الكاتب الإماراتي عوض الدرمكي: فوز "بصمات" بجائزة العويس يعطي دفعة مهمة
البرنامج يستهدف محاولة دحض الشبهات التي أثيرت حول الحضارة الإسلامية وإعادة الحق لأصحابه، وذلك بالدفاع عن الحضارة العربية.
قال الكاتب الإماراتي عوض بن حاسوم الدرمكي، الفائز بجائزة أفضل فيديو توعوي، في جائزة مؤسسة العويس للإبداع، إن فوز البرنامج بالجائزة يمثل قيمة مهمة في مشواره ويعطي دفعة كبيرة.
وأشار في حوار مع "العين الإخبارية" إلى أن برنامجه ينقل المشاهد التلفزيوني إلى رحاب تاريخ الحضارة العربية والإسلامية وعلاقاتها بالآخر، من خلال رحلة سرد قصصية تتناول شخصية مهمة في زمن معين، وبصورة حميمية بعيداً عن القوالب الجاهزة، وإلى نص الحوار..
ما شعورك بعد فوزك بجائزة العويس؟
جائزة سلطان العويس تتمتع بسمعة وصيت طيبتين في أوساط النخب العربية المثقفة، ولم يكن هدفي من برنامجي "بصمات" الفوز بهذه الجائزة أو غيرها، لكن هدف الجائزة يعتبر تكليلاً لجهود استنمرت قرابة ستة شهور من التصوير والإعداد والإخراج. بمعنى من المعاني، إنها إنصاف من جائزة نخبوية تركت أثراً كبيراً في نفسيتي ونفسية فريق العمل.
يتميز برنامج "بصمات" بالسرد الروائي والقصصي للتاريخ، هل اخترت هذا الأسلوب بدراسة وإمعان؟
لدى الهنود الحمر مقولة شهيرة تقول: "الذي يروي القصص يحكم العالم"، والقرآن الكريم مليء بقصص الأنبياء والأمم البائدة.
القصص تعلق في أذهان الناس أكثر مما تعلق فيها النظريات والمنهجيات المجردة، هذا من جانب، ومن جانب آخر عندما تتكلم عن التاريخ، يجرنا ذلك إلى التكلم عن الأحداث الواقعية والشخصيات الحقيقية، وما تركته من بصمات في مسار الحضارة العربية الإسلامية.
الميل إلى السردية يكون على شكل حديث من صديق إلى صديق، لا مجرد برنامج تلفزيوني يبدو فيه مقدم البرنامج كأنه أستاذ يتحدث إلى تلاميذه، وتلاحظ هذا في اللهجة المحلية التي تمتزج باللغة الفصحى أو اللغة البيضاء حتى تعلق بالأذن، لأن الناس يسمعون هذه اللهجة في جلساتهم العائلية ومع سمّارهم ومحبيهم.
لذا كان لا بد لي من اختيار سردية معقولة بلهجة يتقبلها المجتمع المحلي، رغم تفضيل البعض للفصحى، لكنني لم أكن أرغب أن تعكير صفو المستمع المحلي الذي استهدفه من خلال برنامجي.
هل تعتقد أن السرد ميز برنامجك عن البرامج الأخرى؟
الأسلوب بطبيعة الحال أحد عناصر النجاح، والحديث إلى جمهور معين يفرض مخاطبته باللهجة التي يفضلها، البعض يبحث عن حقائق مجردة وأرقام، والبعض الآخر يفضل الأحداث والوقائع.
الأسلوب جزء من عوامل النجاح وليس كله، أعتقد أن أهم سبب في نجاح البرنامج هو سعيه إلى الإجابة عن الغموض والشبهات التي أثيرت حول الحضارة الإسلامية وتاريخها وشخصياتها؛ حيث تم تشويهها عن قصد تارة، وبسبب نقص العلم تارة أخرى.
البرنامج استهدف في المقام الأول محاولة دحض هذه الشبهات وإعادة الحق لأصحابه، وذلك بالدفاع عن الحضارة العربية الإسلامية التي تم تشويهها من قبل بعض المستشرقين، إذن الأسوب له دور لكن محتوى برنامج "بصمات" أعاد للفرد العربي شخصيته وهويته. وهذا أهم عامل في نجاحه وتميزه.
عالجت في "بصمات" تاريخ الحضارة الأندلسية وحكامها عبر التاريخ، هل تعتقد أن العودة إلى هذا الجزء من تاريخنا ضروري أمام التحديات الحالية؟
ــــ المقولة الشهيرة السائدة والتي لا تزال لها حيوية الحضور: "تعلمنا من التاريخ أننا لا نتعلم من التاريخ"، وأعتقد أن كثيراً من سقطات الشعوب والدول والأفراد جاءت من عدم قدرتهم على استقراء التاريخ جيداً.
هناك انتقائية في قراءة أحداث معينة أو تصوير الماضي كأنه ليالٍ وردية رغم ما فيه من عثرات ومعوقات وإخفاقات، لذا من الضروري جداً أن نتعرف فعلياً على تجرية الأندلس، لأنها كانت على صلة مباشرة بأوروبا، ورغم فترات التناغم في قرطبة لكن البعض استغل الدين عن طريق البابوات وتجييش أووربا بأكملها لاستئصال الوجود الاسلامي، باعتباره عنصراً غريباً من شبه الجزيرة الأيبرية.
التاريخ يعيد نفسه ويتكرر لكن الطبائع البشرية لا تتغير رغم تحولات التقنيات ومعطيات الحضارة، ويبقى الإنسان كما هو، تُحركه عوامل معينة تهدف إلى غايات محددة. وعندما نجهل كيف جرت الأمور في الماضي، نعطي لأنفسنا فرصة أخرى لسقطات جديدة.
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز