النفط الملوث.. مليار دولار خسائر روسيا.. وشركات أوروبا تجمد المدفوعات
روسيا تعاني نقصا يقدر بمليار دولار في إيرادات التصدير بعد اكتشاف النفط الملوث الذي عطل التدفقات عبر خط أنابيب لأوروبا
ظهرت حسابات لرويترز أن روسيا عانت نقصا قيمته مليار دولار في إيرادات التصدير في أول أسبوعين من مايو/أيار الجاري، بعد اكتشاف النفط الملوث الذي عطل التدفقات عبر خط أنابيب ممتد إلى أوروبا.
وقال اقتصاديون إن التكلفة النهائية للتلوث قد تكون أعلى بعدة أضعاف، لكن يبدو من المستبعد في هذه المرحلة أن يضر ذلك بآفاق النمو الهشة بالفعل في البلاد أو أن يزعزع الروبل.
- إنترفاكس: روسيا قد تبيع النفط الملوث بخصم
- أزمة "النفط الملوث" تخفض إنتاج روسيا من الخام بمقدار مليون برميل يوميا
وتعطلت تدفقات صادرات الخام منذ أبريل/نيسان الماضي، عندما تم اكتشاف مستويات عالية من الكلوريد العضوي في النفط الذي يجري ضخه عبر خط أنابيب دروجبا الروسي الذي يخدم ألمانيا وبعض دول شرق أوروبا.
وليس هناك تقدير روسي رسمي لتأثير التكلفة، وفي منتصف مايو/أيار الجاري، قدر وزير الطاقة ألكسندر نوفاك إجمالي الأضرار الناتجة عن النفط الملوث بما يقل عن 100 مليون دولار، لكن لم يتضح بالضبط إلام كان يشير.
وبنت رويترز تقديرها البالغ مليار دولار على أرقام صادرات من مصادر مطلعة على بيانات وزارة الطاقة والمتوسط الشهري لصادرات النفط عبر دروجبا من العام الماضي، مع التعديل وفق التغيرات في أسعار النفط العالمية.
وقالت المصادر إنه بالمقارنة مع متوسط مستويات أبريل/نيسان، فإن منظومة خطوط أنابيب روسيا خفضت إمدادات النفط بنسبة 6% بين الأول والسادس عشر من مايو/أيار الجاري.
وقال مصدر بالسوق المالية قريب من البنك المركزي إنه على افتراض رقم المليار دولار، لن يكون هناك تأثير يذكر في الوقت الحالي على سوق العملة والبنوك في روسيا، في ضوء حجم احتياطيات النقد الأجنبي، فيما أشار مصدر آخر قريب من الحكومة إلى أن التأثير على السوق شبه منعدم، ولم يرد البنك المركزي ووزارة المالية على طلب بالتعقيب، الإثنين.
تجار نفط يحاولون شحن النفط الروسي الملوث إلى آسيا
وفي السياق نفسه، أفادت مصادر تجارية وبيانات تتبع السفن بأن شركتي تجارة النفط فيتول ويونيبك ترسلان نحو 700 ألف طن من النفط الروسي الملوث إلى آسيا، في مسعى لتصريف الإمدادات التي رفضها المشترون في أوروبا.
وذكر التجار أن فيتول ويونيبك تستهدفان في الأساس شركات التكرير الصينية المستقلة التي أبدت اهتمامها بشراء النفط.
وبحسب مصادر رويترز لدى شركات التكرير الصينية، فقد عرضت عليها في الآونة الأخيرة شحنات من خام الأورال الذي يحتوي على 30-50 جزءا في المليون إلى 200 جزء في المليون من الكلوريد العضوي، دون ذكر الأسعار.
ويتوخى المشترون الحذر لأن خام الأورال الملوث يحتاج للتخزين في صهاريج وتخفيفه مرات عدة بالنفط النظيف لتقليص محتوى الكلوريد العضوي كي لا يضر بمعدات التكرير.
وقال متعامل لدى شركة صينية كبرى لرويترز : "سيتم تحديد السعر النهائي؛ لكن الأمر يستلزم إجراء المزيد من فحوص الجودة. وحينئذ يتسنى تحديد السعر والطريقة التي يتم تكريره بها وما إن كان من الممكن تكريره من الأساس".
