مشكلة "غير متوقعة" تهدد مصانع الهند مع تخفيف الإجراءات
بعد شهرين من إجراءات عزل قاسية بهدف وقف انتشار فيروس كورونا المستجد، خففت الهند التي تضم 1,3 مليار نسمة القيود وتحاول إنعاش اقتصادها.
تعاني المصانع والشركات الهندية من أزمة عمالة غير متوقعة بعد تخفيف إجراءات العزل بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حتى باتت هذه المصانع تواجه صعوبة في استئناف العمل.
وبعد شهرين من إجراءات عزل قاسية جدا بهدف وقف انتشار فيروس كورونا المستجد، خففت الهند التي تضم 1,3 مليار نسمة القيود منذ نهاية مارس/آذار الماضي وتحاول إنعاش اقتصادها.
- حدث فريد لم يشهده الاقتصاد الهندي منذ 40 عاما
- "مبادلة" الإماراتية تستثمر 1.2 مليار دولار في "جيو بلاتفورمز" الهندية
لكن التوقف المفاجئ للنشاط أدى إلى رحيل ملايين العمال المهاجرين الذين خسروا مصدر رزقهم بين ليلة وضحاها بعدما فروا من المدن الكبيرة إلى الأرياف الهندية. وفي غياب وسائل النقل اضطر بعضهم للمشي مئات الكيلومترات تحت شمس حارقة.
ولم تعد شركات هندية عديدة تعتمد بشكل كبير على هؤلاء العمال القادمين من مناطق ريفية فقيرة، تملك يدا عاملة كافية مع تخفيف إجراءات العزل. والأسوأ من ذلك أن كثيرين وتحت صدمة قسوة الحجر، قد يقرر جزء من هؤلاء المهاجرين عدم العودة إطلاقا.
ويقول مسؤول في "أكوالايت إنداستريز" الشركة المالكة لمصنع الأحذية الواقع في ولاية هاريانا إن "60% من عمالنا رحلوا. كيف يمكننا تشغيل المصنع بثلث اليد العاملة المتوفرة لدينا؟".
وأضاف "اضطررنا لوقف إنتاجنا من الأحذية الرياضية بالكامل مع أننا نمتلك أجهزة متطورة تقنيا لكنها بحاجة إلى يد عاملة مؤهلة لتشغيلها".
وفي إقليم سورات بولايو غوجارات غرب البلاد، المعروفة بنشاطها لصقل الألماس، قال رئيس الجمعية المحلية للألماس بابو كاثيريا لوكالة فرانس برس إن ورشات عديدة لم تتمكن من إعادة فتح أبوابها لأن 70% من العمال غادروا المدينة.
أعمدة الاقتصاد
أوضح سانتوش ميهروترا الأستاذ في مركز دراسات في القطاع والعمل غير الرسمي في جامعة جواهر لال نهرو، أن "جزءا كبيرا من الصناعات التحويلية يتركز في الواقع في الولايات التي كان تأثير الوباء فيها كبيرا مثل تاميل نادو وغوجارات وماهاراشترا ودلهي".
وأضاف "إنها المناطق التي يتم فيها توظيف العدد الأكبر من العمال بطبيعة الحال".
ويقدر عدد العمال المهاجرين الذين انتقلوا لكسب لقمة العيش في المدن بنحو 100 مليون شخص في جميع أنحاء هذه الدولة العملاقة في جنوب آسيا، أي حوالى خمس السكان. ولا غنى عن هذه اليد العاملة لتشغيل قطاعات عديدة من النسيج إلى ورشات البناء ومن صناعة الآجر إلى المناجم.
وقالت منظمة "سيف لايف" إن هجرة هؤلاء السكان بسبب العزل أدت إلى موت نحو 200 منهم بسبب الإنهاك أو في حوادث على طريق عودتهم إلى قراهم.
ويتوقع المحللون أن يتأثر نمو ثالث اقتصاد في آسيا الذي لم يتجاوز 3,1% على مدى العام في الربع الأول وكان الأبطأ منذ 20 عاما، بهذا النقص في اليد العاملة على الأمد القصير.
ورأى سانتوش ميهروترا أن العمال المهاجرين الذين صدموا بتسريحهم بدون إنذار مسبق ليصبحوا بلا مصدر رزق بعيديين عن بيوتهم "لن يستعجلوا العودة".
وقال "قد يعود بعضهم لكن كثيرين سيبحثون عن عمل ليس في المدن الكبرى بل في مدن صغيرة قريبة (من منازلهم) أقل تضررا بالفيروس".
ومن الصعب معرفة ما إذا كانت المناطق الريفية في الهند ستنجح في امتصاص هذا التدفق من العاملين بينما يعاني اقتصادها من تراجع.