الإمارات تصنع التاريخ في كل يوم عبر تقديمها نموذجا فريدا في التعايش والتسامح والتقدم والازدهار، وتوفير السعادة لكل من يعيش على أرضها
الإمارات تصنع التاريخ في كل يوم عبر تقديمها نموذجا فريدا في التعايش والتسامح والتقدم والازدهار، وتوفير السعادة لكل من يعيش على أرضها دون تفرقة على أساس لون أو جنس أو عرق أو دين.
واليوم تستقبل دولة الإمارات بكافة مكوناتها البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في زيارة تصنع تاريخاً جديداً للمنطقة والعالم. وبحد وصف البابا فرنسيس فهي زيارة "تستهدف كتابة صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الأديان والتأكيد على مفهوم الأخوة".
إن صناعة التاريخ باستقبال أبوظبي أرض التسامح والسلام في المعمورة للبابا فرنسيس لا تقتصر فقط على كونها أول زيارة في التاريخ لبابا الكنيسة الكاثوليكية لمنطقة الخليج العربي، بل تتخطاها لكونها رسالة تاريخية للإنسانية تفيد بأن للشعوب يمكنها أن تعيش معاً وتنعم بالأمن والسلام في عالم ضج بالحروب والصراعات.
وجود بابا الكنيسة الكاثوليكية في أرض الإمارات ومشاركته في لقاء الأخوة الإنسانية بمشاركة عدد كبير من قيادات وممثلي الأديان والعقائد المختلفة، إلى جانب استضافة أبوظبي للقاء الخامس بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، هو حدث تاريخي سيكتب بحروف من نور
إن وجود بابا الكنيسة الكاثوليكية في أرض الإمارات ومشاركته في لقاء الأخوة الإنسانية بمشاركة عدد كبير من قيادات وممثلي الأديان والعقائد المختلفة، إلى جانب استضافة أبوظبي للقاء الخامس بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، هو حدث تاريخي سيكتب بحروف من نور في التاريخ الإنساني المعاصر.
إن كتابة التاريخ والمستقبل لا تنفصل عن الواقع المعيش، فاختيار بابا الكنيسة الكاثوليكية الإمارات لتكون محطته التاريخية في شبه الجزيرة العربية هو تعبير عن فهم لما حدث وما يحدث في دار زايد الخير وأرض التسامح التي يعيش بين جنباتها أكثر من 200 جنسية يمارسون عقائدهم بكل حرية ويتواجدون في واحة فريدة للسلام والسعادة في العالم أساسها التعايش والتآلف والتسامح بين جميع الشعوب.
يخطو البابا فرنسيس خطواته على أرض عرفت التعايش منذ القدم، فهي تحتضن أقدم دير عبادة في منطقة الخليج العربي في صير بني ياس وضمت معابد الديانات المختلفة على مر التاريخ.. هذه الأرض الخصبة للتسامح التي زرع فيها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، شجرة التعايش عبر تأكيده منذ تأسيس الدولة أنه لا يمكن التنازل عن التسامح والتعايش وأن التعددية مصدر قوة. وتأكيداً على ذلك، رعى الشيخ زايد بناء أول كنيسة بالإمارات في مدينة العين.
إن دولة الإمارات هي أرض تضم 76 كنيسة ودار عبادة لمختلف الديانات، وتحتضن درة مساجد التاريخ الحديث وهو جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي وأطلقت على أحد أهم مساجدها اسم مسجد مريم أم عيسى.
وكما قال البابا فرنسيس فإن "دولة الإمارات هي أرض الازدهار والسلام، ودار التعايش واللقاء، التي يجد فيها الكثيرون مكاناً آمناً للعمل والعيش بحرية تحترم الاختلاف"
وأنا اتفق مع وصف أحد الصحف الأجنبية عندما تحدثت عن أن الإمارات تسعى إلى أن تكون نموذجاً للتعايش والأخوة الإنسانية وملتقى الحضارات والثقافات المختلفة، إذ وجد المقيمون فيها حياة آمنة للعيش والعمل بحرية واحترام التنوع الديني والفكري، فما نعيشه على أرض الإمارات يؤكد أنها أصبحت بالفعل النموذج للتعايش والجسر الوحيد بين الشرق والغرب فهي صانعة التاريخ.
إن التاريخ الذي تصنعه الإمارات هو تاريخ مختلف عما يحاول البعض كتابته من خلال القتل والحروب واستخدام النعرات الدينية والأثنية، فالإمارات تكتب تاريخ التسامح والتعايش وليس تاريخ الكراهية والقتل.
وهنا فإنها ليست مصادفة أن يكون لقاء البابا فرنسيس بقادة الحاضر والمستقبل في المستقبل من أجل كتابة تاريخ جديد للعلاقة الحضارية والأخوية بين الأديان وترسيخ الأخوة والعيش المشترك في أبوظبي.
فهناك تاريخ يُكتب اليوم، فما قبل زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية للإمارات ليس هو ما بعد هذه الزيارة. وسيكون الحديث مختلفا وستكون الرسالة واضحة للعالم، وهي أن الأرض التي تفتخر بأن أبنائها من المسلمين الموحدين هي الوحيدة القادرة على احتضان لقاء يختصر آلاف الأميال بين قيادات ورموز الأديان والعقائد المختلفة من أجل صناعة السلام.
إن رسالة الإمارات للعالم وللتاريخ تتلخص في قول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهي أنه "يحدونا الأمل ويملؤنا التفاؤل بأن تنعم الشعوب والأجيال بالأمن والسلام".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة