بورشه تسجل أول خسارة منذ إدراجها.. وتحول استراتيجي نحو محركات البنزين
سجلت شركة بورشه الألمانية لصناعة السيارات الرياضية أول خسارة لها منذ إدراجها في البورصة عام 2022.
جاء ذلك بعد أن تكبّدت خسائر تشغيلية بلغت نحو مليار يورو خلال الربع الثالث من عام 2025، في تحول مكلف نحو التركيز مجدداً على محركات البنزين والهجين بدلاً من التوسع في السيارات الكهربائية.
وأظهرت نتائج الشركة تراجعاً حاداً في الأداء، إذ سجلت خسارة تشغيلية بقيمة 967 مليون يورو مقارنة بأرباح بلغت 974 مليون يورو في الفترة نفسها من العام الماضي. كما لم يتجاوز صافي أرباح الأشهر التسعة الأولى من 2025 نحو 40 مليون يورو، مقابل 4 مليارات يورو في الفترة ذاتها من 2024.
ورغم أن بورشه لطالما كانت أحد أعمدة الربحية داخل مجموعة فولكسفاغن المالكة لـ75.4% من أسهمها، فإنها واجهت ضغوطاً متزايدة نتيجة تراجع الطلب على السيارات الكهربائية وضعف المبيعات في الصين، إلى جانب الرسوم الجمركية الأمريكية التي أثرت في نتائجها.
استعداد لـ"نقطة القاع"
وقال المدير المالي للشركة يوخن بريكنر إن عام 2025 سيكون “نقطة القاع” التي تسبق “تحسناً ملحوظاً” اعتباراً من 2026، موضحاً أن الشركة “تقبل عن وعي” نتائج ضعيفة في الوقت الحالي ضمن خطة لإعادة هيكلة تشكيلة طرازاتها. وأضاف أن بورشه خصصت مخصصات مالية بقيمة 1.8 مليار يورو عقب قرارها إلغاء مشروع سيارة هجينة كهربائية جديدة، مع تسريع إطلاق طرازات جديدة بمحركات بنزين وهجين.
وأشار بريكنر إلى أن هذه الخطوات “ضرورية لتعزيز مرونة وربحية بورشه على المدى الطويل”، مؤكداً أن العلامة التجارية ستركّز على جعل سياراتها “أكثر تميزاً وتفرداً وجاذبية” في سوق يعاني تباطؤاً.
وكانت الشركة قد خفضت توقعاتها لهامش التشغيل لعام 2025 إلى ما بين صفر و2% فقط، مقارنة بنسبة 14% في العام السابق، تماشياً مع استراتيجيتها الجديدة التي تعتمد على توسيع إنتاج السيارات المزودة بمحركات تقليدية، مع الاستمرار في تحديث الطرازات الكهربائية الحالية.
وفي السوق الصينية، التي تُعد أحد أهم أسواقها، تراجعت مبيعات بورشه بنسبة 26% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، بينما سجلت نموّاً يفوق 5% في الولايات المتحدة، رغم الأعباء الناتجة عن الرسوم الجمركية المفروضة على جميع سياراتها المصدّرة هناك بسبب غياب مصانع محلية، وهي رسوم قد تتراوح تكلفتها في “النطاق المئوي من ملايين اليورو”، بحسب الشركة.
وتزامناً مع هذه التحديات، أعلنت بورشه أن رئيسها التنفيذي أوليفر بلومه سيغادر منصبه بنهاية العام الجاري، ليخلفه مايكل لايترز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة ماكلارين. وسيواصل بلومه في الوقت نفسه مهامه كرئيس لمجموعة فولكسفاغن.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز