أسوأ 6 أشهر في تاريخ البنك المركزي التركي
احتياطي النقد الأجنبي التركي فقد أكثر من 28 مليار دولار خلال 6 أشهر فقط، وسط حاجة ملحة للنقد الأجنبي.
فقد احتياطي النقد الأجنبي التركي أكثر من 28 مليار دولار خلال 6 أشهر فقط، وسط تراجع حاد لسعر صرف الليرة، وضعف ثقة الأتراك في عملتهم المحلية.
وأظهر مسح أعدته (العين الإخبارية)، استنادا لتقرير صادر عن البنك المركزي التركي، أن احتياطي النقد الأجنبي بلغ قرابة 53.22 مليار دولار حتى 19 يونيو/حزيران الجاري، وهو رقم قريب من أدنى مستوياته في 12 عاما.
ويقل الرقم بمقدار 28.1 مليار دولار أو ما نسبته 34.5%، مقارنة مع أرقام ديسمبر/ كانون الأول 2019، البالغة 81.24 مليار دولار والمسجلة بتاريخ 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأقل بمقدار 2.2 مليار دولار مع تقرير 12 يونيو/حزيران 2020.
يأتي هذا الانهيار في احتياطي النقد الأجنبي التركي، مع ضعف الثقة بالعملة المحلية، التي دفعت حامليها للتخلص منها عبر تحويلها إلى نقد أجنبي، ما أدى إلى شح الدولار واليورو في السوق المحلية (البنوك ومحال الصرافة).
وخلال النصف الأول من العام الجاري، تراجعت العملة التركية لمستويات غير مسبوقة إلى 7.28 ليرة لكل دولار واحد، وهو سعر صرف مسجل مطلع مايو/ أيار الماضي، بحسب بيانات أسعار الصرف للبنك المركزي التركي.
كذلك، تزامن التراجع مع توقف عجلة السياحة الخارجية، اعتبارا من منتصف مارس/ آذار الماضي، مدفوعا بتفشي جائحة كورونا في تركيا لمستويات جعلت من الحكومة تعجز على إدارة أزمة الوباء.
إلا أن رحلة هبوط احتياطي النقد الأجنبي تواصلت منذ محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في يوليو/ تموز 2016، وإحكام رجب طيب أردوغان قبضته على كل شيء تقريبا في البلاد، وفق ما أوردته وكالة أنباء بلومبرج.
وقالت بلومبرج في تقرير لها، الأربعاء، إن أردوغان وفي محاولة للقبض على صنع القرار في البنك المركزي التركي، شن هجوما على ما أسماه "المتلاعبون بالعملات"، بهدف تخفيض تكاليف الاقتراض وتخفيض التضخم الصاعد.
وأضافت الوكالة الأمريكية: "لكن الخسائر الاقتصادية تتصاعد.. يستخدم البنك المركزي احتياطياته من الدولار، ويتحفظ المستثمرون الأجانب على تخصيص أموال للبلاد، متخلين عن الليرة التركية بأعداد كبيرة وبقيم عالية لصالح العملة الأجنبية".
وتدور في السوق المالية التركية حاليا، تكهنات بأن أردوغان يمكن أن يذهب أبعد من ذلك، ويفرض شكلاً من أشكال الرقابة على رأس المال لوقف مغادرة الأموال للبلاد، وهو أمر نفته الحكومة التركية مرارا، إلا أنه ما يزال الخيار الأبرز في ذهن أردوغان.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA=
جزيرة ام اند امز