القداس الأكبر في أربيل.. لماذا اختار البابا "فرانسو حريري"؟
كشف رئيس أساقفة إيبارشية أربيل الكلدانية المطران مار بشار متي وردة، عن أسباب اختيار بابا الفاتيكان، ملعب فرانسو حريري لإقامة "القداس".
وكان ستيفان شاني مسؤول إعلام الكنيسة الكلدانية في أربيل، أكد في تصريحات سابقة، أن القداس الإلهي الذي سينظم في ملعب فرانسو حريري وسط المدينة، سيحضره أكثر من 10 آلاف مسيحي من كافة أنحاء العراق، بينهم مسيحيون من دول الجوار وأوروبا.
وقال المطران مار بشار متي وردة، في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن "لقاء البابا فرنسيس بالمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، جاء لمكانة النجف والتأكيد على القواسم الإنسانية المشتركة، إضافة الى مكانة المرجعية المسيحية والسيد السيستاني، إذ كانت لهما مواقف في الأعوام الأخيرة يشيد بها القاصي والداني"، مبيناً أن "ما يجمعنا هو أكثر مما نختلف عليه عقائدياً".
وبشأن اختيار ملعب فرانسو حريري بأربيل مكاناً لإقامة أكبر قداس بحضور البابا، أكد وردة أنه "منطقة تشهد أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط يضم نحو 8 آلاف عائلة في بقعة واحدة".
وتابع: "تم اختيار الملعب الذي يتسع لنحو 30 ألف شخص، لإقامة القداس هناك.. جاء تحدياً لجائحة كورونا وحفاظاً على التباعد الاجتماعي إضافة إلى إجراءات الفحص والاعتماد على وعي الناس"، موضحاً أن "التنقل إلى الملعب سيكون بآلية خاصة لن يسمح بحدوث زخم مروري".
ووجه البابا فرنسيس رسالة إلى الشعب العراقي جاءت بعد هجوم صاروخي استهدف قاعدة عسكرية مشتركة غرب البلاد قائلا: "لا يمكن خذل الشعب لمرة ثانية، فلنُصلِّ كي تتمَّ هذه الزيارة بشكل جيد".
ونقل موقع "فاتيكان نيوز"، عن البابا قوله إنه يرغب "منذ فترة في لقاء شعب العراق الذي عانى كثيراً، ولقاء الكنيسة في أرض إبراهيم"، موضحاً أنه "سيقوم، ومع قادة دينيين آخرين، بخطوة أخرى إلى الأمام نحو الأخوَّة بين المؤمنين".
إلى ذلك أكد الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، أنَّ "البابا فرنسيس سيحمل إلى العراق، الرجاء والحوار وإعادة البناء"، مبيناً أنَّ "البابا يريد أنْ يطلق رسالة نحو المستقبل".
وحسب بيان صادر عن الفاتيكان في 8 فبراير/ شباط الماضي، سيلتقي البابا فرنسيس عند وصوله العراق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في مطار بغداد الدولي، ثم سيتوجه إلى القصر الرئاسي الذي سيحتضن مراسم الترحيب به، ويجتمع مع رئيس جمهورية برهم صالح.
وأشار البيان إلى أن البابا سيتوجه بعد ذلك، إلى كاتدرائية "سيدة النجاة" في بغداد التي تعرضت عام 2010 لهجوم مسلح أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المصلين المسيحيين، حيث سينظم فيها قداسا.
ويتجه البابا في 6 مارس/ آذار إلى محافظة النجف جنوب بغداد للقاء المرجع الشيعي علي السيستاني، وبعده سيتجه إلى أور الأثرية في محافظة ذي قار، مسقط رأس النبي إبراهيم، ثم يعود إلى بغداد لحضور قداس احتفالي في كنيسة "مار يوسف" للكلدان.
ويصل البابا إلى أربيل في 7 مارس، حيث سيلتقي في مطار أربيل الدولي بالسلطات الدينية والحكومية في كردستان، ويلتقي مع رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني ورئيس الوزراء مسرور بارزاني، ثم سيتوجه إلى الموصل، حيث سيقيم البابا الصلاة من أجل ضحايا الحرب في حوش البيعة (ساحة الكنيسة) قبل أن ينتقل إلى كنيسة "الطاهرة الكبرى" في قرة قوش بسهل نينوى، حيث سيتلو صلاة التبشير الملائكي.
وبعدها يعود البابا إلى أربيل للاحتفال بالقداس الإلهي في ملعب "فرانسو حريري"، ويختتم البابا زيارته إلى العراق في 8 مارس بحضور مراسم الوداع الرسمي في مطار بغداد قبل أن يغادر العراق عائدا إلى إيطاليا.