اكتشاف مذهل.. فك الشفرة الجينية لأشهر دودة في العالم

في اكتشاف علمي مذهل، نجح علماء من جامعة كاليفورنيا بسانتا كروز في فك الشفرة الجينية لدودة الموز التي تعيش في غابات الساحل الشمالي.

ودودة الموز أو حلزون الموز هو الاسم الذي يطلق على إحدى أكبر الديدان البرية في العالم والتي تعيش في المناطق الرطبة من الغابات الساحلية.

وأطلق عليها هذا الاسم، بسبب لونها الذي يشبه لون قشرة الموز الناضجة، حيث تتميز بلون أصفر زاهٍ، وفي بعض الأحيان تظهر عليها بقع بنية، مما يجعلها تشبه إلى حد كبير الموز الناضج ذو القشرة المرقطة.

وفك الشفرة الجينية لهذا الكائن، ليس مجرد خطوة علمية، بل قد يفتح الباب لمزيد من الفهم حول كيفية تكيّف هذا الكائن مع التغيرات المناخية، مما يساعد في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي في الولاية.

ويعد هذا الإنجاز جزءًا من مبادرة أكبر تهدف إلى دراسة الحمض النووي لـ230 نوعا من الكائنات المهددة بالانقراض في كاليفورنيا.

ويقول البروفيسور راسل كوربيت-ديتيغ، قائد الفريق البحثي، أن دودة الموز "تمثل البيئة المحيطة بها"، مما يجعلها نموذجا رائعا لدراسة تأثيرات المناخ على الأنواع.

ووفقًا للدراسة المنشورة بدورية "علم الوراثة"، فقد تم التعرف على ثلاث مجموعات جينية رئيسية لدودة الموز في كاليفورنيا، مما يعكس تاريخا طويلا من الانفصال الجغرافي والتكيف مع البيئات المختلفة.

واعتبر العلماء أن هذه الدراسة تمهد الطريق لفهم أعمق لخصائص دودة الموز المدهشة، مثل قدرتها على التخدير من خلال مخاطها، كما أن قدرتها على التكاثر الذاتي تضيف لغزا آخر يجعل دراسة هذا الكائن أكثر إثارة.

وأعرب ماكس جينتي، طالب الدكتوراه والمؤلف الأول للدراسة، عن شغفه بالكشف عن العلاقات بين تجمعات دودة الموز المختلفة في جميع أنحاء كاليفورنيا، وقال: "لا نعرف بعد مدى تفاعل هذه الأنواع مع بعضها، أو إذا كانت تفضل التكاثر الذاتي".

وهذا الإنجاز العلمي الفريد لم يكن سهلا، حيث واجه الباحثون تحديات كبيرة في استخراج الحمض النووي لدودة الموز بسبب مخاطها اللزج المعقد، لكنهم تغلبوا على هذه العقبة باستخدام تقنيات جديدة مكنتهم من الحصول على خريطة جينية كاملة بدون أخطاء.

وهذه الخريطة الجينية ستوفر للعلماء موارد ثمينة لدراسة المزيد من السمات الكيميائية لهذا الكائن الغامض. ومن يدري، ربما تكشف هذه الدودة عن أسرار أخرى تجعل منها رمزا ليس فقط للجامعة، بل للعلم في المستقبل.