واشنطن بوست: زيارة رئيس الصين للإمارات تعكس إدراكه لدورها بالمنطقة

الصحيفة الأمريكية أكدت أن زيارة الرئيس الصيني للإمارات تعكس إدراكا للدور الرئيسي الذي تلعبه الإمارات في الشرق الأوسط.
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج الأخيرة إلى دولة الإمارات، تعكس إدراكاً صينياً للدور الرئيسي الذي تلعبه الإمارات في الشرق الأوسط، وكذلك الدور المنتظر منها في إنجاح مبادرة الحزام والطريق الصينية.
- إذاعة الصين الدولية تترجم بلغة الأرقام عمق العلاقات مع الإمارات
- خبيرة صينية: التعاون الاقتصادي بين الصين والإمارات يتطور بصورة مستقرة
وأوضحت الصحيفة في تحليل كتبه جوناثان فولتون، أستاذ مساعد العلوم السياسية في جامعة الشيخ زايد في أبوظبي، أن الزيارة اكتسبت أهمية خاصة بالنظر إلى أنها جاءت في أعقاب الاجتماع الوزاري العربي الصيني في بكين، والذي يعقد بصفة سنوية ويوضح اتجاه سياسة الصين في الشرق الأوسط. وأعلنت الصين في هذا الاجتماع حزمة دعم وتمويل للتنمية في الشرق الأوسط بإجمالي 23 مليار دولار، حيث ربطت بين استقرار المنطقة ومبادرتها الطموح، الحزام والطريق.
وقالت الصحيفة إن الصين تعتمد في سياستها بالشرق الأوسط، على عدد من المحاور منها؛ توجه بكين القائم على "دبلوماسية الشراكة".
وأوضحت الصحيفة أنه على خلاف الولايات المتحدة، فإن الصين لا تسعى لتكوين تحالفات مع دول أخرى، معتبرة أنها مكلفة وخطيرة. لكنها بدلاً من هذا تستعمل ما يوصف بـ"الشراكة الاستراتيجية"، ومثل هذه الشراكات تتدرج بحسب مدى الأهمية التي تضعها بكين على علاقتها بدولة من الدول.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعلى مستويات هذه الشراكات هو الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي تتضمن التعاون متعدد الوجوه على المستويين الثنائي والإقليمي والدولي، وهو تصنيف مخصص للدول التي تعتبرها الصين شركاء دبلوماسيين واقتصاديين كباراً.
وقالت الصحيفة إن "حصول الإمارات على هذا التصنيف هو تأكيد أن الصين ترى في الإمارات قوة شرق أوسطية مهمة".
وتابعت: "الجانب الاقتصادي للعلاقة بين البلدين راسخ بالفعل، فالتجارة البينية تقدر بما يقرب من 53 مليار دولار 2017، ما يجعل الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط بعد المملكة العربية السعودية".
كما أن ميناء جبل علي في دبي يوفر مركزاً إقليمياً لأكثر من 230 شركة صينية تعمل في أنحاء الشرق الأوسط. فضلاً عن أن مجتمع الوافدين الصينيين في الإمارات ازداد لأكثر من 200 ألف مقارنة بـ30 ألفاً فقط في 2006، في ظل وجود أكثر من 4 آلاف شركة عاملة في الإمارات.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذه العلاقة الاقتصادية إلى جانب البنية التحتية الإماراتية، التي لا نظير لها في المنطقة، تجعل من الإمارات مركزاً جذاباً بالنسبة إلى مبادرة الحزام والطريق.
ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات التجارية كانت الأساس لمزيد من التعاون في مجالات أخرى، وهو ما انعكس في البيان المشترك الذي أعلن قيام الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والذي تعهدت في بكين وأبوظبي بالتعاون في 10 مجالات من بينها السياسة والثقافة.
وظهر التعاون الأمني والعسكري بشكل مكثف في البيان، من خلال التأكيد على مكافحة الإرهاب، والتدريبات المشتركة في مجال الأمن البحري.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيان تضمن دعم الصين لـ"الدور البنّاء الذي تلعبه الإمارات في المنطقة"، مضيفة أن الإمارات تضطلع بدور كبير في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن السياسة الخارجية القوية هي رد الإمارات على انحراف النظام في الشرق الأوسط إلى حافة الانهيار في السنوات الأخيرة، في ظل تردد الموقف الأمريكي في بعض الأحيان تجاه المنطقة على مدى الإدارات الأمريكية الثلاث السابقة. "هذا عزز من أهمية اعتماد أبوظبي على نفسها، حيث أظهرت استعداداً لتطبيق رؤيتها الخاصة لأمن المنطقة".
ولمحت الصحيفة في الوقت ذاته، إلى أهمية العلاقات مع قوى دولية أكثر قوة في ظل منطقة جوار خطيرة. ومن وجهة نظر الصين، فإن دور الإمارات في تشكيل الأحداث في المنطقة يمنحها فرصة مهمة لتعميق علاقاتها بالقوى الصاعدة في الشرق الأوسط، في وقت تحتاج فيه بكين إلى استقرار المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "العلاقة الصينية الإماراتية انعكاس لتغيرات في النظام القائم على المستويين الإقليمي والدولي".