"العين الإخبارية" تطرق باب منزل قائد عملية "هروب جلبوع الهوليوودي"
بكاء دون صوت.. هكذا وصفت أم الأسير الفلسطيني مشاعرها بعد فرار ابنها محمود عارضة؛ قائد عملية الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي.
"العين الإخبارية" انتقلت إلى جنين شمال الضفة الغربية، ودخلت منزل عارضة، وهناك فتحت أم الأسير الفلسطيني صدرها رحبا للحديث عن حادثة فرار ابنها وزملائه الخمسة من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين.
وتختصر أم محمود الحيز الزمني بين علمها بفرار الأسرى الستة، وإعلان عثور السلطات الإسرائيلية على 4 منهم حتى الآن، بالقول: "بكيت دون صوت، وكنا مبسوطين، لكن بعد علمنا بتسليمهم من العملاء الخائنين الذين سلموهم، (انبكتنا) عاد الحزن".
وعن لحظة إعلان فرار الأسرى الستة تقول والدة محمود عارضة: "فرحنا أول ما علمنا من تمكنهم من الهروب، ثم عاد الحزن بعدما درينا باعتقالهم مجددا"، لكن أم الأسير لم تفقد الأمل، وتبدي رغبتها بعودة نجلها ورفقائه والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتقول والدة محمود عن تجربتها مع اعتقال أبنائها في سجون إسرائيل: "أنا صارلي 35 سنة وأنا أطرق أبواب السجون الإسرائيلية، هذا نصيبي... نصيب الأمهات الفلسطينيات عيش المرار على أبنائهم".
وتصف السيدة المسنة التي تجاوزت الثمانين من عمرها بصوت منتش شعورها إبان فترة هروب ولدها قائلا: "انخلقنا على الدنيا من جديد في الأيام اللي هرب فيها".
أما شقيق قائد عملية الهروب من سجن جلبوع، محمد عارضة، فقال لـ"العين الإخبارية"، إن "لحظة إطلاق سراح محمود أو هروبه، كانت فرحة لا توصف، ونيله حريته لخمسة أيام، كأنها 50 عاما".
وتحدث شقيق الأسير عن ظروف علم العائلة بهروب محمود عارضة، حيث ضج منزل العائلة بالزوار الفرحين بالحدث، الذي عمّ أرجاء العالم وليس فلسطين وحدها، يقول شقيق الأسير.
وعن كيفية معرفتهم بهروب الأسرى الستة، ذكر شقيق محمود أن البداية كانت من وسائل الإعلام، لكن العائلة لم تثق بالأمر، قبل أن تتأكد لاحقا من النبأ.
وتمنى محمد عارضة أن تشمل صفقة أسرى قادمة شقيقه محمود، وباقي الأسرى الستة، الذي لا يزال اثنان منهم في حالة فرار.
ووجه رسالة للعالم والحقوقيين والقوى الوطنية والإسلامية بالوقوف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين، للإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية.
وكشف محمد العارضة، مسار شقيقه في السجن؛ حيث قال إن محمود عارضة، اعتٌقل عام 1991، وحٌكم عليه بأربع سنوات سجنا، أمضى منها ثلاثة، ثم أفرج عنه عام 1995، وأعيد اعتقاله في العام الموالي، وهي المحكومية التي لا يزال حتى اللحظة يمضيها في سجن جلبوع.
وفي حادث أقرب لأفلام الهروب في السينما التي جذبت انتباه الجمهور بحبكة تفاصيلها، تمكن ستة أسرى فلسطينيين يوم الإثنين قبل الماضي، من تحويل الخيال لقصة واقعية.
حيث استفاقت أجهزة الأمن الإسرائيلية على هروب ستة أسرى من سجن شديد الحراسة، عبر نفق، في وقت بدأت فيه عمليات تفتيش واسعة النطاق.
عملية فرار يبدو أنها كانت محبوكة جيدا، "فالفحص الأولي أظهر أن الهاربين الستة كانوا في نفس الزنزانة، وأنهم حفروا نفقا بطول عشرات الأمتار"، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام عبرية.
والأسرى الستة الذين فروا من سجن "جلبوع" جميعهم من محافظة جنين، ويتابع سكان المحافظة عن كثب إعادة السلطات الإسرائيلية اعتقال 4 منهم مع استمرار مطاردة معتقلين اثنين، لم يعرف مصيرهم حتى اليوم.
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA= جزيرة ام اند امز