نواب مصريون: قمتا مكة فرصة للحوار لمواجهة التحديات
برلمانيون مصريون أكدوا أن الموقف العربي الراهن والتحديات الحالية لا تحتمل إلا نجاح القمتين لمواجهة تهديدات الأمن القومي العربي
قال رؤساء لجان نوعية بمجلس النواب المصري إن القمتين العربية والخليجية اللتين تعقدان في مكة المكرمة أواخر شهر مايو الجاري فرصة للحوار بين الأشقاء والقادة والزعماء العرب حول قضايا العمل المشترك، وبحث سبل مواجهة الأزمات والتحديات التي تواجه الأمة.
وأكد النواب المصريون، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن الموقف العربي الراهن والتحديات الحالية لا تحتمل إلا نجاح القمتين والخروج بإجراءات عملية تحافظ على الأمن القومي العربي واستقرار المنطقة.
ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، السبت الماضي، الدعوة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين بمكة المكرمة الخميس 30 مايو الجاري.
وتأتي الدعوة، وفق مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، لبحث تداعيات الهجوم على سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات، وما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من طهران بالهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالسعودية، لما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.
وتتزامن القمتان مع القمة الإسلامية الـ14 المرتقب انعقادها أيضاً في مكة المكرمة يوم 31 مايو، بمشاركة عدد كبير من قادة دول منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددها 57 دولة.
وقال أحمد رسلان، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، إن الاستجابة السريعة من القادة والزعماء العرب لانعقاد القمتين دليل على وجود رغبة لتحديد نقاط التوافق التي تؤهل للحفاظ على استقرار المنطقة وحماية مقدراتها، ومواجهة أي محاولة للانتقاص من حقوقها ومصالحها، أو التدخل في شؤونها الخاصة.
وأوضح رسلان، في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن التنسيق والعمل العربي المشترك والوحدة الحقيقية بين الدول العربية هما الطريق الأفضل لمواجهة جميع التحديات والمؤامرات والمخاطر التي تواجه المنطقة، معربا عن ثقته في نجاح القمتين والخروج بنتائج لصالح الدول والشعوب العربية.
من جهته، قال اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، لـ"العين الإخبارية"، إنه من المأمول توحيد الرؤى والمواقف العربية، في ظل التصعيد الإيراني والأمريكي بالمنطقة.
وأضاف عامر أن "تهديدات إيران لا تتوقف، من خلال أذرعها في دول عديدة بالمنطقة بينها اليمن وسوريا"، معربا عن تطلعه أن تخرج القمة العربية لمواجهة التهديدات والتحديات التي تواجه الأمة.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت، الجمعة الماضية، نشر 1500 جندي إضافي في الشرق الأوسط، بسبب "تهديدات مستمرة" ضد القوات الأمريكية صادرة عن "أعلى مستوى" في الحكومة الإيرانية.
ويأتي قرار نشر الجنود الأمريكيين في ظل التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، في وقت تشهد العلاقات بينهما تصعيدا منذ مطلع الشهر الجاري، بعد أن علقت طهران بعض التزاماتها بموجب اتفاق حول برنامجها النووي أبرم في 2015، بعد عام على انسحاب واشنطن منه، في حين شددت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوباتها على الاقتصاد الإيراني.
وبدوره، قال محمد أبوحامد وكيل لجنة التضامن في مجلس النواب المصري "نأمل في اتخاذ إجراءات وقرارات عملية في القمتين، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، وارتفاع وتيرة الأحداث بها".
وأكد أبوحامد أن الظروف الصعبة للمنطقة لا تحتمل إلا النجاح والخروج بقرارات وتوصيات عملية لردع إيران، لافتا إلى إدراك الدول المشاركة في القمتين الكامل لخطورة الظرف العربي الراهن.
ودعا النائب المصري إلى ضرورة تنسيق المواقف التي ستتخذ في ظل سيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها الخيار العسكري، فضلا عن مناقشة الإجراءات العملية الكفيلة للحفاظ على الأمن القومي العربي، وإجراءات الدول العربية والإسلامية لحماية مصالحها وحقوقها الاقتصادية في المياه الإقليمية.
كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استبعد إمكانية التوصل لحلول دبلوماسية سريعة لأي أزمة قد تنشأ بين طهران وواشنطن، نتيجة عدم وجود قنوات اتصال بينهما.
ونقلت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية، السبت الماضي، عن ظريف قوله "إنه في ظل الأوضاع الراهنة التي خلقتها الإدارة الأمريكية فلا إمكانية للحل السهل والسريع"، مؤكدا صعوبة إجراء أي اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو في الوقت الحالي.