علاج محتمل لمرض "ستيفن هوكينج" ينتظر التجارب السريرية
دراسة وجدت أن إعطاء المزيد من الجلوكوز للخلايا العصبية المتأثرة بمرض التصلب الجانبي الضموري قد تكون إحدى طرق تحسين حالة هؤلاء المرضى
توصل فريق بحثي أمريكي من جامعة أريزونا إلى أن زيادة الجلوكوز يمكن أن تمنح الأشخاص المصابين بالتصلب الجانبي الضموري تحسينا في الحركة وعمرا أطول.
ومرض التصلب الجانبي الضموري هو ضمور يحدث بالجهاز العصبي بسبب ضمور الأعصاب الحركية والخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي، وهو مرض قاتل، ومن أشهر من أصيبوا به الفيزيائي الشهير ستيفين هوكينج.
وعرف الأطباء منذ فترة طويلة أن الأشخاص الذين يعانون التصلب الجانبي الضموري لديهم تغيرات في عملية الأيض تؤدي غالبا إلى فقدان الوزن بسرعة، في عملية تسمى فرط التمثيل الغذائي، حيث يستخدم الأشخاص الذين يعانون المرض طاقة أكثر أثناء الراحة مقارنة بغير المصابين.
وفي حين أن هؤلاء المرضى يكافحون في كثير من الأحيان من أجل الاستفادة الفعالة من الجلوكوز، وهو المكون الدقيق الذي يحتاجه الجسم لزيادة الطاقة، لم يعرف الخبراء بالضبط ما يحدث في خلايا المريض للتسبب في هذا الاختلال الوظيفي أو كيفية تخفيفه.
ووفق الدراسة التي نشرت اليوم في دورية "eLife" فإن إعطاء هؤلاء المرضى المزيد من الجلوكوز للخلايا العصبية المتأثرة بالمرض يلبي متطلبات الطاقة غير الطبيعية لديهم، وهذا يمكنهم من البقاء لفترة أطول ويعملون بشكل أفضل، ومن ثم فإن زيادة توصيل الجلوكوز إلى الخلايا قد تكون إحدى الطرق لتحسين حالة هؤلاء المرضى.
وأجريت هذه الدراسة على نموذج لذبابة الفاكهة، لأن العلماء لا يستطيعون إخراج الخلايا العصبية من الدماغ دون التسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه للمريض.
وقالت د.دانييلا زارنيسكو، أستاذة علم الأحياء الجزيئية والخلوية والباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره موقع جامعة ييل بالتزامن مع نشر الدراسة، إن ذباب الفاكهة يمكن أن يعلمنا الكثير عن الأمراض التي تصيب الإنسان، وفي المختبر استخدم الفريق البحثي المجاهر عالية القدرة لمراقبة الخلايا العصبية الحركية لذباب الفاكهة في حالتها اليرقية، مع إيلاء اهتمام وثيق لما حدث لو تم توفير المزيد من الجلوكوز.
وجد الفريق البحثي أنه عندما زادوا من نسبة الجلوكوز عاشت الخلايا العصبية الحركية مدة أطول وانتقلت بكفاءة أكبر، عندما أخذ الباحثون الجلوكوز بعيدا عن الخلايا العصبية تحركت يرقات ذبابة الفاكهة ببطء أكثر.
وأضافت زارنيسكو "هدفنا التالي هو إقناع الأطباء بإجراء تجربة سريرية أكبر لاختبار هذه الفكرة".