وقال متعامل في سنغافورة: "عرضت عليّ براميل تحتوي على 200 جزء في المليون، وقلت لا، شكرا".
وأضاف "الخدمات اللوجستية بالغة الصعوبة، وشركات التكرير الكبرى فقط هي التي تستطيع تدبير أمورها"، مضيفا أن شحنة تحتوي على 200 جزء في المليون من الكلوريد العضوي تحتاج إلى مزجها بعشرين شحنة من الحجم نفسه لينخفض محتوى الكلوريد إلى المستوى الطبيعي البالغ 10 أجزاء في المليون.
وبالنسبة للمتعاملين، يمثل تقدير قيمة النفط الجزء الأصعب لعدم وجود سابقة تجارية مماثلة.
وذكر متعاملون أوروبيون أن الشحنات الملوثة عرضت بخصم بين 10 دولارات و20 دولارا للبرميل، لكن عددا قليلا جدا من المشترين هم من أبدوا اهتمامهم. ويجري تداول خام الأورال الروسي النظيف من البلطيق عند 74 دولارا للبرميل حاليا.
وتمثل الكميات التي تتجه إلى آسيا حاليا نحو نصف الإمدادات البالغة 1.5 مليون طن، أو 11 مليون برميل، من خام الأورال الملوث التي جرى تصديرها من ميناء أوست لوجا المطل على بحر البلطيق في الأسابيع الأخيرة.
وثمة ما يقدر بـ9 ملايين برميل أخرى عالقة في خطوط أنابيب دروجبا بين روسيا البيضاء وألمانيا.
مشترون غربيون يجمدون مدفوعات النفط الملوث
قالت مصادر تجارية إن توتال الفرنسية إيني الإيطالية -من كبار مشتري النفط الروسي- أوقفتا مدفوعات النفط الملوث الذي باعته لهما شركات روسية، وقالتا إنهما لن تدفعا إلا عندما يتم الاتفاق على تعويض.
وأبلغت الشركتان النفطيتان الكبيرتان مورديهما، ومن بينها روسنفت وسرجوت الروسيتان، بأنهما مستعدتان للدفع عندما يتضح مدى الأضرار، وستدفعان مقابل النفط النظيف حين تُستأنف الإمدادات، بحسب ما قالته المصادر.
وقالت المصادر إن المدفوعات مقابل النفط النظيف مستمرة كالمعتاد، وإن النفط الذي تم شحنه في أوائل أبريل/نيسان الجاري، قبل تلوث خط الأنابيب دروجبا قد تم سداد ثمنه بالكامل.
وكانت المدفوعات مقابل ملايين البراميل من النفط الملوث، العالق منذ أسابيع في خط الأنابيب، تستحق في 15 مايو/أيار الجاري.
ورغم ذلك، فإن المبيعات عبر خط أنابيب دروجبا خاضعة للقانون الروسي الذي ينص على ضرورة السداد، وإذا كانت الجودة لا ترقى للمستوى المطلوب، فيجب أن يصاحب ذلك مطالبة بالتعويض عن الضرر، يمكن أن يستغرق البت فيها شهورا أو أعوام.
وقال مصدر تجاري لدى منتج روسي كبير "موقفنا واضح. يجب أن تدفع الشركات الغربية، ثم تتقدم بطلب للتعويض يمكن أن نتعامل معه في وقت لاحق".
ودفع المنتجون الروس للحكومة بالفعل ضرائب مثل رسوم التصدير ورسوم الاستخراج عن النفط الذي باعوه في أبريل/نيسان؛ ما يضعهم تحت ضغط للحصول على الأموال التي توقعوا أن يتلقوها من المشترين.
ولم ترد توتال وإيني وروسنفت وسرجوت نفتجاز على طلبات بالتعقيب.
وقدرت روسيا البيضاء كميات النفط الملوث بنحو تسعة ملايين برميل، تزيد قيمتها في الأحوال العادية عن 500 مليون دولار بالأسعار الحالية.
aXA6IDMuOTQuMjAyLjE1MSA= جزيرة ام اند امز