"لهجة المحاربين".. بوتين يعيد أجواء الحرب الباردة
محللون فرنسيون اعتبروا أن الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة لم تنته بعد واصفين فلاديمير بوتين بـ"عراب" هذه الحرب.
قال محللون فرنسيون إن "لهجة المحاربين"، التي ينتهجها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاباته، لاسيما خلال حملته الانتخابية مؤخرا، تغذي مخاوف عدم انتهاء الحرب الباردة.
تلك المخاوف رصدتها صحيفة "ألزاس" الفرنسية، ونقلت رد منظمة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" على إعلان الرئيس بوتين، أمام برلمان بلاده، بأن روسيا لديها أسلحة فتاكة لا تقهر وأنه سيستخدم كل الوسائل الضرورية لتحييد نظم الأسلحة الغربية، بأنه "لا نريد حرب باردة جديدة".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه على الرغم من أن تلك التصريحات التي أدلى بها قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 من الشهر الجاري، موجهة إلى شعبه لكسب أصواتهم، إلا انها أثارت مخاوف الدول الغربية.
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الحرب الباردة لن تنتهي أبدا، وأن "الرئيس بوتين أصبح عرابا لتلك الحرب"، مشيرة إلى أنه من الخطأ اعتبار مضمون ذلك الخطاب مجرد خطاب انتخابي لكسب الأصوات، وأن تأثيره سيذهب بمجرد الانتهاء منها.
وذكّرت الصحيفة بما قاله أندريا جراتشيف، المتحدث الرسمي السابق باسم الرئيس الروسي الأسبق ميخائيل جورباتشوف، في كتابه "ما قبل اندلاع الحرب الباردة"، أن "بوتين، والعديد من الروس يرون أن تلك الحرب لن تنتهي مع الولايات المتحدة".
وأضاف جراتشيف أن تلك الحرب الجديدة نوع ستخلق نوع من الفوضى يصعب التنبؤ بها، على عكس الحرب الباردة السابقة التي كانت تعد بمثابة شكلا من أشكال الاستقرار لميزان القوى في العالم".
وتابع "عندما تكون الميزانية العسكرية الأمريكية الآن بمقدار 10 أضعاف ميزانية روسيا، فإن الأخيرة تصبح قوة فقيرة".
إلا أن صحيفة "ألزاس" الفرنسية لفتت إلى أن الطموح الروسي في عودة الاتحاد السوفيتي، وعدم انتهاء الحرب الباردة بين الغرب وروسيا، بدا واضحا بضم جزيرة القرم، والأزمة الأوكرانية 2014.
سوريا حرب جيوسياسية
أما سوريا فهي صورة أخرى للحرب الباردة، إلا أن ما فعله بوتين بدمشق "يعد بمثابة توسعا جيوسياسيا، للنفوذ الروسي في منطقة حيوية في الشرق الأوسط"، بحسب"ألزاس" الفرنسية.
ووفقا لاستطلاع معهد ليفادا المستقل نقلت الصحيفة أن الحرب الروسية في سوريا هي الحدث الذي يسيطر على اهتمام الروس بنسبة 49% خلال 2017، مشيرا إلى أن الهدف المعلن لتلك الحرب كان مكافحة الإرهاب غير أن التهديد الإرهابي داخل موسكو لن يتوقف.
ومن جانبه، قال دينيس فولكوف، الباحث بمعهد ليفادا المستقل، إن "بوتين لا يبحث على شعبيته في سوريا، كما هو الحال في أوكرانيا"، موضحا أن الغزو الروسي لسوريا هدفه جيوسياسي، إذ أراد أن تفرض روسيا نفسها على ساحة الشرق الأوسط.
وتابع أنه "نجح بالفعل بمساعدة وسائل محدودة تشمل 40 طائرة و5 آلاف جندي في الحصول على كل ما يريده".
وأكد "فولكوف" أن "كل هذه الأمور تعد مؤشرات على حرب باردة جديدة، في ظل عملاء مزدوجين وقتل بالسم في إشارة إلى سيرجي سكريبال".
ونقلت الصحيفة عن بوتين، قوله خلال أحد لقاءاته الانتخابية إن "سقوط الاتحاد السوفيتي، أكبر كارثة جيوسياسية في القرن الماضي"، موضحة أن" بوتين بذلك يحاول التغلب على تلك الكارثة بمد نفوذه منذ عام 1999 من أوكرانيا إلى سوريا.