الانتخابات.. ضحية جديدة لـ"كورونا"
من الولايات المتحدة إلى بريطانيا وبولندا وإيران وسوريا، قررت هذه الدول تأجيل التصويت أو إلغاء التجمعات الانتخابية خشية فيروس كورونا
رفعت عدة دول الراية البيضاء أمام فيروس كورونا المستجد، معلنة تأجيل الاستحقاقات الانتخابات، خشية أن يكشر "الوباء العالمي" عن أنيابه داخل لجان التصويت.
فمن الولايات المتحدة غرب الكرة الأرضية إلى أوروبا (بريطانيا وبولندا) ثم الشرق (إيران وسوريا)، كانت قرارات هذه الدول ما بين تأجيل التصويت أول إلغاء التجمعات الانتخابية بها.
واكتفى رئيس بولندا أندريه دودا، الثلاثاء 10 مارس/آذار الجاري، بإلغاء التجمعات الجماهيرية الخاصة بحملته الانتخابية، كمحاولة لوقف انتشار فيروس كورونا، الذي أصاب 17 شخصا في بلاده.
وتشهد بولندا في مايو/أيار المقبل انتخابات رئاسية ستكون حاسمة لتحقيق آمال حزب القانون والعدالة القومي الحاكم في تطبيق برامجه.
لكن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي اعتبر أنه من السابق لأوانه التحدث عن تأثر الانتخابات بفيروس كورونا.
بريطانيا.. تأجيل لـ"التخفيف"
لم تمر سوى أيام معدودة حتى قرر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تأجيل الانتخابات المحلية التي كانت مقررة في مايو/أيار المقبل لمدة عام، كإجراء احترازي لاحتواء مخاطر تفشي الفيروس القاتل.
وتلقت هيئة المفوضية العليا لمراقبة الانتخابات في بريطانيا، الخميس، مطالب بضرورة تأجيل الانتخابات حتى الخريف "للتخفيف" من تأثير "كورونا"، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.
وتتأهب بريطانيا لتفشٍ أوسع لفيروس كورونا بعد تسجيل البلاد 40 حالة مؤكدة، فيما تعهد جونسون بتدخل الجيش عند الضرورة، لاحتواء الوباء.
لويزيانا الأمريكية
وبعد القرار البريطاني بساعات، أرجأت ولاية لويزيانا الأمريكية، الجمعة، الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي فيها، والتي كانت مقررة مطلع أبريل/نيسان المقبل، لأكثر من شهرين بسبب الوباء نفسه.
وزير الدولة الأمريكي كايل أردوين، المسؤول عن إجراء الانتخابات في لويزيانا، أعلن حالة الطوارئ في الولاية وتأجيل الانتخابات التمهيدية من 4 أبريل/نيسان إلى 20 يونيو/حزيران المقبل.
وتشتد المنافسة بين المرشحين الديمقراطيين جو بايدن، الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، والسيناتور بيرني ساندرز.
وتخطى عدد الإصابات في الولايات المتحدة، حتى الجمعة، حاجز 1700 حالة، مع 40 وفاة، وفق جامعة جونز هوبكينز الأمريكية.
سوريا.. مرسوم رئاسي
المشهد نفسه تكرر في سوريا؛ إذ أصدر رئيسها بشار الأسد، السبت، مرسوما بتأجيل انتخابات مجلس الشعب لنحو أكثر من شهر، ضمن جهود مكافحة كورونا.
وبموجب مرسوم الأسد، تم تأجيل الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في 13 أبريل/نيسان المقبل إلى 20 مايو/أيار 2020.
ورغم أن سوريا لم تسجل أي إصابات بفيروس كورونا، فإنها اتخذت عدة إجراءات؛ منها إغلاق المدارس وإلغاء معظم المناسبات العامة وتقليص ساعات العمل بالقطاع العام إلى الحد الأدنى لمنع انتشار الفيروس.
والجمعة، قالت الحكومة السورية إنه سيتم إيقاف جميع المناسبات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية، وسيتم إغلاق العديد من المؤسسات العامة أو تشغيلها بنسبة 40% مع تخفيض ساعات عملها.
