تستور التونسية تحتفي بـ «فاكهة الجنة» (خاص)
تحتفي مدينة تستور التونسية التي تستمد شهرتها من تاريخها الأندلسي بثمار الرمان التي يطلق عليها الأهالي "فاكهة الجنة".
وانطلقت الأربعاء الدورة الثامنة لمهرجان الرمان الذي يمتد لأسبوع في مدينة تستور التابعة لمحافظة باجة الواقعة شمالي غرب تونس، حيث تتمحور حول ثمار الرمان التي تشتهر بها المدينة وتمثل جزءًا من ثقافتها.
وتعرف بلدة "تستور" الواقعة في ربوع الشمال الغربي لتونس بأنها من أعرق البلدات الأندلسية في المغرب العربي، والتي تأسست قبل أكثر من 4 قرون، وجلب الأندلسيون القادمون من إسبانيا عندما استقروا بمدينة تستور عاداتهم الاستهلاكية وتقاليدهم في الزراعة وتفننوا في غراسة أشجار الرمان حيث كانوا يستغلون جميع مكوناتها من أوراق وقشرة وأزهار في أغراض استهلاكية وأخرى علاجية وتجميلية.
مع انطلاق المهرجان، تفنن البائعون باستعراض منتجاتهم، المتمثلة في ثمار الرمان ومربى الرمان، إضافة إلى زيوت الرمان التي يتم استخراجها من القلوب الموجودة داخل الثمار وخل الرمان وعصيره.
وتعيش مدنية تستور الأندلسية كل خريف على وقع موسم جمع ثمار الرمان، حيث تغطي أشجارها أغلب المساحات الزراعية في المنطقة.
وقالت مديرة المهرجان منى العرفاوي إن هذا المهرجان يعطي قيمة مضافة لثمرة الرمان والاحتفاء بها.
وأكدت لـ"العين الإخبارية" أهمية هذا المهرجان الذى يعرف تطورا من سنة إلى أخرى في تنشيط السياحة البديلة والداخلية وفي تمكين الجهات التي لم تأخذ حظها بالشكل الكافي من التعريف بمخزونها، خاصة وأن هذه الدورة تتزامن مع العطلة المدرسية ليتمكن الزوار من زيارة المدينة وتذوق منتجات الرمان.
وأوضحت أن المهرجان يمثل فرصة لخلق حركة تجارية واقتصادية يتمكن من خلالها أهالي مدينة تستور من عرض وبيع منتجاتهم وكل ما يتم استخراجه من فاكهة الرمان.
من جهته،أكد كمال العبيدي رئيس خلية الإرشاد الفلاحي، إن تستور تمتد على 1250 هكتارا من أشجار الرمان من بين 1450 هكتارا في محافظة باجة.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن إنتاج هذه السنة مقدر بحوالي 14 ألف طن في تستور، بزيادة في حدود 40% مقارنة بالموسم الماضي.
وفسر هذه الزيادة بتحسن العوامل المناخية وخاصة تراجع درجات الحرارة وتوفر المياه وتحسن التساقطات.
وأكد أن رمان تستور يعرف هذه الفترة إقبالا هاما خاصة من السوق الليبية من خلال توافد يومي للشاحنات.
وتجدر الاشارة إلى أن محافظة باجة تحتل المرتبة الثالثة محليا من حيث مساحات الرمان، والثانية في الكميات المنتجة، حيث تمتد مزارع الرمان بها إلى 1600 هكتار منها 1500 هكتار منتجة، و90 في المئة منها بتستور فيما تتوزّع البقية على بقية مدن المحافظة، كما تصل الكميات المنتجة الى 16 الف طنّ.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuMTgwIA== جزيرة ام اند امز