زيارة بابا الفاتيكان ترفع معنويات مسيحيي مصر بعد هجمات الكنائس
رويترز
عدد من المشاركين في القداس الذي أقامه بابا الفاتيكان، قالوا إن زيارته أسهمت في رفع روحهم المعنوية بعد عدة هجمات تعرضت لها الكنائس
ارتسمت السعادة والبهجة على شفاه ووجوه المسيحيين المصريين الذين شاركوا في القداس الذي ترأسه البابا فرنسيس باستاد في القاهرة يوم السبت، وقال عدد منهم إن زيارة البابا لمصر أسهمت في رفع روحهم المعنوية بعد عدة هجمات تعرضوا لها في الشهور الأخيرة.
وبدأ البابا زيارة قصيرة لمصر يوم الجمعة ويختتمها يوم السبت. وجاءت زيارته، التي تستهدف في جانب منها إلى تحسين العلاقات مع كبار رجال الدين الإسلامي وكذلك الكنيسة الأرثوذكسية، بعد 3 أسابيع فقط من مقتل 45 شخصا على الأقل في تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين في مصر.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أودى تفجير انتحاري استهدف كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بحياة 29 شخصا. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجمات الثلاثة.
وقال القس مخلص ناصر راعي إحدى الكنائس الكاثوليكية في الإسكندرية "زيارة البابا فرنسيس أكيد لها أثر نفسي قوي جدا.. ترفع من معنوياتنا وتعضدنا وتقوينا في خدمتنا وفي أننا نتمسك بوطننا وبالبقاء في وطننا حتى في الأوقات الصعبة".
وأضاف "زيارة البابا كمان (أيضا) نفسيا سببت فرحا لكل المسيحيين وبشكل خاص الطائفة الكاثوليكية".
وشارك بضعة آلاف أغلبهم كاثوليك في القداس الذي أقيم وسط إجراءات أمنية مشددة في استاد تابع للقوات المسلحة. وكانت طائرات هليكوبتر حربية تحلق فوق الاستاد.
وأعادت زيارة البابا فرنسيس ذكريات جميلة لزكريا جلوم الذي شارك في قداس أقامه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عندما زار مصر عام 2000. وهذه الزيارة الأولى للبابا فرنسيس لمصر وهو ثاني بابا يزور البلاد بعد البابا يوحنا.
وقال جلوم وهو يقف في طابور طويل استعدادا للتفتيش الأمني قبل دخول الاستاد "هذه فرصة طبعا كويسة (جيدة) جدا جدا أننا في مصر نقدر نستقبل البابا".
وأضاف "الزيارة جاءت في وقت مناسب تماما.. وترفع من الروح المعنوية وتقول إن مصر لا تزال بخير ولا تزال أمانا".
ورغم الطوابير الطويلة بسبب إجراءات الأمن والتفتيش كانت الابتسامة لا تفارق المشاركين، وارتدى أغلبهم ثيابا فاخرة ومبهجة وكأنهم في يوم عيد.
زيارة من السماء
داخل الملعب كان المشاركون يحتفلون قبل قدوم البابا على قرع الطبول وأبواق الفوفوزيلا على غرار مشجعي كرة القدم.. وكانوا يصفقون ويلوحون عندما تحلق طائرات الهليكوبتر من فوقهم.
وحمل المشاركون في القداس أعلام مصر والفاتيكان وحملوا بالونات وأطلقوها في الهواء بشكل جماعي لحظة دخول البابا لأرض الاستاد على سيارة جولف وطوافه حول الملعب.
وتعول السلطات في مصر على أن تسهم زيارة البابا في تحسين صورة البلاد الأمنية أمام العالم، وأن تسهم في تهدئة روع المسيحيين بعد سلسلة الهجمات التي تعرضوا لها على أيدي المتشددين الموالين لتنظيم داعش الإرهابي.
وقبل وصول البابا قال متحدث عبر مكبرات الصوت "مصر كانت في أشد الحاجة لهذه الزيارة" مضيفا أن "هذه الزيارة جاءت من السماء".
وقال رجل يدعى إيهاب محيي إن "الزيارة تدعم الوحدة الوطنية فعلا وتدعم فكرة أنه لا خوف إلا من ربنا وحده وأن البشر لا يخيف البشر وأن التفجيرات لن تفرق تماما في أن يأتي قداسة البابا لمصر وأن تقام احتفالية كهذه".
وأضاف "أرى أن الزيارة تسهم في رفع الروح المعنوية للشرطة والشعب والمسلمين والمسيحيين ولكل الناس".
واكتمالا لمظاهر البهجة والفرح بارك البابا فرنسيس زواج عروسين مسيحيين خلال القداس.