نجاح الحمل بعد الإجهاض مباشرة.. كل ما تحتاجين معرفته
تقلق أي أنثى بشأن الحمل بعد الإجهاض، لكن فقدان الطفل لا ينبغي أن يؤثر على الخصوبة في المستقبل، فمتى يمكن البدء في محاولة جديدة؟.
يمكن أن يكون الإجهاض مدمراً، إذ تشعر النساء اللواتي حاولن الحمل لفترة طويلة أو اللواتي قضين فترة طويلة نسبياً في الحمل بصدمة شديدة.
وعلى الرغم من أن الإجهاض مأساوي فإنه شائع أيضاً، فنحو 1 من كل 4 حالات حمل تنتهي بالإجهاض، لذلك لا تشعري بالوحدة لأنك لست المعرضة الوحيدة لهذه الكبوة.
بالنسبة للنساء اللاتي تعرضن للإجهاض لا يوجد حل واحد يناسب الجميع للتغلب على الحزن، وبينما يبدأ البعض في محاولة الحمل مرة أخرى على الفور، يستغرق البعض الآخر شهوراً أو سنوات للتغلب على عبء التجربة العاطفي.
ولا يعني الإجهاض أنكِ غير قادرة على الحمل، ووفقاً للأطباء فإن المرأة إذا تعرضت لإجهاض واحد فإن فرصتها في الحصول على حمل ناجح لا تختلف عن فرصة أي أنثى أخرى لم تجرب الأمر.
بالأرقام، يجزم الأطباء أن 85٪ من النساء اللاتي تعرضن للإجهاض سيحملن بنجاح في المرة القادمة التي يحملن فيها، وحتى بالنسبة للنساء اللاتي تعرضن للإجهاض المتعدد فإن احتمالات نجاح الحمل جيدة جدًا وبنسبة 75٪.
إذاً، ما الذي يسبب الاجهاض؟ ومتى يمكنك الحمل بعد الإجهاض مباشرة؟ وهل سيكون من الآمن والسهولة فعل ذلك؟.
ما الذي يسبب الإجهاض؟
الإجهاض هو فقدان تلقائي للحمل قبل الأسبوع العشرين، وتحدث العديد من هذه الحالات بسبب عدم نمو الجنين بشكل طبيعي، كما تتسبب مشاكل كروموسومات الطفل في نحو 50% من فقدان الحمل المبكر.
تحدث معظم مشاكل الكروموسومات هذه عن طريق الصدفة حيث ينقسم الجنين وينمو، على الرغم من أنه يصبح أكثر شيوعاً مع تقدم النساء في العمر.
وفي بعض الأحيان، قد تؤدي حالة صحية مثل ضعف السيطرة على مرض السكري أو مشكلة في الرحم إلى الإجهاض، ومع ذلك غالباً ما يكون سبب الإجهاض غير معروف.
ونحو 8 إلى 20% من حالات الحمل المعروفة تنتهي بالإجهاض، ومن المحتمل أن يكون العدد الإجمالي لحالات الإجهاض الفعلي أعلى لأن العديد من النساء يتعرضن للإجهاض قبل أن يعرفن أنهن حوامل.
ما مدى سرعة الحمل بعد الإجهاض؟
في حين أنه من الآمن ممارسة الجنس بعد فترة وجيزة من الإجهاض، يجب على النساء التفكير في الانتظار شهرين للحمل مرة أخرى، وفقاً للدكتورة زيف ويليامز، مدير برنامج فقدان الحمل المبكر والمتكرر "PEARL" في مركز مونتيفيوري الطبي وكلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك.
ونقل موقع "parents" عن الدكتورة ويليامز قولها: "من المرجح أن تحاول المرأة الحمل بعد دورة شهرية كاملة واحدة بعد الإجهاض بأمان".
وقد تحدث الإباضة لدى النساء في أقرب وقت بعد أسبوعين من الإجهاض، بافتراض فقدان الطفل قبل 13 أسبوعاً، لكن الدورة الشهرية تستغرق شهرين بشكل عام.
يضمن الانتظار لمدة شهرين كاملين أو دورة شهرية كاملة وطبيعية، والتي تستغرق عموماً نحو شهرين، أن هرمون الحمل قد انخفض إلى مستويات منخفضة جدًا بحيث لا يمكن اكتشافها.
أيضاً ستكون بطانة الرحم قد عادت إلى وضعها الطبيعي، ما يجعلها قابلة لاستقبال الجنين المخصب في المستقبل.
ووفقاً للطبيبة، عند محاولة الحمل الناجح بعد الإجهاض، فإن الهدف هو "إعادة ضبط" الجسم عن طريق السماح بدورة شهرية كاملة.
وقالت: "إذا حاولت المرأة الحمل على الفور قبل زوال هرمونات الحمل الناتجة عن الإجهاض من جسدها، فقد تتلقى نتيجة إيجابية كاذبة في اختبار الحمل".
وعلى العكس من ذلك، قد يلتقط الطبيب عن طريق الخطأ انخفاض مستويات هرمون الحمل من الإجهاض ويستنتج أنها تُجهض الحمل الثاني، حسب ويليامز.
بشكل عام، أوصت الطبيبة بالانتظار نحو 6 أسابيع بعد حالة الإجهاض الأولى، خاصة إذا وقعت في الثلث الأول من الحمل، لإجراء الاختبار.
كيفية الحمل بعد الإجهاض مباشرة
من الآمن البدء بمحاولة الحمل بعد الإجهاض مرة أخرى بمجرد توقفك عن النزيف، لأن ممارسة الجنس مع استمرار النزيف أمر محفوف بالمخاطر لأنه يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، وفقاً لموقع "infertilitytexas".
لكن بعد اختفاء النزيف من الآمن المحاولة مرة أخرى على الفور، حيث يحدث التبويض بعد نحو أسبوعين من الإجهاض، لذا يمكن أن تحاول النساء ثانية حتى قبل عودة الدورة التالية.
الحمل بعد الإجهاض لا يختلف عما كان عليه في البداية، إذ تحتاج المرأة إلى محاولة الجماع في أقرب وقت ممكن من الإباضة، وممارسة الجنس كل يومين في الأيام التي تسبقه أيضاً.
إضافة إلى التوصيات العامة للتخطيط للحمل، مثل الحفاظ على نظام غذائي مغذي والبدء في تناول فيتامينات ما قبل الولادة، يجب على الأمهات الحوامل التحقق من سلامتهن العاطفية.
وشرحت أليس دومار، الأستاذ المساعد في طب التوليد وأمراض النساء وعلم الأحياء التناسلي في جامعة هارفارد الطبية: "لا تجعلي رغبتك في الحمل ببساطة سببها أن يحل الحمل الجديد محل الذي أجهض".
وقالت: "ابدأي بالمحاولة عندما تشعرين بأنك مستعدة حقًا للنتيجة، سواء كان ذلك لا يتعلق بالحمل أو حدوث حمل وخسارة أخرى أو الحمل وإنجاب طفل".
وأهم شيء: اسأل طبيبك دائمًا متى يجب أن تحاول الحمل مرة أخرى، حيث تختلف كل حالة إجهاض عن الأخرى، ويمكن لطبيبك أن ينصحك بصحتك الشخصية.
هل الحمل بعد الإجهاض سهلاً وآمناً؟
من غير الواضح ما إذا كانت الخصوبة تزداد بعد الإجهاض أم لا، لكن هناك دراسة أجراها المعهد الوطني الأمريكي للصحة في عام 2016 أبدت نتائج طيبة.
ودرس البحث، الذي نشر في مجلة "Obstetrics & Gynecology"، حالة أكثر من 1000 امرأة، ووجد أن 70٪ حملن في غضون 3 أشهر من الإجهاض.
بالنسبة لمدى آمان الحمل بعد الإجهاض مباشرة، فإن احتمالات حدوث حمل صحي ناجح بعد الإجهاض هي بالتأكيد في صالحك.
ووفقًا لجمعية الحمل الأمريكية "APA"، فإن 85% على الأقل من النساء اللاتي تعرضن للإجهاض سيواصلن حملهن الصحي الكامل بعد ذلك.
لكن يجب الأخذ في الاعتبار حالة المرأة البدنية بعد الإجهاض، لأنه ليس مجرد صدمة عاطفية بل جسدية أيضاً.
الحمل يغير جسمك بسرعة، كما أن الانتقال من حالة الحمل إلى عدمه له أثره أيضًا لأن هرموناتك تتحول بسرعة، وإذا حدث إجهاض في وقت لاحق من الحمل يجب أن يتقلص الرحم ويطرد جسمك ما تبقى من الحمل وهذه الأشياء تأخذ وقتاً.
في حين أن معظم النساء قادرات على اجتياز الإجهاض دون مضاعفات صحية جسدية خطيرة، فإن البعض يتعرض لهذه المضاعفات الشائعة:
- إجهاض غير كامل، ويحدث عندما لا يطرد جسمك الحمل بشكل كامل.
- عدوى حيث يكون رحمك أكثر عرضة للعدوى أثناء الإجهاض.
- نزيف شديد، خاصة إذا لم يكتمل الإجهاض من تلقاء نفسه أو إذا كان حملك بعيداً نسبياً.
- فقر دم، حيث يتسبب فقدان الدم الناتج عن الإجهاض في بعض الأحيان في ذلك.
إذا كنت تعانين من مضاعفات متعلقة بالإجهاض، فمن المهم التحدث إلى طبيبك قبل محاولة الحمل مرة أخرى، فضلاً عن الامتناع عن ممارسة الجنس حتى تحصلي على الضوء الأخضر من طبيبك للمحاولة مرة أخرى.