لياقة بايدن الذهنية.. سؤال حائر في واشنطن يقلق العالم
أثار مقطع للرئيس الأمريكي، جو بايدن وهو "يصافح الهواء" للمرة الثانية، مخاوف بشأن حالته الذهنية وقدرته على قيادة أقوى دولة في العالم.
ووفقا لشبكة سي إن إن الأمريكية، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يصافح فيها بايدن، بل تأتي في أعقاب خطاب أدلى به بايدن حول خفض التكاليف على المستهلكين في كلية غرين ريفر في أوبورن بواشنطن، قبل نحو عشرة أيام.
حقيقة الأمر أن النقاش حول الحالة الذهنية للرئيس جو بايدن لم تكن وليدة اللحظة، بل بدأت مع إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، حيث ركزت حملة الرئيس السابق دونالد ترمب على اتهام بايدن بـ"الخرف" وطالب بإخضاعه لاختبار معرفي إدراكي لتقييم قواه العقلية.
وعقب الفوز بالرئاسة، ظلت الانتقادات تلاحقه، وبخاصة عقب سقوطه عدة مرات خلال صعوده سلم الطائرة الرئاسية في مارس/آذار من العام الماضي، ونسيانه أسماء عدد من أفراد عائلته وإدارته، بما في ذلك وزير دفاعه لويد أوستن.
ويظهر بايدن في المقطع الأول الذي لا تتجاوز مدته 30 ثانية، وهو ينهي خطابا تناول خلاله عددا من القضايا خاصة حول جهود إدارته لخفض التكاليف وإعادة بناء سلاسل التوريد.
وبعد أن فرغ بايدن، 79 عاما، من كلمته استدار ومد يده لمصافحة شخص ما لا وجود له، وكأنه يصافح شبحا، ثم سحب بايدن كفه الممدود إلى الهواء وهو يتلفت، قبل أن يقف للحظات حائرا، ثم يقطع هذه الحيرة مغادرا المنصة التي ألقى عبرها كلمته.
وتكرر المشهد ذاته عقب خطاب أدلى به بايدن حول خفض التكاليف على المستهلكين في كلية جرين ريفر في أوبورن بواشنطن.
وظهر بايدن خلال الفيديو وهو ينهي كلمته حول الإصلاحات المقترحة، وعندما قال وداعا للجمهور، استدار ويده ممدودة للمصافحة رغم عدم وجود أي أحد في الخلف
وسخر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من بايدن، بعد هذه الزلة، قائلا خلال تجمع مع أتباعه في ديلاوير بولاية أوهايو: "لدينا رئيس الآن، لكن للأسف، ليس لديه أي فكرة عما يحدث".
وأضاف ترامب: "أنه يصافح الهواء، أنه مرتبك إلى حد ما.. ويتلقى الأوامر من أرنب عيد الفصح".
وأضاف ترامب أن بايدن "يفعل كل هذا بينما (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يفعل شيئًا سوى الحديث عن الأسلحة النووية وتدمير العالم".
وكان بايدن قد أثار المزيد من المخاوف بشأن لياقته العقلية بعد أن بدا مرتبكا وغير قادر على إعطاء إجابة متماسكة، خلال تبادل حديث مع أحد صحفي صحيفة ذا ديلي إكسبريس البريطانية
ولم يسمح بايدن للصحفي بإنهاء سؤاله، قبل الرد بأن "المخابرات الأمريكية ليست متأكدة مما إذا كانت موسكو قد أمرت بالاختراق"، وأضاف: "لسنا متأكدين من أنهم الروس، ولهذا السبب تأخرت في النزول من الطائرة".
وتابع: "سأكون في وضع أفضل لأتحدث إليكم عن ذلك"، وشرع بعدها في تحسس في جيوبه للوصول إلى بعض الملاحظات لمساعدته في الإجابة على السؤال البسيط، وبعد توقف للحظة، تمكن الرئيس الأمريكي أخيرا من تقديم إجابة متماسكة، قائلا: "لقد وجهت جهاز الاستخبارات لتقديم تقرير دقيق بشأن ما حدث. سأعرف غدا تفاصيل أفضل".
وفي الشهر الماضي، بدأ بايدن زيارته إلى المملكة المتحدة بزلة محرجة، حيث أشار إلى سلاح الجو الملكي باسم "RFA" في خطاب رئيسي.
كما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ردة فعل نائب الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، وحركة شفاهها لحظة ما وصفوه بـ"زلة لسان" جو بايدن بحديث عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وتطويق العاصمة الأوكرانية، كييف.
ويظهر في مقطع الفيديو المتداول، حركة شفاه هاريس وكأنها تردد كلمة "الأوكراني" لحظة ما بدى أن بايدن قال "الشعب الإيراني"، وفقا لما تداوله النشطاء، بمقطع فيديو، حيث قال الرئيس الأمريكي: "بإمكان بوتين تطويق كييف بالدبابات، ولكنه لن يحصل أبدا على قلوب وأرواح الشعب الإيراني".
وقد أظهر استطلاع جديد لـموقع "بوليتيكو" بالتعاون مع مركز "مورنينغ كونسالت، أن 44 في المائة فقط من الأمريكيين الذين استطلعت آراؤهم يوافقون على الأداء الوظيفي للرئيس الأمريكي جو بايدن، بينما يعتقد 46 في المائة فقط أنه "لائق عقلياً".
وقال موقع "بوليتيكو" في تقريره إن الشكوك لدى الناخبين تتزايد حول صحة بايدن ولياقته العقلية، وهو الرئيس الأكبر سناً الذي أدى اليمين الدستورية في البيت الأبيض، وفقاً للاستطلاع الجديد.
وقد وافق 40 في المائة فقط من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع على القول إن بايدن "يتمتع بصحة جيدة"، بينما عارض ذلك 50 في المائة منهم.
كما أجرت شبكة أيه بي سي الإخبارية وصحيفة واشنطن بوست استطلاعاً قبيل خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأمريكي في مطلع مارس/آذار الماضي أظهر أن غالبية الأمريكيين (54 في المائة) "لا يعتقدون أن الرئيس بايدن لديه القدرات العقلية التي يتطلَّبها منصب الرئاسة"، بينما يرى 40 في المئة أن لديه القدرة العقلية للقيام بمهامه الرئاسية، وكانت تلك النسبة عام 2020 قبل الانتخابات الرئاسية 51 في المائة مقابل 43 في المائة على الترتيب.