سبل حماية اللغة العربية في مؤتمر المجمع اللغوي بالقاهرة
"حماية اللغة العربية: التحديات – الوسائل – الأهداف" عنوان مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة الـ84، والذي استضاف عددا من الباحثين.
انطلقت، الخميس، الدورة الـ84 لمؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والتي تستمر حتى 16 من إبريل الجاري، تحت عنوان "حماية اللغة العربية: التحديات – الوسائل – الأهداف".
وأدار الجلسة التي عقدت، اليوم، الدكتور عبدالحميد مدكور، الأمين العام للمجمع، حاضر فيها الدكتور محمود فهمي حجازي، عضو المجمع، الذي تحدث عن "التخطيط اللغوي وحماية اللغة الوطنية"، كما تحدث دكتور محمد حسن المرسي، عضو المجمع المنتخب، عن "اختبار اللغة العربية بين الكفاية والكفاءة".
وأكد حجازي أنّه لكي يتم تشكيل الواقع اللغوي بوعي واضح في دولة أو منطقة محددة، لابد من وجود وعي في هذه القضية، فعلى سبيل المثال المنطقة اللغوية الألمانية منطقة محددة بحدود سياحية واضحة وحدود لغوية سليمة ومعلومة للجميع.
وقال: "لا بد وأن يكون هناك دور قوي للمؤسسات حتى تكون للغة الوطنية المكانة التي تستحقها، على أن يتم تنشئة الطفل على اللغة السليمة لما في ذلك من أثر مهم للغاية"، منوهاً إلى أنه" لابد وأن تكون حدود العالم العربية محمية بلغة قوية مثل مثيلاتها في العديد من الحدود اللغوية في العالم، وأن التخطيط اللغوي مهم للغاية".
وأثنى حجازي على المؤتمرات التي عُقدت خلال السنوات الأخيرة والتوصيات التي خرجت من خلالها لتقوية اللغة العربية ووضع معايير ثابتة لها، داعياً إلى أن يتم وضع اللغة الوطنية في مكانها السليم التي تستحقه ووضع اللغات الأجنبية في المكان المناسب لها، لابد من وعي ثقافي جديد يوضح أن العربية لغة الماضي والحاضر والمستقبل، وأنها لغة التراث.
من جانبه أكد الدكتور محمد حسن المرسي، أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية، أنّ هناك فارقاً كبيراً بين مصطلحي التقويم والتقييم.
وأثار المرسي خلال محاضرته، عدداً كبيراً من الأسئلة التي يهتم بها الباحثون حول التعليم وفوارق المصطلحات، مؤكداً أن هناك دولاً كثيرة لها تجارب ومجلدات حول فوارق المصطلحات، مثنياً على تجربة دولتي الإمارات والأردن، اللتين اعتمدتا على طباعة العديد من المعايير الجديدة واعتمادهما الكلي على الحاسوب، بجانب تكوينهما بنكاً للأسئلة وإثراءً في المحتوى النثري والفقرات والتراكيب.
وأنهى المرسي حديثه بأنه لابد من تكوين لجنة تكون مهمتها التخطيط والإعداد والتجريب لعمل العديد من الحملات التعريفية، بجانب الإعلان عن دورات كثيرة متخصصة تستهدف الباحثين وكل متطلع للعلم، لكي يتم استخراج متدربين جيدين يسهمون في إثراء المحتوى النصي للمجمع، ولكي ينافس المجمع في الدفع بمتدربين على قدر عالٍ من الكفاءة.
وقال الدكتور محمود السيد، أستاذ مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها، ووزير التربية والثقافة الأسبق في سوريا ووكيل المجمع اللغوي في سوريا، لـ"العين الإخبارية": "إنّ عدداً من الدول أقام مشروعات، لتنفيذ عدد من الرؤى والأفكار، ورسالتي التي أتمنى من القائمين على المجمع في مصر تنفيذها، هي أن يتم دعم المشروعات الماضية مالياً بعد أن توقفت عن العمل، بدلًا من استخراج رؤى جديدة ويتم البدء من خلالها".
وأكد أن ما يحدث هو أن المؤتمرات تدور في حلقة مفرغة، مشيراً إلى أنّه مطلوب أن تكون للغة العربية شهادة دولية مثلها مثل الشهادات الأجنبية كـ"الأيليتس"، لترتفع اللغة بين اللغات الأخرى، وتكون محمية أكثر من الآن.
كما صرحت الدكتورة سعاد المانع، أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك سعود، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": أنّه لابد وأن يتم كتابة حروف اللغة العربية "مشكُلة" لأن الغالبية لا يحسنون القراءة، بل إن هناك عدداً كبيراً لا يجيدون القراءة على الإطلاق.
وتابعت المانع، قائلة إنه ربما أن يكون هذا المشروع مُكلّفاً، ولكن على الجميع أن يحاول الوصول إلى تقنية مخصصة لذلك، حتى يتم مساعدة الكثيرين ممن لا يستطيعون القراءة بشكل جيد، منوهة إلى أن ذلك المشروع لابد وأن يتم تعميمه على الكتب والصحف وجميع المطبوعات التي تصدُر باللغة العربية.
aXA6IDE4LjExOC4xMzcuOTYg جزيرة ام اند امز