خبراء أمنيون عن قمتي مكة: تسهم في الخروج بمعادلة عسكرية للاستقرار
الخبراء لم يستبعدوا إعادة طرح أشكال من التعاون العسكري العربي المشترك، خلال فعاليات القمتين، والنقاش حول تقوية العلاقات العسكرية.
محاولة الخروج بمعادلة أمنية وعسكرية تعمل على استقرار منطقة الخليج العربي والإقليم بأكمله، كانت إحدى المطلوبات التي حملها خبراء أمنيون للقمتين العربية والخليجية بمكة المكرمة، اليوم الخميس.
فثمة ضرورة كبيرة لتعزيز قواعد العمل العربي المشترك في ظل الحشد الأمريكي الاستثنائي بالمنطقة وتهديدات إيرانية مستمرة مع أذرع طهران المستنفرة في اليمن والعراق وسوريا وربما لبنان.
ولم يستبعد الخبراء في الوقت ذاته، إعادة إنتاج وطرح أشكال من التعاون العسكري العربي المشترك، خلال فعاليات القمتين، والنقاش حول تقوية العلاقات العسكرية بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك بين دول المجلس مع بعضها البعض.
ووجه خادم الحرمين الشريفين، السبت الماضي، الدعوة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي و الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين بمكة المكرمة الخميس 30 مايو/أيار الجاري.
جاءت الدعوة، وفق مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، لبحث تداعيات الهجوم على سفن تجارية خارج المياه الإقليمية لدولة الإمارات، وما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بالهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالسعودية، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.
وتتزامن القمتان مع القمة الإسلامية الـ14 المرتقب انعقادها أيضاً في مكة المكرمة يوم 31 مايو/أيار الجاري، بمشاركة عدد كبير من قادة دول منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددها 57 دولة.
الناتو العربي
وقال العميد خالد عكاشة الخبير الأمني وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب بمصر، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": نأمل أن يتم خلال القمتين وضع تقديرات موقف حقيقية وواقعية حول حجم التهديدات في المنطقة، وآفاق التصعيد الدائر بين أمريكا وإيران.
وأوضح عكاشة أنه لا بد من صياغة مواقف مشتركة ورؤى متقاربة حتى تتعاطى مع التصعيد الحالي، ومناقشة الأدوار العربية المطلوبة للخروج بمعادلة أمنية مستقرة لمنطقة الخليج والإقليم بكامله.
وشدد على ضرورة صياغة رؤى وقرارات حول بعض الخدمات الرئيسية شديدة الدقة مثل ضمان تأمين حرية الملاحة وعدم تهديد سوق النفط العالمي، والتأمين وحرية التداول والحركة الملاحية في موانئ المنطقة بكاملها.
ولم يستبعد عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب إمكانية إعادة طرح وإنتاج أشكال من التعاون العسكري المشترك.
وأردف"ربما يتم أيضا إعادة الحديث حول مبادرة (الناتو العربي)، رغم أنها لم تحظ سابقا بموافقة عدد من الدول، لطرحها بظروف مختلفة عن الظرف الحالي، لكن ربما يكون المشهد الجديد للمنطقة دافعا لإعادة إنتاج هذا الأمر.
وأضاف عكاشة: "كان مطروحا داخل أروقة الجامعة العربية تفعيل قوة عربية مشتركة، لكن الأمر لم يأخذ الاهتمام أو الفحص الكافي، لكن إزاء المشهد الجديد للمنطقة قد يتم تجديد وإعادة طرح أشكال من العمل العسكري المشترك، تحظى بالقبول وتتجاوز الملاحظات التي تم طرحها السابقة، وربما يكون للمملكة العربية السعودية رؤية متقدمة في هذا الأمر".
وأضاف أن إعادة طرح أشكال العمل العسكري المشترك للنقاش سواء عبر مبادرة الناتو العربي أو القوة المشتركة هي أمور مرشحة بقوة في مثل تجمع كهذا (القمة العربية والخليجية بمكة)، وفي هذا الظرف الأمني العسكري في المنطقة.
