معركة جديدة.. «الحماية الأمنية» تهدد الهدنة الهشّة بين تشارلز وهاري

في خطوة يُخشى أن تطيح بجهود المصالحة الهشّة، أعاد الأمير هاري، نجل العاهل البريطاني تشارلز الثالث نكء جروح الماضي في علاقته بوالده.
فهاري، وهو دوق ساسكس، صعّد مجددًا معركته القانونية بشأن ملف حراسته الشخصية داخل المملكة المتحدة.
وبحسب صحيفة التايمز البريطانية، فقد وجّه هاري رسالة رسمية إلى وزيرة الداخلية البريطانية الجديدة، شبانة محمود، طالب فيها بإعادة النظر في قرار حرمانه من الحماية الأمنية الممولة من المال العام، وهو ما رأت فيه الأوساط المقربة من القصر الملكي رسالة غير مباشرة إلى الملك مفادها أن الأزمة لم تنته بعد.
واعتبر بعض المراقبين أن هذه الخطوة تُعد "عبثًا بجهود لمّ الشمل"، بعدما كانت المؤشرات تميل إلى تهدئة مؤقتة بين الأب والابن.
التحرك الجديد أعاد التوتر إلى العلاقة العائلية التي بالكاد استعادت أنفاسها قبل أشهر قليلة، حين اجتمع هاري بوالده في لقاء نادر داخل قصر كلارنس هاوس استمر 50 دقيقة، بعد قطيعة دامت نحو عامين منذ انسحابه من الحياة الملكية وانتقاله إلى كاليفورنيا.
ذلك اللقاء، الذي وُصف بأنه بداية مسار للمصالحة، تحوّل اليوم إلى مجرد استراحة قصيرة في صراع لا يبدو أنه يقترب من نهايته.
وفي أروقة القصر، يرى المقربون من الملك أن الموقف الحالي يضع العاهل البريطاني في مأزق دستوري وأبوي في آن واحد.
إذ لا يستطيع، بحكم موقعه، ممارسة أي ضغوط سياسية لصالح ابنه، لأن ذلك يتعارض مع مكانته كرأس للدولة ويمس مبدأ الحياد الذي يقوم عليه النظام الملكي البريطاني.
وأوضح مصدر ملكي أن ممثل العائلة في اللجنة التنفيذية المعنية بالأمن ليس مخوّلًا بالدفاع عن أي فرد من الأسرة، بل يقتصر دوره على التنسيق الإداري، ما يجعل القضية تتحول من شأن عائلي إلى نزاع مؤسساتي محض، يتوارى فيه البعد الإنساني خلف جدران البروتوكول.
أما فريق دوق ساسكس، فيرى أن مفتاح الحل بيد الملك نفسه، معتبرًا أن غياب الدعم الملكي هو ما يُبقي الأزمة مشتعلة. وكان هاري قد عبّر عن خيبة أمله في مقابلة سابقة وصف فيها ما جرى بأنه "مؤامرة مؤسساتية"، معربًا عن حزنه لأن والده "يرفض الحديث معه بسبب هذه المسألة الأمنية".
القصر الملكي كان يأمل أن يشكل حكم محكمة الاستئناف الصادر في مايو/أيار الماضي نهاية لهذا الجدل وبداية صفحة جديدة في العلاقة بين الطرفين، لكن هاري عاد الأسبوع الماضي ليقدّم طلبًا رسميًا جديدًا لإجراء تقييم محدث للمخاطر الأمنية، مؤكدًا أن اللوائح تنص على مراجعة سنوية، وأن آخر تقييم تم في عام 2019.
وراء هذا الإصرار القانوني بعد إنساني لا يمكن تجاهله، إذ يخشى هاري، بحسب مقربيه، من زيارة بريطانيا برفقة زوجته ميغان وطفليه آرتشي وليليبت دون شعوره بالأمان الكافي، ما يجعل مسألة الحراسة بالنسبة إليه ليست امتيازًا ملكيًا بل ضرورة عائلية تمس سلامة أسرته وإمكانية عودتهم المؤقتة إلى وطنهم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز