تفاصيل مراسم جنازة البابا فرنسيس.. موكب تاريخي يعيد ذاكرة الإمبراطورية
من القديس بطرس إلى سانتا ماريا ماجوري

وسط أجواء يغلب عليها الحزن والوقار، احتضنت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان صباح السبت مراسم جنازة البابا فرنسيس،
توفي بابا الفاتيكان يوم الإثنين، الموافق لعيد الفصح، عن عمر بلغ 88 عامًا، بعد أسابيع قليلة من مغادرته أحد مستشفيات روما إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد.
وشهدت مراسم التشييع مشاركة أكثر من خمسين زعيم دولة وعشرة ملوك، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات الدولية البارزة، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وتنظيم دقيق أدى إلى خلو الساحة من الحشود العامة، احترامًا لخصوصية الحدث.
وعقب انتهاء القداس الجنائزي، نُقل جثمان البابا في موكب رسمي يجوب شوارع روما، قبل أن يُوارى الثرى وفقًا لوصيته داخل كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري، في مراسم خاصة بعيدة عن التغطية الإعلامية.
ورغم الحضور الرفيع، سجلت الجنازة غياب عدد من الشخصيات البارزة. فقد أكدت مصادر دبلوماسية وإعلامية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتمكن من الحضور بسبب القيود المفروضة عليه بموجب مذكرة توقيف دولية، واكتفى بإرسال رسالة تعزية إلى الكاردينال كيفن فاريل.
كما أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم مشاركته دون تقديم أسباب، فيما فضّل ملك هولندا فيليم ألكسندر وزوجته الملكة ماكسيما البقاء في البلاد للمشاركة في "عيد الملك" بمدينة دويتينخيم، وفق ما أعلنته السلطات الهولندية.
وفي كندا، صرّح رئيس الوزراء المؤقت مارك كارني بعدم قدرته على الحضور بسبب ظروف سياسية داخلية تتزامن مع اقتراب الانتخابات، أما أوكرانيا فستمثلها السيدة الأولى أولينا زيلينسكا ووزير الخارجية أندريه سيبيها، بعدما أشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى احتمال تغيبه.
بالتوازي مع الجنازة، أعلن الفاتيكان انطلاق حداد رسمي لمدة تسعة أيام تبدأ السبت، وتشمل صلوات يومية في كاتدرائية القديس بطرس حتى يوم الأحد الرابع من أيار/مايو.
وبعد ختام الحداد، يُنتظر أن تنطلق أعمال المجمع المغلق لاختيار خليفة للبابا الراحل. وسيجتمع 135 كاردينالًا ممن تقل أعمارهم عن 80 عامًا داخل كنيسة السيستينا، وسط توقعات ببدء الجلسات يوم الخامس أو السادس من أيار/مايو، وفق ما صرح به الكاردينال جان-كلود هوليريش من لوكسمبورغ، مشيرًا إلى أن أربع جلسات اقتراع يومية ستُعقد حتى يتم التوافق على من سيقود الكنيسة الكاثوليكية في المرحلة المقبلة.