قرار أسترالي يخص المومياوات المصرية.. هل يخشون «لعنة الفراعنة»؟
في خطوة مميزة تعكس تطوراً مهماً في نهج عرض القطع الأثرية المصرية القديمة، أعلن متحف جامعة سيدني عن قراره برفع المومياوات غير المغلفة من صالات العرض.
وبدلاً من ذلك، سيركز المتحف على عرض مجموعة مختارة من الوجوه الجنائزية المصرية القديمة من أغطية وأقنعة التوابيت التي غطت المتوفى، وساعدت في تحويله إلى كائن أبدي، وهو المبدأ الأساسي للتحنيط.
ويعد متحف جامعة سيدني موطناً لأكبر مجموعة دائمة من الآثار المصرية في أستراليا، إذ يضم أكثر من 5 آلاف قطعة، بما في ذلك بقايا بشرية وحيوانية محنطة، ويتم عرض أكثر من 300 عنصر في وقت واحد.
وتقول الدكتورة ميلاني بيتكين، كبيرة أمناء بالمتحف، في بيان نشره موقعه الإلكتروني: "على مدى مئات السنين، تم التعامل مع أجزاء الجسم الموجودة في مجموعات المتحف كأشياء، وكثيرًا ما ننسى أنها كانت ملكًا لأشخاص أحياء في السابق".
وبينما سخر البعض من أن القرار قد يكون بدافع الخوف من "لعنة الفراعنة"، أوضحت بيتكين أن التغييرات تأتي بعد بحث مكثف في المواقف تجاه الأخلاقيات وعرض الرفات البشرية، وتم ذلك بالتعاون مع زوار المتحف والمجتمعات المصرية محلياً وخارجياً، وشمل ذلك دراسة استقصائية لرواد المتحف.
ويخطط المتحف أيضاً لإعادة صياغة اللغة والرسائل حول الرفات البشرية، ويتضمن ذلك إعادة تسمية "غرفة المومياء".
وتقول: "نريد التركيز أكثر على اسم يشير إلى تحول الجسد إلى كائن أبدي، وهو الهدف الأساسي من التحنيط، بدلاً من التركيز على الجسد نفسه، كما نشجع الزوار على التفكير النقدي في التعقيدات الأخلاقية التي تواجهها المتاحف عند رعاية الرفات البشرية".
ومن جانبه، أبدى كاتب علم المصريات وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بسام الشماع، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، سعادته بقرار المتحف الأسترالي، والذي جاء مؤيدا للحملة التي أطلقها قبل سنوات تحت عنوان "العودة إلى الأبدية.. تكريم المصرى القديم".
وشدد الشماع خلال حملته التي استند فيها إلى فتاوى دينية على أن "للميت حُرمة، وكلمة مومياء لا تعني أبداً أنه حجر أو أثر حجري، والمومياء إنسان بشر يستحق الاحترام والتكريم، ويجب عدم عرض أو ثقب أو تصوير المومياوات أو العبث بها".
وأضاف: "أشعر بسعادة بالغة أن القرار الأسترالي تدور مبرراته حول نفس ما ذكرته في حملتي"، متمنيا أن يصدر قرار من المتاحف المصرية بنفس المعنى.