تبادل السجناء.. تعرف على أبرز الصفقات الأمريكية
بعد شهور من المناقشات، عرضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مبادلة "فيكتور بوت" تاجر السلاح الروسي المسجون بأمريكا، مقابل إطلاق سراح اثنين من الأمريكيين تحتجزهما روسيا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن احتمال مبادلة الولايات المتحدة لسجين روسي، مقابل نجمة كرة السلة بريتني جرينير، والجندي السابق في مشاة البحرية بول ويلان تأتي بمثابة تذكرة بالصفقات التي أبرمتها واشنطن مع موسكو وحلفائها خلال الحرب الباردة وبعدها.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبادلة الأكثر دراماتيكية بين البلدين، وجرت العام 1962 على جسر يغطيه الضباب بين ألمانيا الشرقية، وبرلين الغربية التي أصبحت مادة لـ "هوليوود" فيما بعد.
وبادلت الولايات المتحدة حينها رودولف إيفانوفيتش أبيل، الجاسوس السوفيتي، مع فرانسيس جاري باورز، الطيار الأمريكي لطائرة تجسس من طراز U-2 والتي أسقطت فوق الاتحاد السوفيتي قبلها بعامين.
وبعد أكثر من خمسين عاما، تم تصوير المبادلة في فيلم "جسر الجواسيس" عام 2015، ومن إخراج ستيفن سبيلبرغ.
وحاليا يرى الخبراء أن تبادل السجناء قد يكون السبيل الوحيد لحرية "ويلان وجرينر"، وحال تمت المبادلة ستنضم الصفقة إلى سلسلة طويلة من الأمريكيين المختطفين أو الذين جرى اعتقالهم بالخارج، والذين أكد إطلاق سراحهم، المهمة الحساسة للتفاوض مع دول معادية.
وتستعرض "نيويورك تايمز" بعض أبرز عمليات تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة والدول الأخرى.
جاءت العملية التي جرت عام 1962 في الصدارة، حيث تم مبادلة "آبل" مع "باورز" خلال ذروة الحرب الباردة، وتعرض باورز لـ107 أيام من الاستجواب تبعها محاكمة علنية في موسكو قبل سجنه لأكثر من عامين ونصف.
وفي 1985، شاركت الولايات المتحدة فيما وصفه مسؤول أمريكي حينها بـ"أكبر تبادل للجواسيس" في الذاكرة، وتمت مقايضة أربعة مواطنين من أوروبا الشرقية محتجزين في الولايات المتحدة بتهمة التجسس، مع 25 شخصا مسجونين في ألمانيا الشرقية وبولندا.
كما أطلق سراح "نيكولاس دانيلوف" الصحفي الأمريكي الذي كان يغطي الشؤون المتعلقة بالاتحاد السوفيتي وسجن في موسكو عام 1986 بعدما اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على تبادل السجناء، وحصل الاتحاد السوفيتي على "جينادي زاخاروف" عالم الفيزياء السوفيتي الذي اعتقل في نيويورك بتهمة التجسس.
وفي 2010، تمت مبادلة 10 روس احتجزتهم الولايات المتحدة، مقابل 4 عملاء كانوا محتجزين في السجون الروسية بعد توقيع اعترافات خطية بالتجسس.
وبالنسبة للمسؤولين الأمريكيين، كانت المبادلة تعني نهاية حلقة التجسس الروسية، أما بالنسبة للروس، كانت صفقة سريعة حلت وضعا مضطربا.
وفي عام 2014، أطلقت حركة طالبان سراح الرقيب "بوي بيرغدال" الذي احتجز لخمسة أعوام بعد مغادرته قاعدته العسكرية في أفغانستان، وتمت مبادلته لاحقا بخمسة من سجناء طالبان.
وفي وقت لاحق من ذاك العام، أطلقت الولايات المتحدة سراح جواسيس من كوبا كانوا يقبعون داخل أحد السجون الأمريكية منذ عام 2001، مقابل إطلاق كوبا سراح عميل أمريكي كان مسجونا لحوالي 20 عاما.
وفي عام 2016، حررت إيران أمريكيين من أصل إيراني، بينهم أحد مشاة البحرية، وجيسون رضائيان، مراسل "واشنطن بوست"، في صفقة تم التفاوض عليها بدقة، وأطلقت الولايات المتحدة سراح سبعة إيرانيين كانوا محتجزين لخرق العقوبات.
وفي 2019، أطلقت إيران سراح "شي يو وانغ" طالب الدراسات العليا الأمريكي، الذي كان مسجونا في طهران لأكثر من ثلاثة أعوام بشبهة التجسس، مقابل مسعود سليماني، العالم الإيراني المتهم بخرق عقوبات التجارة الأمريكية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أطلق سراح "تريفور ريد" الجندي السابق في مشاة البحرية الذي احتجز لعامين في روسيا في تهم مزيفة على ما يبدو خلال تبادل للسجناء تضمن طيارا روسيا مدانا في اتهامات تهريب مخدرات.