وربط عكاشة الحشد العسكري الاستثنائي الأمريكي في المنطقة، بمقابل أذرع إيرانية مستنفرة في دول اليمن والعراق وسوريا وربما لبنان والتي تقف على أهبة الاستعداد للانخراط في معادلة التصعيد الإيرانية كإحدى أوراق الأخيرة للاستعانة بها في مواجهة الولايات المتحدة.
مواجهة التهديدات الإيرانية
وبدوره، قال اللواء دكتور محمود منير حامد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية إنه في ظل تمدد النفوذ الإيراني ووجود أطماع له في المنطقة، وسياسة التصعيد، فالموقف يفرض نفسه بضرورة الخروج من القمتين بصورة توافقية وتفاهمات وأطر لتوحيد الجهود العربية، وليس شرطا أن يتم الإعلان عن جميع هذه التفاهمات.
وحول إمكانية إعادة النقاش حول المبادرة الأمريكية "الناتو العربي"، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية إنه ليس مؤكدا أن يكون الأمر مطروحا؛ لأنه قد رفض بشكل صريح من قبل السعودية ومصر، ولكن ما قد يكون مطروحا، هو تقوية العلاقات العسكرية بين مصر ودول التعاون الخليجي، وكذلك بين دول مجلس التعاون الخليجي وبعضها، وهو ما ظهر بوجود "مؤشرات تتعلق بزيادة حجم المناورات العسكرية بين دول المجلس وبعضها، وبين قوات التعاون الخليجي والقوات المصرية وكذلك مع الأردن.
وأكد منير أن "الواقع الفعلي يظهر صورا وأسلوبا للتعاون العسكري في المنطقة، تدحض فكرة الناتو العربي الذي اقترحته الولايات المتحدة، حيث إن التعاون الأمريكي لن يكون دون مقابل، بعكس التعاون العربي – العربي"، مبينا أن الولايات المتحدة حصلت على مقابل دعمها واشتراكها في عمليات عسكرية بالمنطقة، إما في صورة مباشرة أو غير مباشرة بحصولها على صفقات سلاح ضخمة.
وتعمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وضع أسس لتشكيل "تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط" (وهو الاسم الرسمي لما أطلق عليه الناتو العربي) الذي يفترض أن يشمل وفقا للمخططات الأمريكية، 6 دول خليجية عربية، وذلك على غرار حلف شمال الأطلسي هدفه "التصدي" لسياسات طهران.
وقال منير حامد إن منطقة الخليج تتعرض لتهديدات إيرانية أسهمت في عدم استقرار المنطقة، وذلك في ظل سياسة أمريكية تتجه إلى التصعيد، من هنا دعا خادم الحرمين الشريفين إلى عقد قمة عربية مصغرة؛ لبحث الأمور المتعلقة بهذه التهديدات المؤثرة على الأمن القومي للمنطقة لاتخاذ موقف موحد قبل عقد القمة الإسلامية.
وأشار إلى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين تأتي في إطار التنسيق الخليجي، والخليجي المصري، وسيتم خلالها بحث السياسة الإيرانية تجاه الخليج، وتصاعد الموقف الإيراني وبالأخص ضد السعودية والإمارات.
وأوضح: لم تقتصر التهديدات الإيرانية على مواقف سياسية فقط، بل تلاحظ وجود حالة من العداء وصلت إلى الصدام، وظهر ذلك في العمليات التي جرت ضد 4 ناقلات خارج المياه الإقليمية الإماراتية، وكذلك تهديد ميناء تصدير النفط السعودي في منطقة الخليج، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى زيادة حجم أسطولها، بحكم أن ما حدث يتعارض مع مصالحها في المنطقة، وتأمين مصادر الطاقة لها.
وأردف: لقد تم دفع المنطقة إلى حافة المواجهة ما بين إيران من جهة، ودول الخليج من جهة أخرى، وكذلك إيران في مواجهة الولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز