كورونا والاكتئاب.. خبراء يحذرون من التأثير النفسي للفيروس
خبراء يحذرون من خطورة الحجر الصحي الذي يفرضه كورونا وما يخلفه من انهيار التواصل الاجتماعي بين الأشخاص الأكثر عرضة للوحدة مثل كبار السن
قال خبراء نفسيون إن فيروس كورونا المستجد ذو "تهديد مزدوج" عضوي ونفسي، إذ يحرم كثيرين من عادات اجتماعية مختلفة، مع فرض الحجر الصحي بمناطق عديدة وعزل الأشخاص أنفسهم، حفاظا على صحتهم وتجنب التقاط العدوى.
ورغم أهمية الحجر الصحي وسط التفشي السريع للفيروس حذر الخبراء من تطبيقه بطريقة خاطئة تؤثر سلبا على الصحة النفسية، مشددين على ضرورة البقاء على اتصال الأشخاص بالمقربين منهم خلال فترة الحجر الصحي.
ووصف بعض الخبراء النفسيين كورونا الجديد بأنه "تهديد مزدوج" عضوي ونفسي، مشيرين إلى أنه حرم كثيرين من عادات اجتماعية مختلفة، مثل الذهاب للنوادي وحضور الطقوس الدينية وزيارة الأقارب والتسوق في المراكز التجارية أو حتى الذهاب إلى المدرسة والجامعة والعمل ولقاء الزملاء والأصدقاء.
نقل موقع "فوكس" الأمريكي عن الخبراء قولهم إن الوحدة تسبب الشعور بالقلق على المدى الطويل، ما يؤدي إلى إفراز مستمر لهرمون التوتر "الكورتيزول"، الذي يزيد مستويات الإصابة بالالتهابات في الجسم ويدمر الأوعية الدموية وأنسجة أخرى، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والاكتئاب والسمنة والوفاة المبكرة.
وقال الخبراء: "يمكن أن يكون التواصل عن طريق التحدث لأحدهم عبر الهاتف أو محادثات الفيديو أو وسائل التواصل الاجتماعي مفيد، حتى لا تصبح منعزلا بالمعنى الحرفي عن العالم الخارجي، ما يزيد الوضع سوءا ويصيب عددا كبيرا بأمراض نفسية أبرزها الاكتئاب"، محذرين من الوقوع فريسة لهذه العادات السيئة.
قالت أبريل كاراواي، من مجلس مقاطعة ترمبل للصحة العقلية والتعافي "آليات التأقلم مع الوضع الجديد يمكن أن تدفع البعض إلى شرب الكثير من الكحول أو اللجوء إلى المخدرات أو العزل الزائد للذات دون أي نوع من الاتصال بالعالم الخارجي".
وأضافت أنه من المهم دائما الخروج، موضحة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها الحفاظ على النشاط وممارسة التمارين الرياضية حتى أثناء الحجر الصحي.
وحذر خبراء نفسيون من أن كوفيد 19 يهدد بركود اجتماعي مثلما فعل اقتصاديا، أي انهيار في التواصل الاجتماعي لا سيما بين الأشخاص الأكثر عرضة للوحدة والعزلة مثل كبار السن وأصحاب الهمم، حسب موقع "فوكس" الأمريكي.
وقال إيريك ليننبيرج عالم اجتماع بجامعة نيويورك "نحن الآن رسميا في حالة وباء. لكننا دخلنا أيضا مرحلة جديدة من الألم الاجتماعي، سيكون هناك معدل من المعاناة الاجتماعية المرتبطة بالعزل".
تعتبر الوحدة والعزلة مشكلات صحية أيضا مثل كورونا المستجد، ووجد باحثون أن الآثار الصحية للوحدة مروعة، وأن العزلة الاجتماعية ترتبط بزيادة معدلات الوفاة المبكرة لأي سبب، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 50% وخطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 29%، وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 32%.
وقضى فيروس كورونا المستجد، المعروف علميا باسم (كوفيد-19) على 5808 أشخاص حول العالم، أغلبهم في الصين منشأ الوباء، وأصاب أكثر من 153377 آخرين. ورغم عدم التوصل لعلاج فعال لهذا المرض فإن نحو 75 ألفا و559 شخصا تعافوا منه.