"رسول الإنسانية".. حملة مُلهمة تنطلق من الإمارات للتعريف بنبي الرحمة
حملة تعريفية كبرى بنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته السمحة الداعية للسلم والسلام والتسامح أطلقها مجلس حكماء المسلمين.
يأتي إطلاق الحملة وسط موجة غضب واسعة بالعالم الإسلامي، بعد إساءة بعض مسؤولي الحزب الحاكم الهندي إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ما أثار احتجاجات واسعة بالهند.
أهداف الحملة
تستهدف الحملة المُلهمة -التي انطلقت بعدة لغات على جميع منصات التواصل الاجتماعي- التعريف بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم تحت وسم #رسول_الإنسانية، وتشمل الرد على الشبهات المتداولة عن النبي الكريم وسيرته العطرة والتشريع الإسلامي المأخوذ من أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم.
ومجلس حكماء المسلمين -الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرًّا له- هو هيئة دولية مستقلة، تهدف إلى تعزيز السلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح، يرأسها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وتضم في عضويتها نخبة من العلماء.
وتهدف حملة "رسول الإنسانية" إلى التعريف برسالة النبي السمحة التي تحمل الخير والمحبة والسلام للإنسانية جمعاء.
وتتناول الحملة أخلاق نبي الإسلام والقيم والفضائل التي جاء لإحيائها والتأكيد عليها، ومارسها النبي قولا وفعلا، فظهرت رحمته للخلق جميعا، وترسخت دعوته للسلم والتسامح وحرية الاعتقاد والإخاء الإنساني، كما جاء في وثيقة المدينة المنورة التاريخية، التي تعد ملهمة للدساتير الحديثة.
كما تستعرض حملة #رسول_الإنسانية اجتهادات كبار علماء المسلمين في وصف النبي وتقديمه للعالم، بالإضافة إلى أقوال موثقة لكبار المفكرين والفلاسفة المنصفين من غير المسلمين عن النبي الكريم الذين وضعوا سيرته ومنجزه الإنساني على طاولة البحث والدراسة المنصفة، وانتهت دراساتهم إلى تقدير مكانته وأثره الإنساني الإيجابي على العالم.
وفي أول تغريدة ضمن الحملة، نشر مجلس حكماء المسلمين مقتطفات بعدة لغات من أقوال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين حول أهمية الاقتداء بالأخلاق المحمدية، قال فيها :"نشعر بأننا في أمسّ الحاجة إلى تجديد حياتنا في شتى مناحيها: الشخصية والاجتماعية والإنسانية، على هدي من الأخلاق المحمديَّة، وأن نلتمس في رياضها علاجًا للأَزمات التي تمرُّ بها أمتنا العربية والإسلاميَّة.".
وفي إطار الحملة نفسها، تم نشر تغريدة تضم مقتطفات من أقوال الكاتب والفيزيائي الأمريكي مايكل هارت في كتابه "الخالدون الـ100" عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيها "إن اختياري محمدًا، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي".
غضب واحتجاجات
يأتي إطلاق الحملة وسط موجة غضب واسعة بالعالم الإسلامي، بعد إساءة بعض مسؤولي الحزب الحاكم الهندي إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أدلى عضوان كبيران في حزب "بهاراتيا جاناتا" الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتصريحات أساءت إلى المسلمين.
وأدلت متحدثة باسم الحزب بالتعليق المسيء في مناظرة تلفزيونية، بينما جاء التعليق الآخر لمتحدث باسم الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوقف الحزب المتحدثة باسمه نوبور شارما عن العمل وأقال مسؤولا آخر هو نافين كومار جيندال، بسبب تصريحاتهما المسيئة للنبي محمد، التي أغضبت أيضا العديد من الدول الإسلامية، ما شكل تحديا دبلوماسيا كبيرا لحكومة مودي.
ورُفعت دعاوى ضد هذين المسؤولين السابقين في حزب بهاراتيا جاناتا، لكن ذلك لم يمنع المسلمين الغاضبين من النزول إلى الشوارع للاحتجاج.
وناشد زعماء مسلمون وأئمة مساجد في الهند، المسلمين لتعليق خطط الاحتجاج على التصريحات المسيئة للنبي بعد أن اتخذت المظاهرات منعطفا عنيفا الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل مراهقين مسلمين اثنين وإصابة أكثر من 30 شخصا بينهم رجال شرطة، واعتقال المئات.
وقدمت دول مثل السعودية والإمارات وسلطنة عمان وقطر وإيران، وهي من شركاء التجارة الرئيسيين للهند، احتجاجات عبر القنوات الدبلوماسية، واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لمطالبة الحكومة باعتذار.
وفي وقت سابق، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة التصريحات الصادرة عن المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الهندي، معربة عن استنكارها ورفضها للإساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان لها، رفض دولة الإمارات الثابت لجميع الممارسات والتصرفات المنافية للقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية.
ودعت الوزارة إلى ضرورة احترام الرموز الدينية وعدم المساس بها، والتصدي لخطاب الكراهية والعنف وتعزيز المسؤولية الدولية المشتركة لنشر قيم التسامح والتعايش الإنساني، ومنع أي ممارسات من شأنها تأجيج المشاعر الدينية لأتباع الديانات المختلفة.
وثيقة الأخوة الإنسانية
في مواجهة موجة الكراهية ضد الإسلام والإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، تبرز الحاجة لتطبيق "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي انطلقت من دولة الإمارات لنشر مبادئ التسامح.
ووثيقة "الأخوة الإنسانية" هي وثيقة وقعها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، على أرض دولة الإمارات، يوم 4 فبراير/شباط 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير/شباط يوما دوليا للأخوة الإنسانية، تقديرا وتخليدا للمبادرة الإماراتية التاريخية.
وتؤسس الوثيقة دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، ويتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.
ومنذ توقيع الوثيقة تعمل دولة الإمارات بالتعاون مع الرمزين الدينيين الكبيرين على نشر الوثيقة وتطبيق مبادئها على أوسع نطاق.
وتتواصل الجهود لنشر الوثيقة، التي تحذر من استغلال الأديان في السياسة وتطالب بوقف استخدام الديانات السماوية في تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى.