الحجاج يتوافدون لصعيد عرفة لأداء الركن الأعظم
عمليات نقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة تتم باستخدام الحافلات وفق تنظيم خاص يحقق جميع الإجراءات الاحترازية الصحية للوقاية من فيروس كورونا
بدأ حجاج بيت الله الحرام في التوافد إلى صعيد عرفة لقضاء ركن الحج الأعظم من الفريضة منذ فجر الخميس، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
والتزم الحجاج بالإجراءات الوقائية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد، وأبرزها تحقيق التباعد المكاني، لضمان سلامة ضيوف الرحمن والكوادر المشاركة في خدمتهم.
وقامت السلطات السعودية بتجهيز المخيمات في عرفة لاستقبال الحجاج الذين توفدوا إليه بعدما أمضى أغلبهم ليلتهم في منى، فيما يعرف بيوم التروية.
وحرصت السلطات السعودية المنظمة للحج على اتخاذ الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا في تلك المخيمات وفي مقدمتها التباعد بين الحجاج والتعقيم وضمان أدوات السلامة والصحة.
وقد أشرفت وزارة الحج والعمرة السعودية، على تصعيد ضيوف الرحمن من مشعر منى إلى مشعر عرفات بالتعاون مع الجهات المختصة، وسط خدمات متكاملة، ليؤدي حجاج بيت الله الحرام حجهم بسلام آمنين.
وعملية التفويج من المهام التي تقوم بها الوزارة بطريقة مجدولة تتضمن وقت التصعيد إلى عرفات، النفرة إلى المزدلفة، ومن ثم التوجه بعد ذلك إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة، وصولًا إلى رمي جمرات أيام التشريق الثلاثة.
وأكدت الوزارة اكتمال جاهزية استقبال الحجيج في مشعر عرفة، وتوفير الخدمات ووسائل السلامة والمراكز الصحية كافة لضيوف الرحمن.
كما تم تزويد الحجاج بمجموعة من الأدوات والمستلزمات، التي تساعدهم على أداء نسكهم بسهولة، ومن ذلك "الإحرام الطبي"، و"المعقمات" و"حصى الجمرات المعقمة"، و"الكمامات" و"سجادة للصلاة" و"مظلة للوقاية من ضربات الشمس".
ويؤدي حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا بأذان واحد وإقامتين، وذلك بعد أن يستمعوا إلى خطبة عرفة في مسجد نمرة، الواقع في غرب مشعر عرفة، ويدعوا بما تيسر لهم تأسيا بالسنة النبوية.
وبعد غروب شمس 9 من ذي الحجة تسير قوافل الحجيج صوب مشعر مزدلفة بسكينة وطمأنينة، ليصلوا بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين فور وصولهم.
ويبيتوا ليلتهم هناك ملبيين ذاكرين شاكرين الله على فضله وإحسانه بأن كتب لهم شهود وقفة هذا اليوم العظيم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة".
ويظل ضيوف الرحمن بمزدلفة حتى فجر 10 ذي الحجة، لأن المبيت بمزدلفة واجب، حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بها الفجر.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة 10 ذي الحجة لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط)، ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية المقدم طلال الشلهوب، اكتمال الاستعدادات لاستقبال الحجاج على صعيد عرفة وأداء شعائر الحج الذي يتم هذا العام وفق إجراءات صحية مشددة، تضمن تحقيق التباعد بين الحجاج في مختلف المواقع التي يتواجدون فيها لأداء مناسك الحج.
وذكر المقدم طلال الشلهوب أن عمليات النقل إلى المشاعر المقدسة تتم باستخدام الحافلات وفق تنظيم خاص يحقق جميع الإجراءات والتدابير الاحترازية الصحية للوقاية من فيروس كورونا، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية.
وقال إن الجهات الأمنية تفرض طوقا أمنيًا محكما حول المشاعر المقدسة لتنفيذ التعليمات، التي تقضي بمنع الدخول إليها أو التواجد فيها بدون تصريح من الجهات المختصة وحتى نهاية موسم الحج، وضبط المخالفين وتطبيق العقوبات المقررة بحقهم.