدت مسيرة القمم العربية منذ تأسيسها في مارس من عام 1945 انعقاد 43 قمة منها 30 عادية و13 طارئة (إضافة إلى قمة مكة المقبلة) إلى جانب 5 قمم عربية اقتصادية تنموية وقمة عربية أوروبية استضافتها مصر في شرم الشيخ فبراير/شباط الماضي.
وتستعرض "العين الإخبارية" في هذا التقرير تاريخ القمم العربية الطارئة منذ (قمة أنشاص) عام 1946 حتى (قمة مكة) المرتقبة نهاية الشهر الجاري:
أول قمة طارئة
قمة أنشاص الطارئة (مايو 1946) وتعد أول اجتماع عربي، عقدت في مدينة أنشاص المصرية بدعوة من ملك مصر الملك فاروق، بحضور الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية وهي مصر والسعودية وشرق الأردن واليمن والعراق ولبنان وسوريا لمناصرة القضية الفلسطينية.
وخرجت بمجمل قراراتها مؤكدة عروبة فلسطين، وأن مصيرها مرتبط بحال دول الجامعة العربية كافة، وأن ما يصيب أهلها يصيب شعوب الأمة العربية ذاتها، وأكدت حق الشعوب العربية في نيل استقلالها ودعت إلى إيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
قمة بيروت الطارئة (نوفمبر 1956) عقدت بدعوة من الرئيس اللبناني كميل شمعون إثر العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) على مصر وقطاع غزة.
وشارك في القمة 9 قادة عرب أجمعوا، في بيان ختامي، على مناصرة مصر ضد العدوان، واللجوء إلى حق الدفاع المشروع حال عدم امتثال الدول المعتدية لقرارات الأمم المتحدة، وامتناعها عن سحب قواتها، كما أعربت القمة عن تأييدها نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال عن فرنسا.
قمة القاهرة الطارئة (سبتمبر 1970) عقدت إثر أحداث (أيلول الأسود) وهي الاشتباكات المسلحة في الأردن بين المنظمات الفلسطينية والحكومة الأردنية وقد قاطعت كل من سوريا والعراق والجزائر والمغرب هذه القمة، ودعا المجتمعون إلى الإنهاء الفوري للعمليات العسكرية بين الجانبين، وإطلاق سراح المعتقلين.
أول قمة عربية طارئة بالسعودية
قمة الرياض الطارئة (أكتوبر 1976) عقدت بدعوة من السعودية والكويت لبحث أزمة لبنان، وشارك فيها كل من السعودية ومصر والكويت وسوريا ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتعد هذه أول قمة عربية طارئة تستضيفها المملكة.
واتخذت القمة قرارات مهمة، تناولت الدعوة إلى ضرورة وقف الحرب الأهلية، التي اندلعت في لبنان 1975، مطالبة بإعادة الحياة الطبيعية إلى الشارع اللبناني، واحترام سيادة الدولة اللبنانية، ورفض أي عمليات تقسيم تطول لبنان، وإعادة إعماره.
إيران في القمم الطارئة
قمة فاس الطارئة (سبتمبر 1982)، شاركت فيها 19 دولة وغابت ليبيا ومصر، وأقر خلالها مشروع الملك فهد للسلام في الشرق الأوسط وأصبح مشروعا للسلام العربي، وأدان المؤتمر العدوان الإسرائيلي على شعب لبنان، كما أعلنت القمة أن أي اعتداء على أي قُطر عربي اعتداءٌ على البلاد العربية جميعا، على خلفية الحرب العراقية الإيرانية.
قمة الدار البيضاء الطارئة (أغسطس 1985)، وأكدت القمة الالتزام الكامل بميثاق التضامن العربي وقررت تأليف لجنتين لتنقية الأجواء العربية.
وأعلن المؤتمر تصميمه على وضع حد سريع للحرب العراقية الإيرانية من خلال حل سلمي عادل للنزاع بين البلدين، واستنكرت القمة الإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه ومصادره وفي مقدمته الإرهاب الإسرائيلي داخل الأراضي العربية المحتلة وخارجها.
قمة عمان الأردنية الطارئة (نوفمبر 1987)، عقدت بمشاركة 20 دولة عربية إضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وأُعلن فيها التضامن مع الكويت والسعودية والعراق إزاء التهديدات والاستفزازات الإيرانية.
وقررت القمة إدانة احتلال إيران لأراضي العراق والتضامن الكامل مع العراق للدفاع عن أرضه وسيادته، كما أدانت الاعتداءات الإيرانية على دولة الكويت، ودعت إلى ضمان حرية الملاحة الدولية في الخليج العربي وفقا لقواعد القانون الدولي.
قمة الجزائر الطارئة (يونيو 1988)، عقدت بناء على طلب الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد لدعم الانتفاضة الفلسطينية.
قمة الدار البيضاء الطارئة (مايو 1989)، تم فيها إعادة مصر إلى عضوية الجامعة العربية وغاب عنها لبنان الذي تنازعت على السلطة فيه حكومتان.
قمة بغداد الطارئة (مايو 1990)، غاب عنها لبنان وسوريا، وتم فيها بحث التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، واتخاذ التدابير اللازمة تجاهها، كما أدانت تكثيف الهجرة اليهودية إلى إسرائيل.
قمة القاهرة الطارئة (أغسطس 1990)، عقدت إثر الغزو العراقي على دولة الكويت، ومن أبرز قرارتها: إدانة العدوان العراقي على الكويت، وعدم الاعتراف بضم الكويت إليه، وبناء على طلب السعودية تقرر إرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج العربي.
قمة القاهرة الطارئة (يونيو 1996)، وبعد انقطاع لست سنوات، عقدت بالقاهرة قمة عربية طارئة عام 1996، تضمنت: التأكيد مجددا على شروط السلام الشامل مع إسرائيل، وهي: الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس والجولان والجنوب اللبناني، والتوقف عن النشاط الاستيطاني والتضامن العربي مع دولتي البحرين والإمارات ضد التهديد الإيراني.
قمة القاهرة الطارئة (أكتوبر 2000)، عقدت إثر أحداث العنف التي تفجرت في الأراضي الفلسطينية بعد أن دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون الحرم القدسي الشريف، وكانت بحضور 14 رئيسا وملكا وأميرا عربيا.
وكان أبرز تلك القمم، قمة "المسجد الأقصى" بالقاهرة 2000؛ إثر الانتفاضة الفلسطينية آنذاك، تضمن بيانها قرارا بإنشاء صندوقي تمويل باسم "انتفاضة القدس" و"صندوق الأقصى"، وعقد القمة العربية بشكل دوري ومنتظم كل عام.
قمة مكة الطارئة ( مايو 2019)
يُرتقب عقد قمة عربية طارئة في مكة المكرمة 30 مايو/أيار الجاري، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لتكون القمة العربية الطارئة الرابعة عشرة.
وتأتي القمة حرصا من خادم الحرمين الشريفين على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بعد الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، ويواكب القمة عقد قمة خليجية طارئة أيضا لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة .
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز