«منع ترشح ترامب».. سيناريوهات عدة تمر على «جسر العنف»
يرى كثر أن المحكمة العليا الأمريكية لن تستبعد دونالد ترامب من الانتخابات الرئاسية، للحفاظ على السلم المجتمعي، لكن العكس يبقى احتمالا.
هذا ما رآه خبراء قانون ومحللون سياسيون وأمنيون استطلعت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية آراءهم لبحث سيناريوهات ما بعد استبعاد ترامب المحتمل.
- دونالد ترامب.. من رئيس سابق منبوذ إلى المرشح الجمهوري الأوفر حظا
- كيف سيختار ترامب نائبه؟ «الملياردير» يحدد المعايير
واعتبروا أن الحكمة التقليدية ترجح أن المحكمة ستميل للحفاظ على السلام أكثر من القانون وبالتالي لن تستبعد ترامب من الترشح حتى لو كان بالفعل «متمردا». لكن ماذا لو خالفت المحكمة التوقعات وتبنت قرارا صادما؟
وخلال أيام تبدأ المحكمة العليا الأمريكية جلسات استماع حول منع الرئيس الجمهوري السابق من الترشح مجددا لانتخابات الرئاسة لاتهامه بانتهاك التعديل الـ14 للدستور ودعمه لتمرد 6 يناير/كانون الثاني واقتحام الكابيتول.
العنف محتمل
وفي هذا الإطار قالت راشيل كلاينفيلد، وهي زميلة بارزة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن المخاوف من أن يؤدي القرار إلى أعمال عنف جماعية على غرار ما حدث في 6 يناير/كانون الثاني، ليست في محلها، معتبرة أن "العنف محتمل بغض النظر عما يحدث".
وأشارت إلى أن فشل ترامب في حشد أعداد كبيرة من أنصاره في الفترة الماضية، رغم انتكاساته القضائية المتعددة لكنها اعتبرت أن تغريداته يمكن أن تحفز أتباعه لتهديد قضاة أو مدعين أو شهود وقد يثير قرار المحكمة احتجاجات مسلحة في العاصمة أو أعمال عنف فردية في ولايات مثل كولورادو لكنها استبعدت حدث كبير مثل اقتحام الكابيتول.
وقالت إنه إذا لم تستبعد المحكمة ترامب فمن المحتمل أن يؤدي خطابه وأسلوب حملته إلى حوادث عنف، وأضافت أنه إذا خسر الانتخابات، فمن المرجح أن ينخرط أنصاره في أعمال عنف كبرى أيضا.
أما إذا فاز، وفق المحللة، فلدى ترامب خطط لإنشاء معسكرات اعتقال وترحيل جماعية كما أنه أعلن رغبته في استخدام قانون التمرد لنشر الجيش في الشوارع الأمريكية، وإساءة استخدام الشرطة الفيدرالية وقد يؤدي عنف الشرطة إلى تحول الاحتجاجات المحتملة ضد تنصيبه من سلمية إلى أعمال شغب.
تعزيز شرعية المحكمة
فيما قال أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا آرون تانج إن قرار المحكمة بعدم أهلية ترامب سيأتي بمخاطر كبير حول رد فعل أنصاره المستعدين للتورط في أعمال عنف نيابة عنه. كما أن استخدام التعديل الـ14 سيمثل إغراء لاستخدامه في المستقبل لأغراض حزبية حتى في ظروف بعيدة عن التمرد.
في المقابل، سيعزز القرار، الشرعية العامة للمحكمة وسيرى الديمقراطيون والمعتدلون الذين يعارضون ترامب أنها أقل حزبية، وفق تانج.
وعلى حد قول المحلل الأمريكي، قد يمنح القرار القضاة المحافظين قدرا من رأس المال السياسي الذي يمكن إنفاقه في مكان آخر لتعزيز تفضيلات المحافظين في قضايا بعينها.
لن يكون قرارا حزبيا
بدوره، يقول أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا ريتشارد إل هاسن، إن الناس سيغضبون أيا كان قرار المحكمة، مشيرا إلى أن الأسئلة التي تطرحها القضية معقدة ولا يوجد إلا سوابق قليلة يمكن للمحكمة الاعتماد عليها وبالتالي سينظر الكثيرون إلى أي حكم يتعارض مع وجهة نظرهم بعين الريبة.
وإذا صدر الحكم بأن ترامب غير مؤهل فسيكون من الصعب تصويره على أنه قرار "حزبي" أو "ليبرالي" لأنه لا يوجد سوى ثلاثة قضاة معينين من قبل الديمقراطيين في المحكمة، وفق إل هاسن.
لكنه عاد وقال إن "استبعاد مرشح لديه الملايين من الأنصار الأقوياء في خضم الانتخابات ينطوي على خطر حدوث اضطرابات اجتماعية خلال فترة من الاستقطاب السياسي الشديد".
أعمال عنف
ويقول عزيز حق أستاذ القانون في جامعة شيكاغو، إنه إذا اتبعت المحكمة الحقائق الدامغة والقانون، فستجد أن ترامب غير مؤهل لكنه لا يتوقع أن تحكم المحكمة بهذه الطريقة.
وأضاف أنه إذا قررت المحكمة عدم أهلية ترامب فسيؤدي إلى موجات متسلسلة ومتداخلة من المقاومة وسيعتبره أنصاره تدخلا من الدولة العميقة وسيزيد من حدة الخطاب والأفعال العنيفة التي يقوم بها البعض.
مقاطعة الجمهوريين للانتخابات
ورجحت أشلي جاردينا أستاذ مساعد في السياسة العامة بجامعة فيرجينيا، حدوث اضطرابات في حال استبعاد ترامب، لكن محاكمة العديد من أنصاره بعد اقتحام الكابيتول قد تردع أي ردود فعل عنيفة واسعة النطاق.
وقالت جاردينا إن حرمان ترامب من الترشح سيؤدي إلى إقبال أقل من الناخبين الجمهوريين على الانتخابات المقررة الخريف المقبل.
تجاهل القرار
واعتبر المستشار الجمهوري والمعلق السياسي سكوت جينينغز أن المحكمة ستمزق البلاد إذا حكمت بعدم أهلية ترامب.
وقال لن يكون أمام الرئيس جو بايدن أي خيار سوى التنحي، لأن أغلب الأمريكيين وكل الجمهوريين يرون أنه وحزبه دبروا شخصيا التخلص من منافسه الذي يتفوق عليه في استطلاعات الرأي.
وتوقع أن العديد من الولايات التي يديرها الجمهوريون ستتجاهل المحكمة وتضع ترامب على بطاقة الاقتراع حتى لو رشح الحزب شخصًا آخر وحتى في الولايات التي لن يظهر فيها على البطاقات، ستكون هناك عمليات واسعة النطاق لكتابة اسمه.
aXA6IDMuMTQzLjIzNS4xMDQg
جزيرة ام اند امز