استطلاع: الغنوشي أكثر شخصية لا تحظى بثقة التونسيين
شركة "سيغما كونساي" كشفت أن 64% من المشاركين في استبيانها الأخير يعتبرون الغنوشي شخصية مرفوضة شعبيا
كشف استطلاع رأي تونسي أن رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي هو أكثر شخصية سياسية لا تحظى بثقة التونسيين، للشهر الثاني على التوالي.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته شركة "سيغما كونساي" عن شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، أن 64% من المشاركين في الاستبيان يعتبرون الغنوشي شخصية مرفوضة شعبيا.
وبيّنت نتائج الاستطلاع أن 50% من التونسيين يعتبرون أن حركة النهضة الإخوانية التي يتزعمها الغنوشي غير قادرة على إنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية.
- أسبوع تونس.. العزلة البرلمانية تهدد عرش الغنوشي والتعثر يلازم الجملي
- صدامات البرلمان التونسي وصعوبات تشكيل الحكومة الجديدة
وأوضح الباروميتر الإحصائي الذي تقوم به الشركة بشكل دوري أن 80% من التونسيين غير راضين عن الطريقة والمنهجية التي تدار بها البلاد.
كما عبّر 70% من المشاركين في الاستبيان عن "تشاؤمهم" بخصوص مستقبل تونس، وفق نتائج الاستطلاع الأخير.
وبحسب النتائج فإن شعبية الرئيس التونسي قيس سعيد شهدت تراجعا في شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري مقارنة بالشهر السابق له.
وكشف الاستبيان أن شعبية قيس سعيد تراجعت من 78% إلى 68% في غضون شهر واحد.
وأشارت الشركة إلى أن نسبة الخطأ القصوى في نتائج استطلاعات الرأي لا تتجاوز 3% فقط.
رفض شعبي
من جانبها، أرجعت رفيقة السالمي الباحثة في علم الاجتماعي السياسي رفض 64% من التونسيين لشخصية رئيس حركة النهضة إلى عوامل سياسية وفكرية.
وأشارت إلى أن أولها مشروع الغنوشي الذي ما زال يمثل خطرا على أسس الدولة الحديثة وإلى عدم قدرته على بلورة خطاب يقنع خصومه من خارج المنظومة الإخوانية.
وقالت، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الملفات الملتصقة بتاريخ الغنوشي سواء قبل عام 2011 وبعدها تجعل منه عنصرًا سياسيًا منفرًا.
إضافة إلى فشله في إدارة جلسات البرلمان وترؤسه للحركة التي فشلت في إدارة شؤون الدولة التونسية طيلة 9 سنوات.
وأكدت السالمي أن القيمة الحيوية لأي رجل سياسة لا تكمن فقط في مدى قبوله لدى أنصاره، وإنما في قدرته على تقديم عرض سياسي جامع لكل التونسيين، وأن يكون خطابه مدعاة للبناء الاجتماعي وليس مولدًا للفتنة بين أهل الوطن الواحد.
وأوضحت أن تعثر حركة النهضة في مسار تشكيل الحكومة وغياب الملامح الواضحة للتحالفات السياسية القادمة يعمق من درجة الإحساس لدى غالبية التونسيين بعدم الثقة في الطبقة السياسية عموما خاصة الحاكمة.
غياب الحلول
أما عبدالدائم الطايع الناشط في المنتدى الاجتماعي والاقتصادي التونسي (منظمة مستقلة) فيرجع ارتفاع منسوب تشاؤم التونسييين إلى غياب الحلول العملية للقضاء على معدلات البطالة المرتفعة وتحسين الوضعية الاجتماعية لـ 800 ألف عاطل عن العمل منذ عام 2011.
واستشهد الطايع بدراسة قام بها المنتدى خلال عام 2018 تثبت أن 80% من الشباب التونسي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما يفضلون الهجرة إلى الدول الأوروبية.
وحمل الناشط التونسي المسؤولية إلى الحكومات المتعاقبة على البلاد، مشيراً إلى أنها افتقرت جميعها إلى عبقرية الحكم ورجاحة العقل السياسي.
وأضاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الحكومات التي لا تستثمر في الذات البشرية وفق رؤية استراتيجية هي حكومات فاشلة.
وحذر الطايع رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي من مواصلة منهجية الأخطاء التي ارتكبها من سبقوه مثل يوسف الشاهد.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMTM0IA==
جزيرة ام اند امز