تأهب في أمريكا وأوروبا لحماية شبكات الإنترنت من كارثة كبيرة
تكشفت تفاصيل جديدة عن حملة تجسس إلكتروني شرسة جعلت فرق الأمن في شبكات الإنترنت على مستوى العالم تسعى لتقليل الأضرار.
وتحدث مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحة للمرة الأولى عن دور روسي في التسلل، بحسب ما ذكرته رويترز.
وأظهرت سجلات إلكترونية أن متسللين يُشتبه بأنهم من روسيا اخترقوا أنظمة جماعات في بريطانيا وشركة أمريكية لتقديم خدمات الإنترنت وإدارة محلية في ولاية أريزونا إلى جانب وكالات حكومية أمريكية في إطار الهجوم الإلكتروني الكبير الذي تم الكشف عنه الأسبوع الماضي.
- الهجوم الإلكتروني على أمريكا يتوسع.. مخاوف من اختراق الترسانة النووية
- أسرار اختراق حساب ترامب على تويتر.. كلمة المرور "maga2020!"
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو خلال برنامج إذاعي "أعتقد أن الوضع الآن لنا أن نقول بوضوح إن الروس لهم يد في هذا العمل".
وذكرت شركة سيسكو سيستمز لصناعة معدات الشبكات أنها اكتشفت وجود برمجيات خبيثة في عدد محدود من الأجهزة في بعض مختبراتها لكنها لم توضح ما إذا كان قد تم الاستيلاء على أي شيء. وقال مصدر مطلع على تحقيق تجريه الشركة إن الضرر أصاب أقل من 50 جهازا.
وفي بريطانيا، أفاد مصدر أمني بأن عددا صغيرا من المؤسسات من خارج القطاع العام تضرر أيضا.
وارتفعت أسهم شركات الأمن الإلكتروني مثل فاير آي وبالو ألتو نتووركس وكراودسترايك هولدينجز أمس الجمعة مع توقع المستثمرين زيادة الطلب على الأمن التكنولوجي بعد إعلان شركات بحجم مايكروسوفت وغيرها عن تأثرها بالهجوم الإلكتروني.
وأصاب اختراق الوكالات الحكومية الأمريكية، وزارات الأمن الداخلي والخزانة والخارجية والطاقة في الولايات المتحدة. وقال خبراء في أمن الإنترنت إن الاختراق اقتصر في بعض الأحيان على مراقبة رسائل البريد الإلكتروني لكن لم يتضح ماذا كان يفعل المتسللون عندما اخترقوا الشبكات.
وقال برايان مورجنستيرن المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين إن مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين يعقد اجتماعات طوارئ يوميا إن لم يكن بوتيرة أسرع من ذلك.
وأضاف "يعملون بكد شديد لتقليل الأضرار والتأكد من أن بلادنا آمنة. لن نخوض في الكثير من التفاصيل لأننا لن نكشف لخصومنا ما نفعله للتصدي لهذه الأمور".
وقال مسؤول أمريكي كبير إنه لم يتم التوصل إلى طريقة للرد أو معرفة من يقف وراء الهجوم.
واستولى المتسللون على برمجيات لإدارة الشبكات وضعتها شركة (سولار ويندز) التي تحدثت يوم الإثنين عن دورها غير المتعمد في الهجوم العالمي. وقالت الشركة إن ما يصل إلى 18 ألف مستخدم للبرمجيات التي تُعرف باسم أوريون نزّلوا تحديثا احتوى على شفرة خبيثة زرعها المهاجمون.
وذكرت الشركة أنه يُعتقد أن "دولة خارجية" شنت هذا الهجوم.
وأشارت مصادر مطلعة على الأمر إلى أن هناك اعتقادا بأن المتسللين يعملون لصالح الحكومة الروسية. ونفى دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين هذه الاتهامات.
وقال ستيفن لينش رئيس إحدى اللجان الفرعية التابعة للجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب الأمريكي "كان التسلل كبيرا لدرجة أن خبراءنا للأمن الإلكتروني ليسوا على دراية حقيقية بعد بحجم الاختراق نفسه".
وسيتعين على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مواجهة المشكلة عند توليه السلطة في 20 يناير/كانون الثاني. وقال يوهانس أبراهام المدير التنفيذي لفريق بايدن الانتقالي للصحفيين أمس الجمعة إنه سيكون هناك "ثمن باهظ" وإن الإدارة القادمة "ستحتفظ بحق الرد في الوقت الذي تختاره وبالأسلوب الذي تريده بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا في الأغلب".
وقالت مايكروسوفت، وهي من آلاف الشركات التي وصلت إليها البرمجيات الخبيثة، إنها أخطرت ما يربو على 40 من عملائها بأن بعض المتسللين اخترقوا شبكاتها.
وذكرت أن حوالي 30 من هؤلاء العملاء في الولايات المتحدة وبقيتهم في كندا والمكسيك وبلجيكا وإسبانيا وبريطانيا وإسرائيل. ويعمل معظم هؤلاء مع شركات تكنولوجيا المعلومات وبعض المؤسسات البحثية والمنظمات الحكومية.