مسجد الأمير عبدالقادر.. صرح إسلامي ومنارة تعليمية في الجزائر
تشتهر دول المغرب العربي ببراعة العمارة الإسلامية، وفي الجزائر يعد مسجد وجامعة الأمير عبدالقادر صرحًا إسلاميًا ومنارة تعليمية متفردة.
ويعتبر المسجد ثاني أكبر مساجد البلاد بعد مسجد الجزائر الأعظم، وتبلغ مساحته الإجمالية 130 ألف متر مربع، ويتسع لـ15 ألف مصل، في حين تسع ساحته الخارجية لآلاف أخرى من المصلين.
ويعد مسجد الأمير عبدالقادر أحد أشهر معالم مدينة قسنطينة (شمال شرق الجزائر) الدينية والسياحية، وبدأ بناؤه عام 1968 في رحلة استغرقت نحو 25 عاما حتى افتتاحه رسميًا في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 1994.
مسجد الأمير عبدالقادر
وجاء تصميم المسجد من المهندس المصري المرموق موسى مصطفى، وكان يعمل وقتذاك في رئاسة الجمهورية الجزائرية، وشارك في بنائه فريق من أمهر المهندسين الجزائريين والمصريين والمغاربة واكتمل بناؤه بسواعد العمال الجزائريين.
وترجع قصة تشييد المسجد إلى عام 1968، حين استقر رأي عدد من أعيان مدينة قسنطينة على بناء مسجد في ساحة مخصصة للعب الكرة بحي الأمير عبدالقادر، واقترحوا الفكرة على الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، وسرعان ما جاءتهم الموافقة.
واطلع "بومدين" على مجموعة من التصميمات المقترحة لمشروع المسجد، قدمها عدد من كبار المعماريين العرب والأجانب، واستقر الرأي على تصميم المعماري المصري مصطفى موسى، وشرع في بنائه عام 1969 ليصبح أحد أكبر مساجد الجزائر وأفريقيا.
الجامع والجامعة
يضم مسجد الأمير عبدالقادر جامعة العلوم الإسلامية، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وتفسير معانيه، ويصل ارتفاع مئذنتيه إلى 107 أمتار، فيما ترتفع قبته إلى 65 مترًا ويصل قطرها إلى 20 مترًا، وتضم من الجهة الداخلية أسماء الله الحسنى منقوشة بزخرفة فنية رائعة.
ويجمع تصميم المسجد جماليات العمارة الإسلامية، بدءا من روعة البناء والزخرفة وأنظمة الإضاءة، ويحتوي المسجد على أكبر "نجفة" في الجزائر، وله 5 أبواب تتوسطها دعائم من الرخام والخشب عالي الجودة المرصع بالأحجار النفيسة ولها فتحات مقوسة تسمح بدخول ضوء الشمس.
ووراء منبر المسجد واقعة تاريخية، إذ أهداها الملك المغربي الراحل حسن الثاني إلى الجزائر، فيما تنسب تسمية المسجد والجامعة إلى الأمير عبدالقادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة والمولود عام 1807، وله مؤلفات كثيرة منها: "المواقف، كتاب المقراض وذكرى العاقل وتنبيه الغافل".
جامعة الأمير عبدالقادر
سبق افتتاح مسجد الأمير عبدالقادر بـ10 أعوام تدشين جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية عام 1984 كمشروع تعليمي يوازي مشروع المسجد، وهي مؤسسة تعليم عال تخضع لإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتضم كليات: أصول الدين، الشريعة والاقتصاد والآداب والحضارة الإسلامية.
وتصدر جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية في قسنطينة عددًا من المجلات والدوريات، ومنها: "مجلة جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية، مجلة المعيار، مجلة الشريعة والاقتصاد ومجلة الآداب والحضارة الإسلامية"، وتضم 7 مراكز بحثية، منها مخبر البحث في الدراسات العقدية ومقارنة الأديان.
وتخرج في هذه الجامعة 32 دفعة، وبلغ عدد الدارسين فيها خلال العام الجامعي الأخير 6430 طالبًا، فيما بلغ عدد الطلاب الوافدين الدارسين بالجامعة 1202 وتقدم برامج أكاديمية متفردة، وتمنح لطلابها ودارسيها درجات: "الليسانس، البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه".
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز