"الطابور الخامس".. هل تسقط أوكرانيا في "ظل" روسيا؟
أمضت أوكرانيا ثماني سنوات في محاولة تطهير جيشها ومخابراتها من عملاء موسكو المحتملين، لكن الجهود باءت بالفشل.
صحيفة "وول ستريت" الأمريكية ذكرت أنه في حال شنت روسيا حربًا شاملة على أوكرانيا، فإن أحد أخطر أسلحتها سيكون موجودًا بالفعل في العاصمة كييف.
وأوضحت أن موسكو قامت ببناء شبكة جواسيس عبر عقود داخل الجيش وأجهزة المخابرات والأمن الأوكرانية.
وترى الصحيفة أن هذه الشبكة باتت أصغر بكثير مما كانت عليه عندما بدأ الصراع عام 2014، بضم روسيا شبه جزيرة القرم وغزو منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
وعقب هذه الانتكاسات، تمكنت تحقيقات مكافحة التجسس الأوكرانية، وعمليات تطهير الأشخاص الذين تربطهم صلات بالحكومة الروسية، وترقيات المحاربين القدامى في الحرب ضد القوات المدعومة من روسيا في دونباس، من الحد بشكل كبير من تسلل موسكو.
ورغم ذلك، يحذر المسؤولون في كييف من استمرار هذا التحدي الهائل، حيث قال أوليكسي دانيلوف، مستشار الأمن القومي الأوكراني: "تشكلت شبكة الاستخبارات الروسية العاملة هنا منذ وقت طويل. لم نتمكن من استئصالها بشكل كامل. لكن مهمة أعضاء هذه الشبكة بسيطة: التدمير ثم التدمير ثم التدمير. ليس لديهم مهمة أخرى سوى تدميرنا كأمة".
ووفقا للصحيفة، فإن قدرة القوات الأوكرانية على إبطاء ومقاومة الهجوم الروسي، مما يمنح وقتًا للضغط الدولي على موسكو وتوسيع رقعة المقاومة المحلية، سيعتمد إلى حد كبير على قدرة كييف على الحفاظ على القيادة والسيطرة - ونجاحها في إخفاء المواقع الرئيسية وقوات الجيش من الضربات الجوية الروسية وعمليات التخريب والاغتيالات.
لكن المسؤولين الأمنيين الأوكرانيين يحذرون من أن العملاء الموالين لروسيا يمكن أن يقوضوا هذه الجهود بشكل خطير.
وتشير الصحيفة إلى أن عددا من مسؤولي الأمن الأوكراني، الحاليين والسابقين، يشكون علنًا في أن بعض زملائهم، بما في ذلك الذين يتقلدون مناصب عليا، يعملون سرا لصالح موسكو.
ولفتت الصحيفة إلى تقرير صدر الشهر الجاري من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث مقره لندن، نقلا عن مقابلات مع مسؤولي الأمن والاستخبارات الأوكرانيين، أنه تم الكشف مؤخرا عن "شبكة خفية" داخل الحكومة لنقل المعلومات إلى موسكو.
وتنوه أيضا إلى أن الكثير من المواطنين الأوكرانيين، بمن فيهم كبار ضباط الجيش والمخابرات، لهم أقارب في روسيا، حيث يحتفظ البعض بعلاقات عبر الحدود على الرغم من مرور 8 أعوام من الصراع.
وحذر خبراء من أن العديد من المسؤولين الأمنيين يمكن أن ينشقوا إلى الجانب الروسي إذا رأوا تفوق موسكو حيث يطمح الكثيرون منهم إلى تولي مناصب قيادية في أوكرانيا تحت الهيمنة الروسية.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4xMDIg جزيرة ام اند امز