انتخابات الرئاسة بمصر.. «العين الإخبارية» ترصد الرسائل الأخيرة للمرشحين
قبل يوم من "بدء الصمت" في الانتخابات الرئاسية المصرية التي تجرى بالداخل الأحد المقبل، وجهت حملات المرشحين للرئاسة عبر "العين الإخبارية" آخر رسائلها وسط دعوات للمشاركة بإيجابية.
رسائل قاسمها المشترك رغم التنافس بين حملات المرشحين للرئاسة هو إقناع الناخبين بضرورة المشاركة في الانتخابات، خاصة أن المشاركة لها دلالات تتخطى العملية الانتخابية، في ظل ظروف دقيقة جدا تمر بها المنطقة.
ويخوض سباق الانتخابات الرئاسية 4 مرشحين، وهم عبدالفتاح السيسي الرئيس الحالي، الذي اختار "النجمة" رمزا له، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي يتخذ من "الشمس" رمزا له، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، الذي يتخذ من "النخلة" رمزا له، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، ويتخذ من "السلم" رمزا له.
وتجري الانتخابات الرئاسية في الداخل أيام الأحد والإثنين والثلاثاء الموافقة 10 و11 و12 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وأكد المستشار أحمد بنداري، مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات بمصر، أنه خلال فترة الصمت الانتخابي لا يجوز لأي مرشح أو حملته الانتخابية التحدث عن البرنامج، أو أي شأن من الأمور التي تؤثر على عملية الاقتراع.
حملة السيسي: نثق باختيار المصريين
وفي الرسائل الأخيرة لحملة المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، قبل بدء الصمت الانتخابي، أكد المستشار محمود فوزي، رئيس الحملة، أن الحملة ستعمل على تحقيق 100% من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ورأى فوزي، في تصريحات تلفزيونية، أنه كلما زاد الإقبال في الانتخابات الرئاسية كلما كانت تلك رسالة بأن توجه مصر بالقضايا الإقليمية المحيطة بها هو محل تأييد من المصريين، قائلا: "نثق بقدرة المصريين على الاختيار، خاصة أن التصويت هذه المرة له دلالات تتخطى مجرد رئاسة الجمهورية، في ظل ظروف دقيقة جدا تمر بها المنطقة".
ولفت إلى أنه كان لديه رأي في بداية الانتخابات الرئاسية، أن "الرئيس السيسي لا يحتاج لحملة رئاسية بسبب إنجازاته السابقة"، منوها بأن "الحملة لم تضف للرئيس السيسي أي شعبية بسبب رصيده القائم بالفعل لدى المواطنين".
وأكد أن "المشهد المشرف الذي ظهرت به انتخابات المصريين في الخارج مشجع للمصريين في الداخل، ويعطي بعض الدلائل والمؤشرات على حالة الانتخابات فيما هو قادم".
وأردف: "الحملة مستمرة في أنشطتها، وتعتمد على الدعاية غير التقليدية، وتستهدف الشباب عن طريق السوشيال ميديا بشكل كبير".
ولفت إلى أن الحملة التقت مواطنين كثرا، وهناك كثيرون مطمئنون لحال البلد، ولذلك عبروا عن رغبتهم في عدم المشاركة في الانتخابات، ما دفع الحملة لمقاومة تلك الظاهرة، وهي كسل المطمئن، واعتبرنا أن مقولة أن الرئيس ناجح ناجح بالنسبة لنا دعاية سلبية".
وذكر أن مرشحه "لديه رؤية أعمق وأشمل من البرنامج، وتستهدف تحقيق أهداف وتندرج تحتها برامج ومشروعات وهي مرتبطة أيضا بتوقيتات زمنية معينة"، مردفا: "تلك الرؤية أعلنها السيسي بالفعل، عندما قال سنستكمل معا حلم 30 يونيو/حزيران، الذي يستهدف استعادة ريادة مصر وجرى العمل فيها خلال السنوات الماضية، وسيستمر العمل عليها.. وتاريخنا على مدار السنوات التسع يؤكد أننا وعدنا وأنجزنا ونفذنا، وللناس الحكم والقرار".
وقال إن "خوض المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي الانتخابات برؤية عامة ليس عيبا، حيث إن هناك زعماء في العالم خاضوا انتخابات برؤية مكونة من عدة كلمات"، مضيفا أن "الممارسة السياسية والمشاركة في الانتخابات هي التي تعبر عن المشهد المصري".
وكانت حملة المرشح السيسي قد ذكرت خلال المؤتمر الصحفي الثالث، الأسبوع الماضي، أنها عقدت 110 لقاءات، ضم 2750 زائرا و18 فعالية خارجية، ومقابلة 313 جهة، فضلا عن عقد 40 لقاء بالفيديو كونفرانس للمصريين في 60 دولة تم التواصل خلالها مع 750 مصريا.
حملة حازم عمر: متفائلون والأداء جيد
بدوره، قال الدكتور زاهر الشقنقيري، المتحدث باسم حملة المرشح الرئاسي حازم عمر، رئيس الحزب الشعب الجمهوري، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "رسالتنا الأخيرة للناخبين هو دعوتهم للنزول والمشاركة في الانتخابات، واختيار من يريدونه بحرية كاملة".
وأشار "الشقنقيري" إلى أن "المشهد الانتخابي يسمح تماما بمشاركة المواطن والتعبير عن رأيه، والاختيار وفقا لقناعاته، لأنها أول طريق الحياة السياسية السليمة".
ولفت في الوقت ذاته إلى أن "الشهر الذي جرى تخصيصه للدعاية والتي بدأت يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولمدة شهر، لم تسجل الحملة أية شكاوى، أو تقييد في تحركاتها، أو معوقات، خلال فترة الدعاية الانتخابية".
وفي رأي "الشقنقيري" فإن حملة المرشح حازم عمر نجحت خلال فترة الدعاية الانتخابية، في وصول برنامج المرشح الانتخابي ورؤيته للمواطنين، لافتا إلى أن هناك "غرفة عمليات مركزية و26 غرفة عمليات في المحافظات، الغرفة تتكون من 12 لـ20 فردا حسب حجم المحافظة".
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم حملة المرشح الرئاسي حازم عمر إن "مرشحنا رجل دولة، وهو ما تبين في خطابه السياسي الراقي الذي لم يتحرج فيه أن يؤيد ما رآه صحيحا، وأن ينتقد دون تجريح ما يراه أنه يحتاج إلى مسار آخر، وطرح رؤية مغايرة في هذا، خصوصا في المسار الاقتصادي"، مردفا "مرشحنا حين تحدث عن الإصلاح الاقتصادي تحدث عن توقيتات زمنية للحل، حين أكد أن الأزمة سنتخطاها خلال 3 أعوام ويعقب ذلك انطلاق اقتصادي، وتخفيف الأعباء الاقتصادية".
كما ينتمي المرشح حازم عمر -حسب الشقنقيري- لحزب سياسي "له وجود كبير على الأرض ومدعوم بخبراء ومتخصصين يمكنهم معاونته".
وتحدث "الشقنقيري" عن تحركات الحملة خلال فترة الدعاية على عدة محاور "الأول.. وجود خطة مدروسة على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، والتواصل مع وسائل الإعلام العالمية، سواء مقروءة أو مسموعة أو مرئية، مرورا بالدعاية في الشوارع عن طريق تعليق اللافتات والبانرات، وعقد أيضا 4 مؤتمرات انتخابية، حيث جرى تقسيم الجمهورية إلى 4 قطاعات الغرض، منها حضور القيادات الشعبية ومناقشة مشكلات كل قطاع وحلولها".
وحول فرص المرشح حازم عمر، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال الشقنقيري "نحن نعمل بجدية وإخلاص للتعبير عن رؤيتنا، أما النتيجة فالانتخاب يوم الانتخاب، والناخب هو الحكم"، مستدركا "لكننا متفائلون بما بذلناه من مجهود وتحركات خلال فترة الدعاية، وكان لدينا وحدة رصد أظهرت مؤشرات قبول جيدة بين المواطنين".
وإذ أشار إلى أنه ما لم يفز المرشح حازم عمر "فقد كان أداء الحزب على الأرض جيدا لمساندة مرشحه، إضافة إلى تحقيق عدد من المكاسب، بينها تدريب أعضاء الحزب على إدارة حملة بهذا الحجم، وكيفية التعامل مع استحقاق كهذا، وتم اختبار قواعدنا الشعبية، والدليل حصولنا على عدد كبير من التوكيلات لمرشحنا في أثناء تقديم أوراق ترشحه، وفي النهاية الحكم للناخبين".
ونوه إلى أن "المشهد الانتخابي مشرف حتى الآن لدولة بحجم مصر".
والمرشح حازم عمر هو رئيس حزب الشعب الجمهوري ثاني أكبر الأحزاب في مصر، بعد "مستقبل وطن"، وهو أيضا العضو المعين في مجلس الشيوخ.
ويشغل حازم عمر رئاسة لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، التي تختص بالنظر فيما يحيله الرئيس من موضوعات تتصل بالسياسة العامة للدولة في الشؤون العربية والأفريقية والخارجية.