جورجيا.. ثاني ولاية أمريكية
وفي ظل تزايد المخاوف من انتشار كورونا، قررت ولاية جورجيا الأمريكية، الأحد، تأجيل الانتخابات التمهيدية بها أيضاً حتى مايو/أيار المقبل، لتصبح ثاني ولاية يجبرها الفيروس على اتخاذ قرار مماثل بعد لويزيانا.
براد رافينسبيرجر، وزير خارجية ولاية جورجيا، قال إن القرار هو محاولة لحماية موظفي الاقتراع والناخبين، خاصة أن متوسط أعمار العاملين في الانتخابات يبلغ 70 عاما.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات التمهيدية في جورجيا يوم 24 مارس/آذار الجاري، قبل أن يتم تأجيلها لأكثر من شهرين.
إيران.. الثالثة عالمياً
ومع حلول إيران في المركز الثالث بقائمة مصابي فيروس كورونا عالمياً، قررت سلطات هذا البلد، الأحد، إرجاء المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، بحسب وسائل إعلام محلية.
وسُجل في إيران 10 آلاف حالة إصابة على الأقل بفيروس كورونا، فيما يؤكد خبراء أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير.
واتجهت قوات الأمن الإيرانية لإخلاء الشوارع في أنحاء البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية، في مسعى للسيطرة على انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).
وحتى الجمعة، أعلنت إيران 85 وفاة جديدة جراء الفيروس، في أعلى حصيلة يومية منذ أعلنت أولى حالات الوفاة في 19 فبراير/شباط الماضي.
وتوفي 514 شخصاً بالمجمل جراء الفيروس من بين 11364 إصابة مؤكدة في إيران، بحسب تقارير وزارة الصحة.
فرنسا تتحدى
في المقابل، دخلت السلطات الفرنسية في تحدٍ مع فيروس كورونا، معلنة فتح اللجان أمام الناخبين في الجولة الأولى للانتخابات البلدية، الأحد، والتي تشمل مجالس القرى والبلدات والمدن في جميع أنحاء البلاد.
ويتوقع أن يطغى انتشار فيروس كورونا على عملية التصويت، بعدما أصاب 4500 شخص وأدى إلى وفاة 91 شخصا بالبلاد، حتى السبت.
رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب أكد للمواطنين أن "الانتخابات يمكن أن تستمر ضمن إجراءات صارمة للنظافة".
ودُعي نحو 48 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع في 15 و22 من الشهر الجاري، لانتخاب أكثر من 500 ألف عضو مجلس بلدي سيقع عليهم لاحقاً اختيار رؤساء 34970 بلدية لـ6 سنوات.
إثيوبيا.. تأجيل اضطراري
وفي السياق نفسه، أعلن مجلس الانتخابات الإثيوبي "هيئة دستورية مستقلة"، عن تأجيل إجراء الانتخابات العامة بسبب فيروس كورونا والتي كانت مقرر عقدها في 29 أغسطس/آب المقبل.
وقال المجلس، في بيان، إنه لم يتمكن من تسجيل الناخبين، وتعيين مسؤولي الانتخابات والتدريب وتوزيع المواد اللازمة لتسجيل الناخبين التي تتطلب استكمالها في وقت مبكر، ما دعاه إلى تأجيل إجراء الانتخابات لحين إشعار أخر.
وانتخابات أغسطس/آب 2020 التي قرر مجلس الانتخابات تأجيلها بسبب لحين إشعار آخر، هي السادسة من نوعها منذ إقرار البلاد الدستور الوطني عام 1994، وإجراء أول انتخابات عام 1995.
ويتوقع أن يشارك في الانتخابات التشريعية 55 مليون ناخب بأكثر من 48 ألف مركز اقتراع بمختلف الدوائر الانتخابية في البلاد، بحسب رئيسة مجلس الانتخابات الإثيوبي برتكان ميدكسا.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز