الخيل في الأدب العربي.. من امرئ القيس إلى محمد بن راشد
صدور كتاب "قصائدي في حب الخيل" أحدث كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جدد التنقيب في تراث العرب عن حضور الخيل في الأدب القديم والمعاصر
جدد صدور كتاب "قصائدي في حب الخيل" أحدث كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التنقيب في تراثنا العربي عن حضور الخيل العربي في أدبنا القديم والمعاصر.
ولم يكن من الغريب أن يرتبط الخيل بأبيات صارت من أشهر عيون الشعر العربي، ومن ذلك قول امرئ القيس واصفا الحصان في معلقته الشهيرة:
مكر مفر مقبل مدبــــــــــــر معا كجلمود صخر حطه السيف من عل
ولعل شهرة البيت القائل: "الخيل والليل والبيداء تعرفني.. والسيف والرمح والقرطاس والقلم"، ليس راجعا فقط لشهرة صاحبه المتنبي، وإنما لاحتوائه مفردات ارتبطت دائما بمشاهد البطولة والفداء والفخر على مدار تاريخ أمتنا العربية والإسلامية.
يظل العرب هم أصحاب السبق في الاهتمام بقصص الخيول وصفاتها واستلهامها في الأدب العربي شعرا ونثرا، ابتداء من الشعراء الجاهليين، حيث سجل الخيل العربي، وهو من أعرق سلالات الخيول في العالم وأغلاها ثمنا، حضورا قويا عند العديد من شعراء العرب القدماء، ممثلا لكثير من المعاني المتصلة بالفخر والاعتزاز باتصال النسب والشجاعة والفروسية، ومن ذلك قول الأخطل:
أحبُّوا الخيل واصْطبروا عليها ... فإنَّ العِزَّ فيها والجمـــالا
إذا ما الخيلُ ضيَّعها رجـــــالٌ ... ربطناها فشاركت العيالا
فالعناية بالخيول تقليد عربي أصيل سجله أحد الشعراء بقوله:
بني عامر إن الخيول وقـــــــاية والـمـــــــــــــوت وقت مؤجـــل
أهينوا لها ما تكرمون وباشروا صيانتها والصون للخيل أجمـل
فكان العربي في الجاهلية إذا تأكد من أصالة فرسه وسلامة عرقه وصفاء نسبه وحسبه، كان يتعامل مع الحصان بصفته كنزا ثمينا وجزءا أصيلا من وجوده الإنساني؛ يقضي أوقاته في إعداده الإعداد الجيد وتدريبه التدريب المناسب الذي يعزز مقدرته على الصبر والثبات والجلد وشدة التحمل، وترك التشكي.. فإذا تم له ذلك فرح به واستبشر واطمأن عندما يجد الجد، وعندما تبعث الحرب ذميمة، وعندما يقارع الأعداء مدافعا أو غازيا.
وكذلك فقد سجل الخيل حضوره كمظهر من مظاهر الحياة اليومية عند العرب، كقول عنترة بن شداد:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالةِ سابحٍ نَهْدٌ تعـاوَرُهُ الكُمــــاةُ مكلمِ
ولم يكن حضور الخيول في الشعر العربي مرتبطا بالشعر القديم فقط، بل نرى له حضورا كرمز عربي أصيل ممتد يدل على الشجاعة والفروسية والإقدام، ينعى من خلاله تراجع الفعل العسكري العربي المؤثر، كقول أمل دنقل في قصيدته "الخيول": "الفتوحات في الأرض مكتوبة بدماء الخيول / وحدودُ الممالك رسمتها السنابك/ والركابان: ميزان عدل يميل مع السيف/ حيث يميل/ اركضى أو قفى الآن..".
وكذلك نجدها تتجلى كرمز للعرب في أشعار الشاعر الكبير محمود درويش في بعض نصوصه كقوله:
ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟
ـ لكي يؤنس البيت ، يا ولدي،
فالبيوت تموت إذا غاب سكانها…
تفتح الأبدية أبوابها من بعيدٍ،
لسيارة الليل. تعوي ذئاب
البراري على قمر خائف. ويقول
أب لابنه: كن قوياً كجدّك!
وبلغت هذه القصيدة قدرا كبيرا من الأثر، لدرجة دفعت الفنانة التشكيلية الفلسطينية تمام الأكحل محاكاتها في لوحة بعنوان "لا تتركوا الحصان وحيدا".
وصدر الإثنين، كتاب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالتزامن مع انطلاق كأس دبي العالمي للخيول في 30 مارس/آذار 2019، منصة عالمية تتنافس فيها أفضل الخيول في العالم، وأثبت نفسه كواحد من أهم سباقات الخيول حول العالم، وفي كل عام يتوافد سكان الإمارات وزائروها من جميع أنحاء العالم إلى مدرج ميدان لمتابعة سباقات الفروسية المشوقة.
وشهد حفل إطلاق قصائد حاكم دبي، الذي أقيم في ميدان، الثلاثاء، عقد جلسة شعرية بحضور عدد من الكتاب والمثقفين والشخصيات الإعلامية؛ لقراءة أحدث قصائد حاكم دبي.
وأعلنت منى المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، إطلاق الكتاب بالتزامن مع كأس دبي العالمي للخيول، ويجمع 18 قصيدة باللغتين العربية والإنجليزية، ويتضمن أعمالاً فنية تجسد كلمات القصائد.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA= جزيرة ام اند امز