حملة يمامة: مرشحنا هو المنافس الأول للسيسي
كما حرص المستشار عيد هيكل، المنسق العام لحملة الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، على توجيه رسالة للمواطن بأنه "لم يتبق في المشهد الانتخابي المشرف الحالي غير مشاركتك وإدلائك بصوتك، وتأدية واجبك في أكبر استحقاق انتخابي في مصر وهو انتخاب رئيس الجمهورية".
وأشاد هيكل، في حديث لـ"العين الإخبارية"، بـ"حيادية مؤسسات الدولة وكل الجهات التنفيذية، التي كانت على مسافة واحدة من كافة المرشحين"، موضحا: "الانتخابات تسير في حياد تام، وفي ديمقراطية غير مسبوقة، وإتاحة الحرية اللازمة لجميع المرشحين في التحرك على الأرض وتنظيم المؤتمرات والحضور الإعلامي".
وأكد المنسق العام لحملة المرشح يمامة أن "الانتخابات في الخارج نجحت بنسبة 100%، وأقول للمواطن انزل وشارك لكي نصدر صورة جميلة للخارج نقول بها إن مصر بخير، وإن شعب مصر على وعي تام، بجميع المخاطر التي تهدده".
وتابع: "رسالتنا أيضا للناخبين المصريين أن الانتخابات الرئاسية الحالية لها طبيعة مختلفة ومذاق خاص عن أي انتخابات رئاسية سابقة، فهناك 4 مرشحين، بينهم رئيس حزب الوفد الذي أحدث زخما للمعركة الانتخابية وأعطاها قوة".
ونوه إلى أن "خطاب المرشح يمامة للجمهور والمواطن المصري تضمن رسائل مهمة، بعد أن تحدث المرشح عن تشخيص الأزمة الاقتصادية وطرح الحلول لها، ومواجهة ارتفاع الأسعار، إضافة إلى أن برنامجه الانتخابي الذي تطرق للتعديلات الدستورية ومنح صلاحيات واختصاصات أكبر لمجلس الشيوخ".
وقال إن "المرشح الرئاسي عبدالسند يمامة لديه برنامج انتخابي قوي يحقق مطالب جموع المصريين، أعده أساتذة ومتخصصون على أعلى مستوى، وما يميز يمامة أيضا أنه رئيس لحزب الوفد العريق، وأستاذ قانون".
ورأى المنسق العام لحملة يمامة أن "أسهم مرشحنا ارتفعت جدا خلال الفترة الأخيرة، بعد أن لمسنا قبولا في الشارع للبرنامج الانتخابي"، مضيفا "مرشحنا هو المنافس الأول للرئيس عبدالفتاح السيسي في هذه الانتخابات".
والمرشح الرئاسي "عبدالسند يمامة" هو أكاديمي وأستاذ قانون، يرأس قسم القانون الدولي الخاص بكلية الحقوق جامعة المنوفية، إضافة إلى أنه محام ومحكم معتمد.
حملة زهران تدعو للمشاركة بقوة
بدوره، قال المهندس باسم كامل، مدير الحملة الانتخابية للمرشح فريد زهران، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "دعاية الحملة الانتخابية تركز الأيام الحالية على حث المواطنين على المشاركة في الانتخابات، وتوعيتهم بكل ما يتعلق بالتصويت، وكيفية تعرف الناخب على لجنته الانتخابية والبيانات المطلوبة والطريقة الصحيحة للإدلاء بصوته".
وشدد مدير حملة فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي أحد أحزاب الحركة المدنية المعارضة، على "عدم وجود الآلية، أو الماكينة الانتخابية التي تحشد الناخبين، لا سيما أن معسكرنا الغالبية العظمى فيه غير مشاركين، لكنه أكد في الوقت ذاته أن حملة زهران تكتسب أرضية يوما بعد يوم، ومحاولة إقناع المشاركين بجدوى المشاركة".
وأردف: "رسالتنا للناخب انزل وشارك صوتك هيفرق".
وفي تقدير مدير حملة زهران، لم تكن فترة الدعاية الانتخابية لمرشحه كافية، لكنه أكد "وجود تكافؤ فرص واضح جدا للمرشحين للرئاسة فيما يخص البرامج السياسية المحددة الواضحة".
وقال إن "حملة المرشح زهران واجهت ما تردد عن أن الانتخابات بمثابة مسرحية، وأن النتائج محسومة، عبر تقديم برنامج انتخابي قوي وخطاب سياسي جاد في وسائل الإعلام، أو عبر مواقع سوشيال ميديا، أو في المؤتمرات الجماهيرية".
والمرشح الرئاسي فريد زهران هو سياسي ومفكر اشتراكي، يشغل منصب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ويرأس مجلس إدارة مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات، إلى جانب عضويته في اتحاد الناشرين العرب والمصريين.
aXA6IDMuMTM4LjExNC4xNDAg جزيرة ام اند امز