حظر مسرحية كردية.. إرهاب ثقافي يستفز معارضة تركيا

أذرع أردوغان تمتد لاستفزاز معارضيه من رؤساء البلديات ممن أطاحوا بعرشه على المدينة الأهم بالبلاد

عبر وصيه المنصب وال على إسطنبول، تمتد أذرع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستفزاز معارضيه من رؤساء البلديات ممن أطاحوا بعرشه على المدينة الأهم بالبلاد.

استفزاز يتدثر هذه المرة بعباءة إرهاب ثقافي يستهدف ضرب عصفورين بحجر واحد: الإمعان في قمع الأكراد من جهة، وبعث رسالة لمعارضيه بأن نجاحهم في اكتساح البلديات لا يكسر قراراته عليها.

والثلاثاء، منعت السلطات التركية عرض مسرحية "بيرو" وهي ترجمة كردية لمسرحية "الأبواق والتوت البري" للكاتب الإيطالي داريو فو باللغة الكردية.

وكان من المقرر عرض العمل في مسرح بإسطنبول للمرة الأولى في التاريخ الحديث لتركيا، أي من أكثر من 106 أعوام، بحسب المنظمين. 

وتحججت سلطات أردوغان في منع المسرحية بـ"الأمن العام"، إذ قالت ولاية إسطنبول إن "العمل المسرحي يمثل دعاية لمنظمة إرهابية".

ودفعت ادعاءات الولاية التي يترأسها رجل أردوغان علي يرلي قايا، المنظمات المسرحية ومسارح إسطنبول التابعة للبلدية الكبرى بالمدينة، إلى إصدار بيان باللغتين التركية والكردية، تنديدا بالإجراء، وتأييدا للعمل المسرحي وللقائمين عليه.

لماذا الآن؟

أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أعرب عن استنكاره للقرار.

والأربعاء، نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "غزته دوفار" التركية المعارضة، عن إمام أوغلو المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، استنكاره واستغرابه من منع عرض المسرحية، رغم أنها عرضها سابقا على مسارح الدولة بنسختها التركية.

وأضاف إمام أوغلو متسائلا: "ماذا سيحدث إذن لو عرضت باللغة الكردية؟!"، مضيفًا "لا أكاد أصدق أن هذا هو الوضع الذي وصلت إليه العقلية التي تدير تركيا".

وشدد المعارض التركي على "ضرورة أن يتحرك النظام بعقلية تتفق مع القوانين والأمور المنطقية".

ولفت إلى أن "المسرحية التي منعت من العرض قبل ساعات من انطلاقها، عرضت من قبل على المسارح التركي أكثر من 20 مرة في مدينة إسطنبول وحدها على مدار 4 سنوات مضت".

وتابع قائلا: "أين كنتم طيلة هذه الفترة التي عرضت فيها تلك المسرحية؟ فلو كانت هناك تهمة علاقة بالإرهاب في هذا العمل، كان ينبغي عليكم حينها التدخل لوقفها؟ لكن هذا لم يحدث من قبل فلماذا حدث الآن؟".

وأردف: "الآن، أقولها بكل صراحة: هذا قرار خاطئ، وتوصيف غير صائب للعمل المسرحي".