بالصور.. المسجد النبوي مهوى أفئدة قادة العالم قبيل قمم مكة
قادة ورؤساء وفود عدد من الدول المشاركة في قمم مكة يتوافدون على المدينة للصلاة في المسجد النبوي
رغم أن المدينة المنورة لا تستضيف أي اجتماعات أو مباحثات ذات صلة بالقمم الثلاث التي تنطلق في مكة المكرمة يومي الخميس والجمعة 30 و31 مايو/أيار الجاري، إلا أنها مهوى أفئدة قادة العالم الإسلامي قبيل مشاركتهم في قمم مكة.
- خبراء أمنيون عن قمتي مكة: تسهم في الخروج بمعادلة عسكرية للاستقرار
- نواب مصريون: قمتا مكة فرصة للحوار لمواجهة التحديات
وتوافدت، خلال الساعات الماضية، قادة ورؤساء وفود عدد من الدول المشاركة في قمم مكة، إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ للصلاة في المسجد النبوي، والتشرف بالسلام على الرسول- صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه رضوان الله عليهما.
قادة في المسجد النبوي
وقام كل من رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة، العقيد عثمان غزالي، ورئيس جمهورية غينيا البروفسور ألفا كوندي ورئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، ورئيس الوزراء وزير الميزانية بساحل العاج أمادو غون كوليبالي، كل على حدة بزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه والتشرف بالسلام على الرسول- صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه رضوان الله عليهما.
وعقب زيارتهم للمسجد النبوي توجهوا إلى جدة، تمهيداً لمشاركتهم في القمم التي تستضيفها مكة.
وتستضيف مكة 3 قمم، منها قمتان عربية وخليجية طارئتان 30 مايو/أيار الجاري تعقبهما في اليوم التالي القمة الإسلامية العادية الـ14.
وتأتي القمتان العربية والخليجية الطارئتان للتشاور والتنسيق في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بعد الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة 12 مايو/أيار الجاري.
وما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة بعدها بيومين، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة.
ثم تستضيف المملكة العربية السعودية الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية العادية لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرّمة تحت شعار: (قمة مكة: يدا بيد نحو المستقبل)، وذلك من أجل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي.
وخلال القمم والفعاليات التي تستضيفها المملكة، يحرص قادة العالم الإسلامي ورؤساء الوفود المشاركة على زيارة المدينة المنورة، للصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، الذي عد الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، فالصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة، ثم يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل الصلاة في المسجد النبوي، حيث قال صلى الله عليه وسلم "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وقال صلى الله عليه وسلم "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".
وتتقاطر هذه الأيام (العشر الأواخر من رمضان) تباعاً حشود من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ للصلاة في المسجد النبوي، وزيارة أبرز المعالم الإسلامية في "طيبة الطيبة"، كما تلقب المدينة.
تطوير المشاعر المقدسة
ويلمس الزائر لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التطوير المتواصل والاهتمام المتزايد بطيبة الطيبة.
ويمثل الاهتمام بالحرمين الشريفين وقاصديهما، أولوية قصوى لدى قادة المملكة العربية السعودية، وذلك منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- ومروراً بأبنائه الملوك، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وتجسد متابعة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده للمشروعات الكبرى لتوسعة المسجد النبوي الشريف، وتطوير وتحسين المناطق المجاورة، وزياراتهما المتوالية لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مدى حرص القيادة السعودية على تحقيق كل ما يمكّن ضيوف الرحمن من أداء نسكهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، وتوفير الرعاية الشاملة لهم وتسخير الإمكانات لتوفير أفضل الخدمات لقاصدي المسجد النبوي، ولأهالي مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وزائريها.
وتعد المشروعات الحيوية الكبرى التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتشييدها في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ومشروعات النقل العام، ومن أبرزها مشروع "قطار الحرمين السريع"، وتوسعة وتشغيل مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، شاهداً على عنايته بكل ما يمكن الحجاج والمعتمرين والزائرين من أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
وزادت المشروعات التي أقامتها المملكة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة مع إطلاق رؤية المملكة 2030 التي أكدت فخر المملكة بخدمة الحرمين الشريفين بوصفها قبلة المسلمين، والعمق العربي والإسلامي بغية إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين، ليؤدوا مناسكهم في راحة ويسر، تضاعفت على إثرها الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، بما يتناسب وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار في كل عام.
جنة الله في الأرض
وشهد المسجد النبوي الذي بناه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيديه الشريفتين في السنة الأولى من الهجرة، بعد قدومه إلى المدينة المنورة مهاجراً من مكة المكرمة، نحو 10 توسعات متعاقبة على مر العصور، أكبرها جرت في عهد الدولة السعودية.
ووسط المسجد النبوي الشريف توجد جنة الله في الأرض التي قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"، ذلك المكان الذي شهد صلاة المصطفى ركوعه وسجوده وخطبه في الناس ومقابلته للوفود، يشهد في أيام وليالي شهر رمضان المبارك ازدحاماً من المصلين والزوار، للظفر بصلاة في جنة الله في الأرض.
ويكتظ المصلون والزوار في الروضة الشريفة على مختلف ثقافاتهم وتنوع أجناسهم وعلى كامل مساحة الروضة ومدار الساعة رُكعاً سجداً متضرعين خاشعين بالدعاء تالين لكتاب الله.
و"الروضة الشريفة" تقع غربي الحجرة النبوية مباشرة، وتمتد إلى المنبر، وتبلغ مساحة الروضة نحو 330 متراً مربعاً، وتبلغ أبعادها 22 متراً من الشرق إلى الغرب و15 متراً من الشمال إلى الجنوب.
وتضم الروضة المحراب النبوي الذي يقع في الجزء الغربي منها ما يفصله عن المنبر مسافة 7 أمتار تقريباً، ويحد الروضة من الجنوب سياج من النحاس يفصلها عن زيادتي عمر وعثمان - رضي الله عنهما - أما من الجهتين الشمالية والغربية فهي متصلة ببقية أجزاء المسجد.
ويميز الروضة عن باقي مساحة المسجد أعمدتها المكسوة بالرخام الأبيض الموشى بماء الذهب إلى ارتفاع مترين تقريباً، وتقع إلى الناحية الشرقية من الروضة الشريفة حجرة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما -ومن الغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب جدار المسجد الذي به محراب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الشمال الخط المار شرقاً من نهاية بيت عائشة - رضي الله عنها - إلى المنبر غرباً.
وتضم الروضة على أطرافها معالم عدة منها الحجرة الشريفة التي تضمّ قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ومحرابه صلى الله عليه وسلم الذي وضع في وسط جدارها القبلي، ومنبره عليه الصلاة والسلام، وتتخللها عدد من الأعمدة المميزة عن سائر أساطين المسجد، بما كسيت به من الرخام وفي الجهة القبلية من الروضة حاجز نحاسي جميل، يفصل بين مقدمة المسجد والروضة بارتفاع متر، أقيم عليه مدخلان يكتنفان المحراب النبوي، وتنتشر في الروضة الأساطين الحجرية التي وضعت عليها خطوط مذهبة تميزها عن غيرها من أساطين المسجد.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز